سيزار والحضري وعبدالواحد واكرامي وكاميني وابوالسعود ذادوا عن شباكهم بجدارة لايبالغ الخبراء عندما يؤكدون اهمية بعض المراكز في فريق كرة القدم ويعتبرون حارس المرمي يمثل في اهميته مايقارب نصف الفريق.. فالحارس الجيد يستطيع احيانا بمحافظته علي عذرية شباكه والذود ببسالة عن مرماه ان يتحكم في نتيجة المباراة لصالح فريقه وترجيح كفته حتي وان كانت الحسابات الاجمالية الفنية تميل لصالح الكفة الاخري.. وقد تابعنا في المباريات التي جرت مؤخرا علي الساحتين العالمية والمحلية تألق بعض الحراس واسهامهم بقدر كبير في تحديد نتائج المباريات بل وتأهل فرقهم للادوار التالية في البطولات القارية ويجدر بنا ان نسوق بعض الامثلة التي نستدل بها علي اهمية وفاعلية واسهامات حارس المرمي في عروض ونتائج الفرق والتي تجلت بوضوح في الفترة الاخيرة، رغم ان طوله لايداني الحراس فارعي القامة امثال بوفون الايطالي غير ان جوليو سيزاز البرازيلي حارس مرمي انتر ميلان الايطالي ضرب المثل الواضح في اهمية مركز حراسة المرمي واسهاماته في تحديد نتيجة فريقه في بعض المباريات المهمة.. ففي لقاء العودة بين برشلونة الاسباني والانتر زاد سيزار بكفاءة وقوة اعجازيه عن شباكه وحمي مرماه من الاهتزاز المؤكد عندما طار في الهواء ووثب عرضيا لاكثر من مترين ليتصدي للتسديدة القوية التي اطلقها ليونيل ميسي الارجنتيني بيسراه ويبعدها باطراف اصابعه لتخرج الكرة بعيدا عن القائم الايمن.. رفع سيزار بهذه الوثبة وتلك المقدرة معنويات زملائه ودفعهم للاستمرار علي صمودهم ومواصلة مقاومتهم للغزوات البرشلونية المتلاحقة حتي بعد ان طرد الحكم البلجيكي دييبل كير لاعب الانتر تياجوموتا واكمل المباراة بعشرة لاعبين وتمكن سيزار ورفاقه من الخروج بالتعادل السلبي وهي النتيجة التي اهلته للقاء النهائي لي بطولة اوربا ليلتقي مع بايرن ميونخ الالماني ويستحق اعجاب كل جماهير ايطاليا واشادة خاصة من مورينييو لمدير الفني. علي المستوي المحلي هناك بعض الامثلة الجيدة التي يمكن من خلالها تجسيد مقولة ان الحارس يمثل في اهميته وجدواه مايقرب من نصف الفريق.. هناك مثلا عصام الحضري حارس مرمي المنتخب والاسماعيلي والملقب بالسد العالي والذي استطاع ان يزود عن شباكه ويحمي عرينه من هجمات خطرة وفرص مؤكدة وانفرادات كاملة شنها عليه معظم لاعبو الهلال السوداني في مباراة الذهاب التي جرت بين الفريقين بالخرطوم ونجح بتألقه وتعملقه ان يحافظ علي تقدم الاسماعيلي بهدفه النظيف وقطعه لاطول من نصف المشوار للتأهل لدوري المجموعات لمسابقة الابطال الافريقية.. وفي مباراة طلائع الجيش مع الاسماعيلي حافظ للاسماعيلي علي تعادله وتصدي لعدد من الهجمات الخطرة شنها دوذري لم يكن احدا يلومه لو ان شباكه اهتزت لاكثر من مرة تحت ضغطها كما انه لايمكن ان يتحمل المسئولية كاملة عن الهدف الذي احرزه سامح حسن برأسه بعد ان ضربت التمريرة العرضية العالية التي وجهها الخبير حسام عبدالعال كل المدافعين بما فيهم الحضري لتجد سامح في انتظارها فيكملها داخل الشباك . يأتي مع الحضري من الكفاءات المحلية الموهود عبدالواحد السيد الذي حجز لنفسه مكانة اساسية في تشكيل الزمالك واقصي عنه الاطول والاركز محمد عبدالمنصف.. والمباريات الاخيرة بما فيها لقاء القمة بين الزمالك والاهلي توضح موهبة عبدالواحد خاصة في سرعة التلبية التي تجلت بتصديه للكرة الماكرة التي سددها محمد بركات من الحركة وابعادها عن الشباك غير ان متعب تمكن في ظل حراسة من الصفتي من اكمالها في المرمي محرزا هدف الاهلي الثاني.ورغم الفاصل والمسافة التي تبعد بقية حراس مرمي مصر عن المثالين الموهوبين الحضري وعبدالواحد غير اننا لابد وان نشيد بالتصدي الواعي لشريف اكرامي حارس الاهلي للتسديدة القوية بالرأس التي سددها علاء عبدالنبي لاعب المنصورة وابعاد الكرة من ان تسكن الشباك وحرمان المنصورة من تعادل لو انه تحقق لضاعف من ارتباك لاعبي الاهلي وزاد من صعوبة مهمتهم في تحقيق الفوز واحراز الفوز والمحافظة علي اللقب والدرع.. يأتي علي نفس المكانة مع اكرامي الصغير الحارس الكاميروني مارتيني حارس حرس الحدود الذي لولاه لاهتزت شباك الحرس مرات عديدة في معظم المباريات الاخيرة لان دفاعات الحدود لم تعد بنفس المنعة لغياب احمد عاصم للاصابة وعدم ثبات مستوي احمد اوكا والذي سبق وان حمل الشارة الدولية لفترة طويلة قبل ان يتخلي عنها مؤخرا.. ومع مارتيني واكرامي يأتي محمود ابوالسعود حارس المنصورة وصاحب المكانة الدولية الثالثة والذي بدا في المباريات الاخيرة واثقا بنفسه محتفظا بلياقته وكفاءته حتي مع الخطأ الجسيم الذي ارتكبه في مباراة المنصورة الاخيرة امام الاهلي وتسبب في طرده وخسارة الفريق لجهوده.