هناك ما يشبه الإجماع بين الكتاب والمحللين الأمريكيين من أصحاب الرأي علي أن شعار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهير وهو »أمريكا.. أولا» قد تحول الآن ليصبح : »إسرائيل.. أولا»! يقول »روبرت ميري» رئيس تحرير »أمريكان كونسيرڤيتيڤ»،.. ، وأحدث مؤلفاته كتاب »مهندس القرن الأمريكي».. إن ترامب وضع أمريكا علي طريق الحرب في الشرق الأوسط، وإن مؤرخي المستقبل سيعتبرون قراره بالانسحاب من الاتفاق النووي الايراني.. حماقة تماثل قرار الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش بغزو العراق.. فالعواقب قد تكون كارثية. ويضيف الكتاب الكبير »إنك إذا أردت أن تفهم حقيقة ما يجري.. لا تتجه بنظرك نحو ترامب، الذي يفتقر إلي التماسك الفكري، ولكن عليك أن تراقب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يستهدف تقليص قوة ونفوذ إيران في المنطقة مع العلم بأن هذا النفوذ بدأ واشتد عقب الغزو الامريكي للعراق عام 2003، وهو الغزو الذي قام بالتحريض عليه ومساندته في ذلك الوقت.. نتنياهو نفسه، الذي أراد من الولاياتالمتحدة التخلص من صدام حسين دعما للأمن الإسرائيلي.. والآن يريدنا أن نخاطر بحرب أخري لإزالة آثار الغزو »الكارثي السابق!» وفي دراسة لرئاسة المجلس القومي الإيراني الأمريكي بقلم »تريتا بارسي» جاء أن الجهة الوحيدة التي تصفق لقرار ترامب هي اسرائيل، بل إن الادارة الامريكية استأجرت شركة مخابرات إسرائيلية خاصة تحمل اسم »المكعب الأسود» للتشهير بأي مسئول امريكي سابق من مؤيدي الاتفاق النووي! وتضيف الدراسة أن »قرار ترامب المتهور خيانة للمصالح القومية للولايات المتحدة، ويمكن أن يلاحقنا هذا القرار علي نحو مزعج علي مدي أجيال، فقد ارتكب الرجل ما يمكن وصفه بأنه أكبر عملية تخريب لبلاده في تاريخ أمريكا الحديث وفتح الطريق أمام حرب مع إيران قد تتحول إلي حرب إقليمية أوسع». ويقول الكاتب الامريكي جاستين ريموندو: »دعونا نقول الحقيقة، كما هي،.. ذلك أن إلغاء الاتفاق النووي يتم لمصلحة نتنياهو ومؤيديه في الولاياتالمتحدة، أي اللوبي الاسرائيلي، الذي يشق طريقه بنجاح لجرنا إلي حرب مع إيران، مع ملاحظة أن »العلاقة الخاصة» بين واشنطن وتل أبيب أصبحت أكثر »خصوصية» في الأشهر الأخيرة. والجهة الوحيدة - فيما يري الكاتب - التي تشكل قاعدة التأييد لترامب هي اللوبي الاسرائيلي. ويؤكد هذا الكاتب الأمريكي إن سياسة »إسرائيل.. أولاً» التي نشهدها الآن تتعارض مع المصالح الامريكية الحقيقية في المنطقة. وما يثير دهشة عدد غير قليل من الكتاب الامريكيين هو أن ترامب يمنح لنفسه الحق في إلغاء اتفاق وقعت عليه سبع دول وينتهك الالتزامات التي تفرضها المعاهدات، رغم ان هذه الالتزامات تمثل »القانون الأعلي للبلاد» وفقاً لدستور الولاياتالمتحدة.. وكل ذلك من أجل تلبية مطالب اسرائيل . والمعروف أنه في 20 يوليو 2015 وافق مجلس الأمن بما في ذلك الولاياتالمتحدة علي الاتفاق، وصدر قرار المجلس رقم 2231 الذي ينص علي ان الدول الأعضاء ملتزمة بتنفيذ قرارات مجلس الأمن وفقاً لميثاق الأممالمتحدة »المادة 45».. ولكن رغبات إسرائيل فوق قرارات الشرعية الدولية!