كان »دومينيك شتراوس كان« الأكثر حظا لتمثيل الحزب الاشتراكي في خوض الانتخابات الرئاسية عام 2102 منافسا للرئيس الحالي »نيقولا ساركوزي« الذي يسعي أنصاره لإعادة انتخابه لفترة ثانية، لكن فضيحته »المزعومة.. حتي الآن« في فندق سوفيتيل بنيويورك، أوقفت زحفه في اتجاه قصر الإليزيه، علي الرغم من الافراج عنه بضمان تعهده بالبقاء في الولاياتالمتحدة وعدم مغادرتها انتظارا للتصرف في القضية والتي يتغير موعدها المرة بعد الأخري. بعد أن كان كثيرون يؤكدون »تورط« مدير صندوق النقد الدولي السابق في اغتصاب عاملة التنظيف بالفندق، اضطر معظمهم إلي سحب ادانتهم المسبقة بعد أن كشف النائب العام الأمريكي »سايروس فانس« عن »أكاذيب« روجتها »المجني عليها« في أقوالها، مما يتطلب إعادة فتح التحقيق في القضية للتأكد من مصداقية وقائعها، وتأجيل مثوله أمام المحكمة من أول أغسطس القادم إلي نهايته، واتاحة الفرصة للجانبين: المتهم والمجني عليها لتقديم المزيد من الوقائع والأدلة علي البراءة أو الادانة. فريق الدفاع عن »شتراوس كان« غيّر استراتيجيته في انكار معظم الاتهامات الجنائية، مع احتمال الاعتراف بعلاقة جنسية تمت برضاء الطرفين وليست اغتصابا كما تزعم »نفيساتو ديالو« إلي استراتيجية تنفي هذا الاحتمال وتركز فقط علي كذب وافتراءات عاملة التنظيف وانعدام مصداقية أقوالها بعد الكشف عن مكالمتها مع صديقها تاجر المخدرات الذي ينفذ حاليا حكما بالسجن، وتردد أنها طمأنته في المحادثة التليفونية المسجلة بأنها تعرف جيدا ماذا تفعل مع »شتراوس كان« فاحش الثراء(..) وهو ما يعزز نظرية »التآمر علي المرشح الرئاسي الأوفر حظا وابعاده عن قصر الإليزيه الذي ينافس عليه العديد من رفاقه وأصدقائه وزملائه في الحزب الاشتراكي«. هناك ثلاثة رجل وسيدتان من قيادات الحزب الاشتراكي ينافسون علي الفوز بشرف تمثيل حزبهم في الانتخابات الرئاسية القادمة، وازدادت فرصهم بعد أن تخلصوا من »شتراوس كان« الأوسع شعبية والأكثر قبولا. ولأن السياسة لها أكثر من وجه يتغير تبعا للمصلحة الشخصية في المقام الأول، فقد تسابق المرشحون الثلاثة في التعبير عن حزنهم الشديد علي ما حدث لزميلهم، ورفيقهم: »شتراوس كان« وأجمعوا علي أن المتهم برئ حتي تثبت ادانته، وطالبوا في الوقت نفسه الإعلام والرأي العام الفرنسي بالتمسك بهذا المبدأ القانوني الرفيع، وعدم التدخل والانحياز بالكلمة والصورة في هذه القضية التي يجب تركها في أيدي القضاء. أبرز المرشحين الاشتراكيين الثلاثة هو: »فرانسوا هولاند« سكرتير عام الحزب الاشتراكي السابق الذي يجمع كثيرون علي أنه الأوفر حظا وقبولا لتمثيل الحزب في الانتخابات الرئاسية من المرشحتين الأخريين. الأولي: تتولي منصب سكرتير عام الحزب خلفا لفرانسوا هولاند، والثانية: »سيجولين روايال« التي رشحها الحزب للانتخابات الرئاسية السابقة وفاز فيها »نيقولا ساركوزي« عام 9002، وتطمع في فرصة جديدة في عام 2102. الثلاثة أعلنوا تضامنهم وتحالفهم وترحيبهم باختيار أحدهم مرشحا للحزب احتراما لأغلبية الأصوات، بصرف النظر عن خسارة اثنين منهم بفوز الثالث. رغم هذه »الشفافية« في العلاقات بين الرفاق إلا أن »أنصار« كل واحد أو واحدة منهم يكثفون الجهد والمال لكسب أكبر عدد من الأصوات سحبا من رصيد الآخرين مادام يتحقق هذا بأصول وتقاليد وقيم الممارسة السياسية الحزبية والانتخابية. وليس صادما أن يضطر البعض إلي ترديد أقوال أو ترويج مزاعم تسيء لهذا المرشح أو ذاك مادام يتم ذلك في سرية واخفاء أي دور قام به أحدهم في حملات التشويه والتشهير! .. وكان المرشح الأكثر حظا: »فرانسوا هولاند« أول الضحايا. إبراهيم سعده [email protected]