أخفوها عن الأنظار تحت حراسة أمنية مشددة. منعوها من الكلام مع الصحافة عن التحقيقات التي تجريها شرطة ونيابة مدينة نيويورك في أعقاب بلاغها الذي اتهمت فيه مدير صندوق النقد الدولي السابق »دومينيك شتراوس كان« باغتصابها في الجناح الذي أقام فيه في فندق »سوفيتيل« في مايو الماضي. رغم اختفاء وصمت المجني عليها »نفيساتو ديالو« لاجئة من غانا تعمل عاملة تنظيف في الفندق إلا أن قصتها شغلت ولاتزال أجهزة الإعلام العالمية خاصة في الولاياتالمتحدة: مسرح الجريمة، وفي فرنسا: موطن المتهم الاقتصادي العالمي والسياسي الاشتراكي الذي كان يستعد لترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2102. قرأنا، وسمعنا، وشاهدنا، أكثر من المعتاد عن »القضية« ووقائعها وأدلتها ودلالاتها ومعظمها نقلا عن مكتب النائب العام والشرطة وأجهزة الإعلام يدين مقدما »شتراوس كان« الاقتصادي والسياسي والثري ويتعاطف في الوقت نفسه مع المجني عليها اللاجئة الافريقية الفقيرة البائسة: »نفيساتو ديالو«. في أول جلسة حكم القاضي بحبس المتهم احتياطيا بكفالة مليون دولار وبخطاب ضمان مصرفي بخمسة ملايين دولار، مع تحديد إقامته تحت حراسة مشددة علي مدار الساعة، انتظارا لبدء محاكمته في تهم بالغة الخطورة يعاقب القانون عليها بالسجن لمدة 07 عاما.. علي الأقل! انقلبت حياة المرشح الأكثر حظا لرئاسة فرنسا رأسا علي عقب. أجبر علي تقديم استقالته من إدارة صندوق النقد الدولي. تبددت أحلامه وآماله في منافسة »ساركوزي« علي الإقامة في »قصر الإليزيه« في العام القادم. ويتفرغ حاليا مع محامييه الشهيرين والأكثر أتعابا في الولاياتالمتحدة لاثبات براءته من كل الاتهامات ضده، واسترداد سمعته وكرامته مرة أخري. فجأة.. ظهر النائب العام النيويوركي »سيروس فانس« وأعلن عن تحريات شرطية وقضائية أثبتت أن المجني عليها المزعومة »نفيساتو ديالو« لم تكن صادقة في أقوالها معهما، مما قد يفقدها المصداقية التي كانت تحظي بها لدي الشرطة، والنيابة القضائية. فقد كذبت في الكثير من أقوالها عن نفسها، ومبررات لجوئها للبلاد، وعلاقتها الحميمة مع أحد المجرمين المسجونين الذي أجرت معه مكالمة تليفونية مسجلة قالت فيها إنها واثقة من ثراء المتهم، وشهرته، وقدراته، وتعرف كيف تتعامل معه.. وهو ما أدخل الشك في قلب وعقل النائب العام بالنسبة لمعظم ما جاء في بلاغها ضد »شتراوس كان« من وقائع واتهامات! تصريحات النائب العام صدمت الرأي العام العالمي خاصة: الأمريكي الذي كان متعاطفا حتي الآن مع المجني عليها الفقيرة، الشجاعة، التي تتصدي رغم ضعفها وضآلتها، لجبروت وقدرات واتصالات الاقتصادي العالمي، والسياسي الفرنسي الشهير، فاحش الثراء بأموال زوجته ابنة أشهر وأغني مالك وتاجر لوحات مشاهير الفنانين المبدعين العالميين، وتصمم علي الانتقام منه لما فعله بها. أنصار »دومينيك شتراوس كان«، في الحزب الاشتراكي الفرنسي، هللوا لتصريحات النائب العام النيويوركي، وتفاءلوا بإعلان براءته من كل الاتهامات الفضائحية »المزعومة« ضده. محامو المتهم توقعوا أن يسحب النائب العام اتهاماته، ويحفظ القضية كأنها لم تكن! ما أقوله اليوم عن قضية: »دومينيك /نفيساتو« ليس بالجديد. ومناسبة العودة إليه ما رأيته وسمعته صباح اليوم في برنامج »صباح الخير.. أمريكا« الذي انفرد بحوار مع السيدة الغانية، الافريقية، المسلمة: »نفيساتو ديالو« وقالت فيه الكثير مما لا تتسع مساحة المقال له. .. وأواصل غدا.