د. طارق كامل يشهد توقيع الأتفاق بين مصر وسنغافورة التوجه للشرق يهدف لفتح أسواق جديدة من خلال شراكة قوية بين الشركات المصرية والآسيوية التركيز علي الإبداع التكنولوجي وتطوير الإنترنت فائق السرعة وخدمات البريد المالية والمصرفية المحمول والثابت سيصلان لمرحلة التشبع.. والمستقبل للخدمات الثلاثية أكد الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ان الوزارة تعطي أولوية أولي لجذب الاستثمارات إلي السوق المصرية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتحقيق قيمة مضافة لاقتصادنا القومي. وقال ان المرحلة المقبلة سوف تشهد توجها مصريا إلي شرق آسيا بهدف فتح أسواق جديدة، وذلك من خلال شراكة قوية بين الشركات المصرية والآسيوية.. جاء ذلك في ختام الجولة الاسيوية والتي قام بها الدكتور طارق كامل والدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار علي رأس وفد رفيع المستوي إلي هونج كونج حيث عقدت فعاليات مؤتمر اليورومني السنوي للاستثمار في مصر وسنغافورة حيث عقد مؤتمر »مصر مقصدا للاستثمار المباشر«، ثم قام الدكتور طارق كامل بزيارة إلي دولة ماليزيا. أكد الوزير انه حرص خلال المباحثات المكثفة التي أجراها مع نظرائه ومع الرؤساء التنفيذيين لكبري شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الدول الثلاث علي دعوة الشركات الآسيوية للاستثمار في مصر كنقطقة ارتكاز لتصدير الخدمات التكنولوجية وأنه طالب بمزيد من التعاون والشراكة بين مصر ودول جنوب شرق آسيا، مشيرا إلي نجاح مصر في جذب استثمارات من أمريكا ومن دول الغرب وأنها تتطلع لجذب المزيد من الاستثمارات والقيمة المضافة من شرق آسيا وذلك ارتكازا علي المقومات الكبيرة التي تمتلكها مصر وتتمثل في الكوادر البشرية المتخصصة والمتدربة علي أحدث التكنولوجيا والمهارات اللغوية والتعدد اللغوي، بالإضافة إلي الموقع الجغرافي المتميز، حيث تربط مصر بين آسيا وأوروبا مما يجعلها مقصدا لتصدير خدمات تكنولوجيا المعلومات. وأشار الدكتور طارق كامل خلال مباحثاته إلي نموذج التعاون والشراكة الناجحة بين مصر والهند، مؤكدا إمكانية الاستفادة من هذا النموذج مع دول جنوب شرق آسيا، خاصة أن مصر تصنف عالميا في المركز الخامس علي مستوي خدمات التعهيد وفقا لتقارير دولية وتوجد بها فرصا كبيرة وواعدة للاستثمار ولعقد الشراكات القوية لتصدير مختلف الخدمات التكنولوجية. واستعرض الوزير التجربة المصرية الناجحة لتطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر حيث اشار إلي وضع هذا القطاع منذ عشر سنوات كأولوية لتنمية الاقتصاد المصري ولجذب الاستثمارات الأجنبية لتنميته وهو ما أسفر عن تحول القطاع من الاعتماد علي الدعم من الموازنة العامة للدولة إلي قطاع داعم للموازنة وجاذب للاستثمارات من الشركات العالمية الكبري والتي استثمرت في البنية التحتية.. الأمر الذي ساهم في تطوير قطاعات أخري مختلفة. كما نجح القطاع خلال السنوات الخمس الماضية في الحفاظ علي معدلات نمو تتراوح ما بين 31٪، 41٪. وأكد الدكتور طارق كامل ان السوق المصري مازال يسجل نموا وأن مصر تسجل رقما قياسيا في معدلات نمو التليفون المحمول تبلغ مليون مشترك جديد شهريا. أشار إلي استعراضه للفرص الاستثمارية الواعدة والحوافز التي توفرها الحكومة لجذب الاستثمارات في مجالات عديدة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خاصة في مجالات الابداع والابتكار التكنولوجي الذي يعد المجال الأبرز الذي ستركز وزارة الاتصالات علي تطبيق آلياته في مصر خلال المرحلة المقبلة، وذلك بالتعاون مع مؤسسات القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، موضحا ان التركيز علي الابداع والابتكار التكنولوجي سيكون علي أساس كونه قيمة مضافة للاقتصاد الوطني. وأكد الدكتور طارق كامل استعراضه خلال مباحثاته للفرص الاستثمارية التي توفرها مصر في مجال صناعة تعهيد الخدمات التكنولوجية وهو المجال الذي حققت فيه مصر نجاحا كبيرا وتخطو فيه بخطوات واثقة ارتكازا علي الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة لتنمية هذه الصناعة لما لها من دور بالغ الأهمية في رفع وزيادة صادراتنا من الخدمات التكنولوجية. وأوضح الدكتور طارق كامل انه حرص خلال المباحثات التي أجراها علي إبراز الاهتمام الكبير الذي توليه مصر بشأن تأمين الفضاء الإلكتروني والذي تمثل في قطع خطوات كبيرة في هذا المجال وفي عقد ورش عمل عديدة علي المستوي الإقليمي. مؤكدا ضرورة تعاون جميع دول العالم في تأمين الفضاء الإلكتروني وأنه ليس هناك من يستطيع العمل بمفرده في هذا المجال خاصة في مواضيع مثل تأمين وحماية النشء والأطفال علي الإنترنت. وقال الدكتور طارق كامل ان مباحثاته التي أجراها كشفت عن وجود اهتمام كبير من المستثمرين والرؤساء التنفيذيين لكبري شركات الاتصالات في الدول الثلاث علي الاستثمار في مصر والتعرف علي الفرص الاستثمارية المتاحة في السوق المصرية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وأنه تم الاتفاق خلال المباحثات علي خطوات جادة لترجمة هذا الاهتمام وذلك بتنفيذ زيارات لوفود من هذه الشركات إلي مصر للتعرف علي أرض الواقع علي هذه الفرص الاستثمارية ووضع نماذج للشراكة بين الشركات المصرية والشركات الآسيوية في الدول الثلاث لدراستها وتنفيذها كما تم الاتفاق علي تبادل التمثيل بين الشركات المصرية والشركات الآسيوية في القري الذكية في مصر والدول الثلاث بما يحقق التواصل. وأوضح الوزير انه حرص خلال جولته علي النماذج الاقتصادية التي يتم بها إدارة الاستثمارات في هذا القطاع في الدول الثلاث وأشكال التمويل والشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص ودور أجهزة تنظيم الاتصالات والمنافسة بين الشركات وأسعار تقديم الخدمات للاستفادة من التجارب المختلفة. أشار إلي عدم حدوث طفرة في خدمات الواي ماكس ولا في الجيل الرابع للمحمول وهو ما يؤكد ضرورة التركيز علي الخدمات المتكاملة خاصة أن خدمات الصوت لم تعد هي الأساس سواء علي مستوي التليفون الثابت أو المحمول، مشيرا إلي أن المحمول والثابت سيصلان لمرحلة تشبع خلال السنوات القادمة وهو ما يستلزم ضرورة تركيز الشركات المصرية علي تقديم الخدمات المتكاملة، حيث ان المستقبل للخدمات الثلاثية والتي تتمثل في نقل الصوت والصورة والبيانات وأوضح ان التلاحم بين تكنولوجيا الاتصالات والإعلام يسير بخطي واسعة وكبيرة. أضاف الدكتور طارق كامل ان مباحثاته تناولت تطوير البريد والخدمات المقدمة من خلاله في إطار أولوية لتطوير ذلك المرفق الحيوي العام. مشيرا إلي توقيع اتفاقية بين البريد المصري والبريدين السنغافوري والماليزي لتحسين الخدمات البريدية التقليدية وتطوير خدمات جديدة ومبتكرة ذات قيمة مضافة وقد شملت الاتفاقية التعاون في إدارة منظومة الحركة البريدية وتطبيقات التجارة الإليكترونية البريدية والحوارات الإليكترونية وتحسين مستوي خدمات البريد السريع والطرود. ومن جانبها أكدت الدكتورة هدي بركة مساعد أول وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أهمية الجولة الآسيوية التي قام بها الدكتور طارق كامل علي رأس وفد رفيع المستوي، مشيرة إلي ان هذه الجولة تعد الأولي علي »المستوي الرسمي لجنوب شرق آسيا. وأضافت ان هذه الجولة أثمرت عن ايجابيات عديدة تمثلت في اتفاقات تم توقيعها وطفرات تم الاتفاق علي اتخاذها لدفع التعاون المشترك بين مصر والدول الثلاث في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كما أشارت الدكتورة هدي بركة إلي أن الجولة كشفت عن وجود تشابه كبير في نواح مختلفة بين مصر والدول الثلاث علي مستوي قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. كما كشفت عن موضوعات أخري مهمة حيث أوضحت انه علي سبيل المثال وجدنا في هونج كونج استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كعامل أساسي لدفع النمو الاقتصادي في قطاعات أخري مثل الموانئ كذلك وجود خطط نمو لشركات الاتصالات بشأن ال »اي بي تي في« وكان هناك موضوع تنمية المحتوي قاسما مشتركا في الدول اثلاث حيث وجدنا جزءا كبير من شركات الاتصالات يتجه لصناعة المحتوي بنسب متفاوتة.. والبعض منها يلجأ لشراكات مع شركات للمحتوي موجودة أساسا وهناك البعض يبدأ بعمل قطاع خاص به لصناعة المحتوي أيضا كانت المدن التكنولوجية قاسما مشتركا في الدول الثلاث، حيث تعرفنا علي نماذج مختلفة لكيفية إنشاء هذه المدن في ماليزيا مثلا هناك أكثر من 21 مدينة تكنولوجية وهناك مراقب لهذه المدن هو الذي يضع المواصفات والبنية التحتية المطلوب توافرها ويتقدم المستثمرون بطلبات لإنشاء وإقامة وتطوير هذه المدن.. وأوضحت الدكتورة هدي بركة ان التخصص كان أحد القواسم في الدول الثلاث حيث يتم التخصص في قطاع واحد كذلك تعرفنا علي الآليات المختلفة لتنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات ولمسنا الاهتمام الذي توليه الحكومات في الدول الثلاث لهذه الآليات وما تقدمه من دعم ومن معدات حديثة. وأكدت الدكتور هدي بركة انها تري وجود فرص كبيرة للتعاون المصري مع الدول الثلاث كم تري إمكانية استفادة مصر بتجارب هذه الدول خاصة أن هذه الدول أكدت انها تعرفت علي تجارب دول أخري واستفادت منها. وبالتالي يمكن لمصر ان تستفيد من التجارب الناجحة لهذه الدول. أشارت إلي ان الدول الثلاث كان لديهما مبادرة بثلاثة نماذج مختلفة تماما في البرودباند وأن مصر يمكن ان يكون لها نموذج رابع وأن تستفيد من نماذجهم في وضع السياسة في مبادرات كبيرة. أوضحت ان الجولة كشفت عن رؤية الدول الثلاث لأن تكون مصر هو بوابتهم للدول العربية والإفريقية خاصة لشمال افريقيا مؤكدة أهمية دور الشركات المصرية في إقامة علاقات شراكة قوية مع الشركات الآسيوية خلال المرحلة القادمة وأكد الدكتور شريف بطيشة نائب رئيس هيئة البريد أهمية الاتفاقيتين اللتين تم توقيعهما مع الجانبين السنغافوري والماليزي في دعم التعاون المشترك مع البلدين في مجال البريد واستحداث خدمات جديدة ترتكز علي الاستفادة من أحدث التقنيات. قال ان البريد المصري شهد تطورا كبيرا وأن المرحلة المقبلة سوف تشهد استمرارا في تنفيذ واستكمال خطة التطوير الشاملة للبريد واستخدام أحدث تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تقديم مختلف الخدمات. وأكد عماد الأزهري نائب رئيس الشركة المصرية للاتصالات ان الجولة التي قام بها الدكتور طارق كامل لجنوب شرق آسيا تحظي بأهمية كبيرة، مشيرا إلي أهمية فتح قنوات لتعاون مصر مع الشرق والاستفادة من هذه الدول في فتح أسواق جديدة. قال ان دراسات أجريت كشفت عن أن الشرق الممثل في الصين والهند وباكستان وماليزيا وسنغافورة وهونج كونج يحتاج طلبا للإنترنت بسعة 53 تيرا بايت خلال السنوات القادمة، موضحا ان جزءا من هذا الطلب يستغل في الشرق وجزءا آخر يتجه نحو الغرب وهذا ما تسعي مصر للاستفادة منه عبر الكابل الذي تنشئه الشبكة المصرية للاتصالات »تي اي نورث« والذي يمتد من البحر الأحمر للبحر الأبيض المتوسط إلي أوروبا وأن ذلك هو الطريق الذي يلبي احتياجات الشرق حيث يمثل طريقا اقتصاديا يمكن ان يتم العبور من خلاله من الشرق إلي الغرب. أشار إلي ان مصر لديها من خلال هذا الكابل سعة تصل إلي 001 جيجا بايت وأنه بالفعل تكشف محادثات خلال الجولة عن الاحتياج لسعات دولية علي الكابل المصري. ضم الوفد المصري المرافق للوزير د. طارق السعدني مستشار وزير الاتصالات للشئون التكنولوجية ود. شريف هاشم نائب رئيس هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا لمعلومات وبعثة تجارية تمثل عددا من كبري شركات الاتصالات والمعلومات المصرية.