»يارب.. احفظ مصر«.. كان هذا أول دعاء أتوجه به الي الله سبحانه وتعالي بمجرد دخولي الحرم المكي أمس ورؤيتي الكعبة المشرفة قبل أن ابدأ الطواف والسعي في عمرة اشتقت اليها كثيرا حتي أكرمني الله أن تكون أول ما أبدأ به حياتي بعد الستين. »يارب.. احفظ مصر« قلتها من كل قلبي حتي قبل أن أدعو لنفسي أو لأهلي وأصدقائي لأن شعوري بالخوف علي مصر يجعلني في حالة فزع دائم مما يحدث الآن من تصعيد للخلافات والانقسامات في الشارع السياسي دون أن يدرك أي طرف أن مصلحة مصر وأمنها واستقرارها فوق كل شيء.. استمرار هذه الخلافات والانقسامات ليس له من نتيجة الا انقلاب عسكري يتولي فيه الجيش الحاكم بصفة دائمة وليس لفترة انتقالية كما وعد.. أو حرب أهلية.. أو ثورة جياع لأن الملايين الذين فاض بهم الكيل من الفقر في ظل النظام السابق أيدوا ثورة 52 يناير لكي تتحسن أحوالهم فاذا بها تزداد سوءا.. مئات الآلاف في قطاعات متعددة في مقدمتها السياحة والمقاولات »اتوقف« حالهم و»اتخرب« بيوتهم. والقادم أسوأ خاصة مع ارتفاع الأسعار المتوقع مع دخول شهر رمضان المعظم ثم مصاريف العيد والمدارس.. ناهيك عن البلطجة والفوضي في كل مكان. »يارب.. احفظ مصر« قلتها لأنني أخشي أن تكون أحداث العباسية »بروفة« لما سيجري غدا في ميدان التحرير من مصادمات متوقعة بين الثوار المعتصمين بالميدان والاسلاميين خلال المظاهرات المليونية التي دعا اليها الطرفان. يارب.. لا تحول ميدان التحرير الذي سالت فيه أرواح الشهداء الي ساحة تراق فيها دماء المصريين بأيديهم.. مصر العظيمة لا تستحق هذا.