تستضيف العاصمة الإثيوبية أديس أبابا غدا جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة علي مستوي وزراء الري والخبراء الوطنيين بالدول الثلاث مصر وإثيوبيا والسودان لاستكمال المباحثات الهادفة إلي الخروج من التعثر الحالي في المفاوضات المعنية بالجوانب الفنية للسد والتوصل إلي تفاهم مشترك حول البنود والنقاط العالقة واستكمال الدراسات المطلوبة المكلف بها الاستشاري الفرنسي وإزالة العقبات التي تعترض المسار الفني واعتماد صيغة نهائية للنقاط الحاكمة التي سيتم التوافق عليها خلال الاجتماع لرفعها لاجتماع الوزراء التسع المزمع عقده 15 مايو الحالي. وأكدت مصادر مسئولة بملف سد النهضة أن المفاوضات تهدف لإعادة المسار الفني، بعد الاعتراض الأثيوبي علي التقرير الاستهلالي الذي أعده المكتب الاستشاري الفرنسي كمرجعية للاسس والمباديء التي ستعتمد عليها الدراسات المطلوبة لتقييم الآثار المترتبة من إقامة السد. وأوضحت المصادر أن الاجتماع سيرتكز علي تسوية أمرين مهمين الأول فيما يتعلق بملء خزان السد في المراحل الأولي لتشغيله، والثاني في كيفية إدارة السد بين الدول الثلاث، واستكمال مناقشة الملاحظات حول التقرير الاستهلالي والذي قدمته الشركات الفرنسية حول بعض الأمور الفنية للسد. وأضافت المصادر أن مصر ستشارك في اجتماعات اديس ابابا الفنية بعقل منفتح، وبرؤية واضحة تنفيذاً للتكليفات الصادرة من قادة الدول الثلاث الواضحة والقائمة علي ضرورة التوصل إلي حل للتعثر الفني علي أساس التعامل كدولة واحدة والنظر لمصلحة مشتركة للجميع بالرغم من حالة القلق بسبب عدم إطلاق وتنفيذ الدراسات الفنية المطلوبة لوقوف الدول الثلاث بدقة علي التأثيرات السلبية علي مصر وشعبها من جراء بناء سد النهضة سواء من طريقة وسنوات ملء بحيرة السد وطريقة الإدارة والتشغيل الاولي والمستقبلية وشددت المصادر من أن الوقت يمر ويستنزف دون إطلاق وتنفيذ الدراسات حتي هذه اللحظة مصدر قلق لمصر بشأن السد، موضحا أن إثيوبيا هي التي اقترحت بعودة عقد اجتماعات اللجنة الفنية بشكل عاجل، ومصر وافقت علي ذلك. وأكدت أن مصر بذلت كل جهد خلال جولة الخرطوم وتفاوضت بحسن نية وتقدير لمصالح الشركاء الاثيوبيين والسودانيين. وأضافت المصادر أن مخرجات الاجتماع الفني ستحدد الموضوعات التي ستطرح في اجتماع لجنة الوزراء التساعية 15 مايو الجاري ويضم وزراء الخارجية والري ومديري أجهزة المخابرات بالدول الثلاث لاستكمال ما تحقق في اجتماعات الخرطوم بداية الشهر الماضي.