لا شيء يوضح صورة الشعب اليهودي قبل مجيء السيد المسيح أكثر من الإصحاح 59 من سفر أشعياء الذي جاء فيه »خطاياكم أضحت تفصل بينكم وبين إلهكم وآثامكم حجبت وجهه عنكم لأن أيديكم تلوثت بالدم وأصابكم بالإثم..» كان من الممكن أن يبيد الله هذا الشعب الفاسد كما أغرق الأرض بالطوفان »رأي الرب أن شر الإنسان قد كثر علي الأرض» تك 56.. وكما أحرق سدوم وعمورة »فأمطر الرب علي سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عنده من السماء» تك 24:19.. لكن أراد الله أن يجتس الخطيئة ويطهر كيان الإنسان ليعود في طهارة ويرد إلي صورته التي خلق عليها لا يتأتي ذلك إلا بالفداء الذي كان يتم قبلا بخروف الفصح وهو صورة مشابهة لكبشه الذي نحره إبراهيم عليه السلام عوضا عن إبنه كفداء عظيم، لكن من له القدرة علي فداء البشرية كلها؟ لذلك لم يكن أمام الله وهو الآب لجميع البشر إلا أن يخرج من ذاته وجوهره حياة في جسد إنساني فكان المسيح كلمة الله الذي صار بشرا ليكون الخروف الذي يفدي البشرية.. وإذا تأملنا بعضا من أحداث القيامة نتذكر بعض نبوءات التوراة التي تحققت.. مثل ما جاء في المزمور 20:34 »لن تكسر عظامه» لأنه كان متبعا كسد سيقان المصلوبين للتعجيل بوفاتهم ما لم يحدث مع السيد المسيح الذي مات قبل ذلك، وفي المزمور 21:69 »في عطشي يسقونني خلا وقد رفض المسيح ذلك وكان الرومان يستخدمون الخل في تخفيف الآلام. وفي المزمور 18:22 »يتقاسمون ثيابي فيما بينهم وعلي لباسي يلقون قرعة» ويحدث هذا الحدث صريحا في إنجيل متي 35:27. وحول القيامة يذكر المزمور 16: 810 »لأنك لن تترك نفسي في هاوية الأموات ولن تدع وحيدك القدوس ينال منه الفساد».. وصرت عندما طعن أحد الحراس السيد المسيح بطعنة في صدره، خرج من الجرح دم وماء، وتفسير ذلك علميا أنه في حالة النزيف الدموي البللوري خارج الرئة يظل الدم علي حاله في الإنسان الحي أما في حالة الوفاة وتوقف حركة التنفس يتجلط الدم وينحسر وتنفصل البلازما عن الدم وتبدو البلازما كالماء الأصفر تسيل مع الدم من الجرح.. ومن ضمن الملاحظات أن المسيح جلد ثم حكم عليه بالصلب، وكانت القوانين الرومانية لا تسمح بذلك فالعقاب يكون بأيهما لأن الجلد نصف قتل كما أنهم لم يوافقوا علي رجمه خشية تعاطف الجماهير معه. ويخاطب السيد المسيح أمه مريم ويقول لها هذا ابنك يقصد يوحنا ويقول ليوحنا هذه أمك ما يعكس العلاقة العاطفية الأسرية والمحبة. ومن الأحداث المهمة التي تستدعي التأمل أنه عندما أسلم المسيح الروح انشق حجاب الهيكل شطرين بين الأعلي إلي الأسفل وتزلزلت الأرض وانشقت الصخور وتفتحت القبور وقامت أجساد كثيرة لقديسين وخرجوا من القبور ورآهم كثيرون.