أخرستوس انيستي, اليثوس انيستي اخرستوس افتونف, خين أوميثمي افتونف المسيح قام, بالحقيقة قد قام أهنئكم بعيد القيامة المجيد الذي هو عيد أعيادنا وفرح أفراحنا وبهجة حياتنا والحقيقة أن عيد القيامة يأتي بعد صوم طويل, صوم الخمسة والخمسين يوما, وينتهي الصوم بفترة أسبوع الآلام, الفترة الدسمة بالصلوات والأصوام والتضرعات ثم يأتي يوم الجمعة العظيمة ونقول فيه مع المسيح صلبت, فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في( غلاطية20:2) ثم يأتي يوم الأحد يوم النور يوم نور شمس البر وقيامة السيد المسيح من بين الأموات. أريد أن أكلمكم عن ثلاث مراحل أو ثلاثة مشاهد من القيامة المشهد الأول: مشهد الخروج من القبر: طبعا كل مشهد من المشاهد له الحقيقة التاريخية ولكن له المعاني الرمزية والروحية والتأملية فيه, السيد المسيح قام بقوة لاهوته وخرج من القبر ولم يكن للموت سلطان عليه وقيامة السيد المسيح وهبها للجميع وفي هذه القيامة نسميه البكر بهذه القيامة البكر وهبت لكل انسان يؤمن بالصليب ويعيش وينال نصيبه في خلاص وفداء دم ربنا يسوع المسيح كلمة الخروج من القبر بالمعني الرمزي هي خروج من قبر الشهوات من قبر الخطايا فالخطية مثل القبر عندما نقرأ في رسالة بولس الرسول إلي أهل أفسس إصحاح14:5 استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضئ له المسيح قم من الأموات تعني قم من قبر الشهوة, من قبر الخطايا, ودائما الخطية التي تواجه الإنسان في كل زمان لها وجه لطيف, وهذا الوجه اللطيف مخادع من خارج فقط, وجه جذاب, لكن في الوقت نفسه الخطية لها وجه شرس ومفترس بالنسبة للإنسان الإنسان بقوة القيامة يقول:أين شوكتك يا موت, أين غلبتك يا هاوية( اكورنثوس55:15) إذن المشهد الأول خروج من القبر من قبر الشهوات. المشهد الثاني: من خروج من القبر إلي ارتفاع نحو السماء لأجل ذلك ظهر السيد المسيح ظهورات عديدة يوم القيامة في الصباح والمساء وأيضا عبر الأربعين يوما إلي احتفالنا بعيد الصعود المجيد المشهد الثاني ارتفاع نحو السماء بمعني أن الإنسان في قيامة السيد المسيح كانت ضد الجاذبية الأرضية والأرض لم يكن لها تأثير عليها, والإنسان أيضا يسمو السيد المسيح في قيامته لم يعطله شئ, لا أكفان ولا ظلام ولا خوف ولا حجر كبير ولا أي شئ. هذا معناه أن الإنسان ليس فقط يترك الخطية لكن ينبغي أن يشتاق إلي فوق. القديس بولس الرسول قال تعبيرا جميلا جدالي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك افضل جدا( فيلبي23:1) هذا الاشتياق علي الأرض يوجد بالإنسان الذي عنده باستمرار فضيلة الحنين للأبدية إذن المشهد الأول: اترك قبر الخطية والمشهد الثاني: أشتاق للسماكيات وأتذوق حلاوة السماء وتفاهات الأرض امامي ترخص, ويكون انسان عنده حياة روحية وإحساس روحي متدفق كل يوم, لينظر إلي السماء هذا يذكرنا بما نقوله في كل قداس:أيها الجلوس قفوا, وإلي الشروق انظروا وهذا هو المعني الجميل في المشهد الثاني ارتفاعنا نحو السماء. المشهد الثالث: مشهد لطيف خالص. السيد المسيح عندما قام من بين الاموات, ظهر مثل ماقلت عدة مرات, وفي مرة من المرات ظهر لتلميذي عمواس في نفس مساء يوم القيامة. لوقا وكليوباس كانا سائرين في الطريق, ولكنهما لم يدركا المسيح القائم. ولكن بعد ان تركهما وبعد كسر الخبز, قالا تعبيرا جميلا جدا: الم يكن قلبنا ملتهبا فينا( لوقا32:24). بمعني أننا كنا حاسين بمشاعر معينة موجودة في قلبنا في حضور السيد المسيح, بس مش عارفين نعبر عنها, مش عارفين نوصفها. المشهد الثالث يحكي أن الانسان الذي تذوق القيامة فترك الخطية واشتاق للسماويات, انطلق لكي مايفرح كل إنسان بهذه القيامة, هذه مانطلق عليها عمل الخدمة وعمل الكرازة الفرح يسكن في قلبه وهذا الفرح يدفعه لكي ماينقله لكل إنسان. نقرأ معا في انجيل معلمنا يوحنا في قداس القيامة: ففرح التلاميذ اذ رأوا الرب( يوحنا20:20). مجرد رؤية المسيح القائم كانت سبب فرح للإنسان. لذلك يبدأ الانسان بنقل هذا الفرح ويعبر عليه لكل احد. واحد يعبر عنه بأنه يقدم وقتا, واحد يعبر عنه بأنه يقدم جهدا, واحد يعبر أن يقدم فكرا, واحد يقدم مالا, واحد يقدم رؤية للعمل وللخدمة وللكرازة, واحد يقدم تعبا, وكل هذه مظاهر لفرحة الانسان بقيامة ربنا يسوع المسيح. أنا أريد أن أذكر أماكم أن كلمة الموتي لاتعني الذين فارقت الروح اجسادهم. لكن الموتي لها معان مهمة في حديثنا عن القيامة. مثلا يوجد إنسان ميت في الفكر فكرة ميت أقرب مثال هو شاول الطرسوسي. كان انسانا يعتقد أن ما يصنعه هو خدمة لله, لكن في لحظة معينة عندما ظهر له السيد المسيح في طريق دمشق, اكتشف أن هذه لم تكن الطريق الصحيحة, وكانت النتيجة انه وقف امام السيد المسيح وقال له: ماذا تريد يارب أن أفعل( أعمال9:6) عايزني أعمل ايه؟ فشاول قام وتحول وتغير من شاول الطرسوسي إلي بولس الرسول. ودعونا نري بولس الرسول في انطلاقه للخدمة وللعمل وللنشاط كعملاق للكرازة. فيه نوع آخر من الأموات أموات في الروح هو عايش ومعروف ورايح وجاي ولكن هو ميت في روحه إنسان مثل زكا, كان يظن ان سعادته في المال فقط, وهذه كانت كل حياته لكن عندما تقابل مع المسيح قام من الموت ومن قبر هذا المال الذي كان يقيده. قام وابتدأ يري رؤية جديدة اول حاجة عملها أعطي نصف امواله للمساكين. ثاني شيء ان كنت وشيت بأحد ارد اربعة اضعاف( لوقا 8:19) وقام زكا وتحول من انسان خاطيء جشع الي انسان قديس ومبشر باسم المسيح, نوع ثالث من الاموات. طبعا فيه انواع كثيرة لكني اكتفي بثلاثة أنواع, نوع ثالث هو أأموات في القلب. قلت لك في الروح, في الفكر, في القلب. قلب ميت لايوجد فيه شعور ولا أحساس بخطاياه. اقرب مثال هو مريم المجدلية كانت إنسانة خاطئة في شوارع اورشليم وهذه الإنسانة احتلها عدو الخير, الشيطان, ولكن عندما تقابلت مع السيد المسيح تحولت إلي إنسانة قديسة ومبشرة, ونقلت أخبار القيامة كأول إنسان ينقل أخبار قيامة ربنا يسوع المسيح, قامت وتحولت خلاصة الأمر, أن عيد القيامة هو فرصة لكي مايقوم الانسان من أي شيء يقيده. عيد القيامة فرصة فرح, وكلنا نعلم أن عيد القيامة نحتفل به لمدة خمسين يوما وهذه الأيام بنعتبرهم خمسين يوم أحد, فهو فرح افراحنا وبهجتنا وسرورنا, ونعيش في فكر القيامة في كل يوم في الصباح عندما نصلي صلاة باكر. وفكر القيامة في كل اسبوع في يوم الاحد هذا هو اليوم الذي صنعه الرب( مزمور4:118), وفي كل شهر في يوم29 تذكارا للقيامة, وفي كل سنة في فترة الخمسين المقدسة. لمزيد من مقالات قداسة البابا تواضروس الثاني