رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه حملوا علي اعناقهم أمانة الحفاظ علي الوطن وتطهير كل ذرة من ترابه من رجس الخونة والإرهابيين الذين ينكرون علي أبناء مصر الحق في العيش والحياة والحرية، رسخوا قيم الصمود والتحدي. جادوا بدمائهم وأرواحهم من أجل الحفاظ علي الأرض والعرض سجلوا بطولاتهم وتضحياتهم بمداد من النور في كتب التاريخ لتستضيء بها الأجيال القادمة في طريق التقدم والرفاهية والرخاء والامن والطمأنينة، هم خير أجناد الأرض حماة الوطن الذين سالت دماؤهم علي أرض سيناء الحبيبة أثناء مواجهتهم للعناصر الإرهابية من بين هؤلاء الأبطال الشهيد مجند محمد محمود عبدالحفيظ ابن قرية غرس الدين في مركز كفر سعد بمحافظة دمياط الذي استشهد وعدد من زملائه افراد الكتيبة »10 في شهر فبراير 2015»، خلال تصديهم ببسالة لمجموعة إرهابية وتمكنوا من قتل العديد من الإرهابيين قبل استشهادهم. يقول محمود عبدالحفظ والد الشهيد نجلي محمد كان مثالا للخلق والأدب في معاملته جميع أهالي القرية محبوبا من الجميع بعد ان انهي دراسته في معهد السياحة والفنادق طلب لاداء الخدمة العسكرية فلبي نداء الواجب وشاء القدر أن ينضم إلي الكتيبة 101 العاملة في شمال سيناء بعد انتهاء تدريباته وفي بداية الامر اخفي علينا تواجده علي ارض الفيروز خوفا من قلقي وقلق والدته عليه وعندما علمنا قال لنا أداء الواجب الوطني في أي مكان علي أرض مصر مقدس وليس هناك فرق ولكل أجل كتاب والاعمار بيد الله سبحانه وتعالي وحاول ان يبث في قلوبنا الطمأنينة وعدم الخوف عليه ويضيف الوالد في كل اجازة يحصل عليها محمد كان يحكي عن المداهمات العسكرية التي يخوضها ضباط وافراد الكتيبة ضد العناصر الارهابية ومدي اقدامهم ببسالة وشجاعة للنيل من الإرهابيين والقضاء عليهم غير مبالين بالمخاطر التي تحدق بهم وكلهم علي استعداد لبذل الدم والروح والشهادة في سبيل الله ويستطرد الوالد كان محمد يفتخر بمشاركته في الحملات العسكرية للقضاء علي البؤر الإرهابية والأخذ بثأر زملائه الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء من أجل الوطن ويمني نفسه بالشهادة ويصمت الوالد عن الكلام للحظات ثم يعود. ويسترجع يوم استشهاد نجله ودموعه تنهمر من عينيه ويقول في ذلك اليوم كنا في انتظار حيث اتصل بنا واخبرنا بأنه سيحصل علي اجازة قبل انتهاء خدمته العسكرية بشهر واحد ولكن شاءت الأقدار ان يستشهد علي يد الخونة والإرهابيين في نفس اليوم وتفيض روحه إلي بارئها وتصعد إلي الفردوس الاعلي لينعم مع اخوته رجال القوات المسلحة الشهداء الذين سبقوه إلي جنات الخلد. أما والدة الشهيد بدرية اسماعيل فقالت احمد الله علي كل شيء والذي لا يحمد علي مكروه سواه ويكفي أن الله اختاره ليكون من الشهداء الأبرار في جنات النعيم واضافت محمد تزوج بعد مرور عام من خدمته العسكرية وزوجته حملت بمريم والتي اتت للدنيا دون أن تري والدها أو يراها حيث استشهد قبل مولدها بشهر واحد، وقبل استشهاده بيوم واحد اتصل بنا للاطمئنان علي ووالده وزوجته وكانت فرحته بابنته مريم لا توصف واكد انه سيحصل علي اجازة في اليوم التالي وبالفعل انتظرناه في ذلك اليوم لكنه لم يأت وحاولنا الاتصال به دون جدوي إلي أن جاءنا خبر استشهاده، ساعتها لم أدر بنفسي وضاقت الدنيا علينا جميعا واصبت بصدمة وهزة عنيفة لفراقه وبعد ايام استوعبت الحدث وادركت انه قضاء الله وقدره لا حيلة فيه واحتسبته عند الله مع ابناء مصر الابرار الذين استشهدوا دفاعا عن الارض والعرض واستشهاده مكافأة لنا من عند الله لانه سيكون شفيعا لنا يوم القيامة واحمد الله الذي رزقه بابنته مريم التي نعتبرها هدية من عنده لتخلد ذكراه وتحمل اسمه وعندما اراها كأني رأيت فلذة كبدي محمد ولا أملك سوي التوجه إلي الله بالدعاء لأسر الشهداء بالصبر وتحمل صعوبة الفراق وان ينصر أبناء القوات المسلحة والشرطة في حربهم ضد الإرهابيين والخونة الذين لا دين لهم ولا ملة وبإذن الله مصر ستنتصر علي الحاقدين والكارهين وعبدة الشياطين.