حكايات وقصص ومواقف وشهادات طيبة ناصعة، يرويها أهالي وجيران وأصدقاء وزملاء شهداء حادث رفح الإرهابي، الذين فاضت أرواحهم ودمائهم الذكية أول أمس الجمعه ، فى موكب ملائكى ضم أكثر من شهيد ، فداء لتراب هذا الوطن ، مسطرين بهذه الدماء الطاهرة الذكية عبرة ومثلا للبطولة والتفانى وإيثار الوطن على النفس، والدفاع عنه بأغلى ما يملك الإنسان وهو روحه ودماؤه .
والد الشهيد النقيب أحمد عمر الشبراوي: ابني رفض التوسط للنقل من العريش
«افتخر باني أبو البطل الشهيد ، ان ربنا حقق له امنياته استشهد في سيبل وطنه ، لكن وجع قلبي في انه مش هشوفة تاني» بهذه الكلمات بدأ والد الشهيد النقيب احمد عمر الشبراوي ، ابن محافظة الشرقية حديثة ل«صوت الأمة». وأكد عمرالشبراوي، وكيل وزارة الجهاز المركزي للمحاسبات ، والد الشهيد: أن نجله كان من المفترض ان تنتهي مدة خدمة في سيناء يوم 1 يوليو الجاري و يتم نقله ضمن حركة التنقلات المعتادة في هذا الشهر، حيث قضي 3 سنوات كاملة فيها ، إلا أنه في اخر إجازة التي كانت في عيد الفطر ، اكد انه لن يترك سيناء و حق زملاءه الشهداء ، لافتًا انه طوال مدة خدمته رفض اي توسط بنقلة خارج سيناء. ويكمل والد الشهيد أن نجله في الثانوية، اجرى اختبارات الكلية الحربية، لكن لم يوافق ودخل كلية التجارة ، ثم في العام التالي اصر على التقديم مرة ثانية، و اجري الاختبارات و حقق امنية في دخول الكلية الحربية، و من أول يوم له يؤكد «انا روحي فداء بلدي»، حيث كان من والمتفوقين بالكلية و بطل في رماية، وهو أبرز الضباط برتبة نقيب في الفرقة 777 بقوات الصاعقة، و خدم في رفح 4 سنوات في بداية تخرجه ثم عاد إلى سيناء مرة اخرى . وأضاف والد الشهيد ، اننا خلال السنوات الماضية ، عشنا لحظات صعبة بسبب احداث الجارية في سيناء وحوادث الإرهاب اليومية ، كنت انا ووالدته و زوجته طوال الوقت في حالة قلق، و لكن لا نملك سوي الدعاء له و قراءة القران ، مشيرًا انه كان يتواصل للاطمئنان عليهم من خلال برنامج «الواتس اب»، نظر للانقطاع الاتصالات في بعض الأيام . وأشار الأب المكلوم، إلى أن الشهيد لدية طفل واحد يدعي عمر 4 سنوات ، و زوجته مهندسة لكن بدون عمل ، مطالبًا بان يطلق اسم نجله النقيب احمد عمر الشبراوي، على مدرسة بجوار منزله في منطقة يوسف بك بالزقازيق ، تخليدا لذكراه . كان محافظة الشرقية شيعت ، جثمان الشهيد في جنازة عسكرية مهيبة ، خرجت من مسجد الفتح بالزقازيق ، يتقدمها اللواء اشرف موافي السكرتير المساعد لمحافظ الشرقية و اللواء سعد العيسوي قائد الفرقة السادسة و اللواء احمد رشاد من القوات المسلحة ، اللواء مصطفي سعد رئيس مدينة ههيا ، و اللواء مصطفي صلاح نائب مدير الامن و و قيادات الأمن و القوات المسلحة ، و اصدقاء و ارقاب الشهيد . و قدمت محافطة الشرقية ، 3 شهداء ضمن 26 شهيد و مصابًا في حادت سيناء الإرهابي وهم « العقيد احمد منسي»، قائد الكتيبة 103 صاعقة ،من العاشر من رمضان و النقيب احمد عمر الشبراوي من الزقازيق ، و المجند احمد علي نجم من الحسينية .
«الوادع الأخير » شقيق الشهيد: «أخي ودع أصدقائه بالقرية وقال لهم أنا مش راجع تانى» وكأنه كان على يقين أنه سيكون الشهيد القادم قام المجند محمود صبري، شهيد الواجب في حادث رفح الأخير بتوديع أصدقائه بالقرية أثناء إجازته الأخيرة في عيد الفطر، وقال لهم: «لن أعود مرة أخرى»، ولم يكتفي بهذا فقط بل قام بتغير أسمه على موقع التواصل الإجتماعى من محمود العمدة إلى «شهيد تحت الطلب». بهذه الكلمات تحدث أحمد شقيق الشهيد إلى «صوت الأمة»، وقال في الفترة الأخيرة تغير تمامًا كان يتحدث عن الشهادة مع أصدقائه بالقرية ودع الجميع مؤكدًا لهم إنه لن يعود إليهم ويلتقى بهم في الدنيا مرة أخرى . وأضاف: بالرغم ما كان يعانيه أخي من مشقة في الخدمة العسكرية، إلا أنه كان دائم الحديث عن حب زملائه وقادته وما يقوموا به من أعمال وأن مصر سوف تعود مرة أخرى إلى سابق عهدها، لكن بالتفانى من أجلها . ويقول والد الشهيد: «يكفى أن أبنى في الجنة شهيد بأذن الله وهم في النار خالدون يشربون العذاب ألوان من رب العباد، وأننى أطالب باقي زملائه الأبطال من رجال القوات المسلحة بسرعة تطهير سيناء من الإرهاب والقضاء علي كل العناصر التكفيرية المتطرفة هناك. وأضاف والد الشهيد: «لدي 3 أبناء غير الشهيد محمد 38 عامًا، واحمد 36 عامًا، أمين شرطة بقسم شرطة الكوثر وحسن 25 عامًا، بالإضافة إلى 5 بنات جميعهن متزوجات كلهم فداء للوطن وللعرض، وأنا نفسى بالرغم من كبر سنى مستعد أن أكون فداء للوطن» . وأوضح والد الشهيد: بأن نجله تم نقله منذ 6 أشهر لكتيبته في العريش وآخر أجازة له كانت خلال عيد الفطر المبارك، وأخبرنا بأن الأجازة القادمة ستكون آخر أجازة له لأنه سينهي خدمته بداية شهر أغسطس القادم، لكن يد الغدر كانت اقرب إليه، وأننى أطالب وزير الدفاع بسرعة استخراج شهادة الوفاة لنجله وإرسالها لمنزله لأننى لا أقوى علي الذهاب للمكاتب لاستخراج شهادة الوفاة، لأن المصيبة كبيره وصعب أن يتحملها في هذا العمر المتقدم. دمياط تزف شهدائها لمثواهم الأخير بالزغاريد والتكبير وشيعت محافظة دمياط أمس جنازة اثنين من أبنائها الذين استشهدوا في الهجوم الإرهابي الغاشم الذي شهدته رفح بسيناء صباح الجمعة وتبدلت حال مواكب الشهداء من الحزن، والبكاء إلى التكبير والزغاريد وكأنهم يزفون الشهداء لليلة عرسهم ملفوفين بعلم مصر. ففي قرية البازالتابعة لمركز الزرقا بمحافظة دمياط شيع الآلاف جنازة الشهيد مجند أحمد العربي مصطفى لمثواه الأخير في جنازة عسكرية بحضور القيادات التنفيذية والأمنية وقيادات القوات المسلحة . وخرج جثمان الشهيد ملفوفا بعلم مصر من مسجد الكبير بالقرية وقال العربي مصطفى رزق عامل زراعي ووالد الشهيد، إن أحمد أكبرأبنائه هووشقيقه التوأم محمد 21 عاما، الشهيد حاصل على دبلوم فني صناعي وله شقيق آخر سامح وشقيقتان. وأضاف كان من المقرر أن ينهي خدمته خلال شهر وبقلب مؤمن وصابر قال الحمد لله إبنى مات شهيد والموت علينا حق ويدركنا حيث نكون والشهادة أفضل مليون مرة من الموت على الفراش . واستطرد قائلا آخر مرة تحدثنا سويا في إجازته قبيل عيد الفطر وتحدثنا عن مستقبله عقب انتهاء خدمته العسكرية، وتابع كان نفسي أشوفه عريس والحمد لله شوفته أحلى وأغلى عريس معربا عن فخره بإبنه البطل الذي ضحى من أجل بلده . وتحدثت جمالات البستاني والدة الشهيد والدموع في عينيها وتحمل شهادة حصول نجلها الشهيد على فرقة بإنشاص بقوة وعزيمة قائلة أنا أم البطل أنا أم الشهيد رفعت راسى ياأحمد وسط الخلق كلهم . كما سيطرت عليها حالة الانهيار وظلت تردد "أنا أم البطل ابني البطل، ابني رفع راسنا وكل جنود مصر أولادي وهيجيبوا حق أحمد من الخونة اللي حرموني منه وأكدت أنا النهاردة زفيت أحمد للجنة لتطلق الزغاريد وطالبت ابنتيها بالزغاريد فرحا بزفة شقيقهم البطل إلى الجنة". ولم يختلف الحال كثيرا بمركز فارسكور حيث وصل جثمان الشهيد محمد عزت إبراهيم إلى مسقط رأسه بقرية العطوي فجر السبت وظلت القرية بأكملها حتى الصباح بدون نوم ترقبا لوصول جثمان الشهيد. وقال عزت زهران " عامل زراعي "ووالد الشهيد محمد أنه حاصل على دبلوم صناعي ويعمل أويمجي وكان أمامه شهور بسيطة وينهي خدمته العسكرية مؤكدا أنه نجله هو أكبر أخواته وكان بارا بأختيه وشقيقه الأصغر.
وتضيف شهيرة نعمان والدة الشهيد أن آخر مرة تحدث كان الثلاثاء الماضي قبل استشهاده بيومان، "حيث وجدت جده إبراهيم يناديني تعالى محمد بيسأل عليكي وعاوز يكلمك فشعرت بالقلق فقولت له مالك يا محمد فيك إيه قالي مفيش حاجة ياأمي أنا كويس وبطمئن عليكي فقلت له خد بالك من نفسك".
وتابعت كان إبنى الكبير وعزوتى وسندي في الدنيا كان أمامة شهور بسيطة وينهي خدمته العسكرية علشان يشوف مستقبله ولكن قدر الله وما شاء فعل .
وتابعت "هو في دار الحق في أعلى منزلة مع الشهداء والصديقين وإللي شوفته في الجنازة جعلني فخورة بنجلي واتباهى به أمام الخلق وابنى مش خسارة في مصر ومنهم لله الإرهابيين اللي حرموني منه".
وأضافت «محمد»: كان طيب وجدع وكان بيساعد أبوه وكان كل إجازة ينزل يشتغل لأنه كان " أويمجي" علشان يساعد نفسه ويساعدنا مؤكدة هو إبنى البكري وأول فرحتي .
ويضيف المهندس عاطف زهران مهندس معماري بمديرية الإسكان بدمياط قدر الله وما شاء فعل الحمد لله على كل حال وإبننا ضحى بنفسه من أجل الوطن.
ويتابع كان شابا صالحا بارا بوالديه وجده مضيفا منذ أكثر من أسبوع أرسل لي طلب صداقة على صفحتى على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وقال لي "إزيك ياعمو أنا محمد ابن أخوك كل سنه وانت طيب بمناسبة بعيد الفطر"
وتحدثت معه عن أحواله" فقال كل شئ تمام ياعمو وإن شاء الله هانت كلها شهور بسيطة وتنتهي الخدمة العسكرية لأتفرغ لمستقلي بعد أن أديت ديني على وطني وطالب زهران بإطلاق اسم الشهيد على إحدى مدارس القرية تخليدا لاسمه".
شقيق شهيد المنوفية يطلب الالتحاق بالكلية الحربية للثأر دموع وأهات وإغمائات وزعاريد، جميعها مشاعر أحتوت بها جنازة الشهيد ملازم أحمد محمد حسانين " 22 سنة"، ابن قرية الخضرة التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية، الابن الأكبر لوالده الذي تجاوز الخمسين من عمره ويعمل موظف بقطاع البترول، ولديه شقيق طالب بالصف الثالث الثانوي، ووالدته ربة منزل 47 عاما، أصيبت بصدمة كبيرة عقب سماعها الخبر. خيمت حالة من الحزن الشديد على قرية الخضرة التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية، عقب تردد خبر استشهاد الملازم " أحمد محمد حسانين " من قوات الكتيبة 103 صاعقة، والذى استشهد صباح الجمعة إثر مهاجمة مجموعة من العناصر الإرهابية عددا من الأكمنة والارتكازات الأمنية بمنطقة البرث جنوب مدينة رفح شمال سيناء، وما لبث الخبر أن يتداول بين أبناء القرية إلا وأكتست القرية بالحزن الشديد. نزل الخبر الكصاعقة على الأم والتى لم تتمكن من الكلام وأصابتها حالة من الإعياء الشديد نتيجة لما حدث، ولم تتمكن سوى من ترديد بعض الكلمات فى حالة كبيرة من التعب، والتى شاركت بالجنازة بالكاد لتعود إلى المنزل تلازم السرير، أما الأب والذى لازم الترديد " إنا لله وإنا إلية راجعون" مؤكدا أنه قدم ابنة فى سبيل الله وفى سبيل الأرض، مطالبا بسرعة القصاص. أما شقيقة الأصغر محمود والذى يدرس بالصف الثالث بالثانوية العامة، كان ينتظر خبر نجاحه ليسعد به شقيقه، لكن القدر فاجأة باختطافه، أكد أنه يطالب بأن ينضم إلى الكلية الحربية ليقتص لدماء شقيقة وكل الشهداء. وقالت كوثر محمد، والدة الشهيد، إن آخر زيارة لنجلها كانت في عيد الفطر، وروت تفاصيل المكالمة الأخيرة التى دارت بينهم قبل استشهاده بساعات بسيطة، فى الواحدة من مساء الخميس، وتحدث معها فى ترتيبات الشبكة التى كان من المقرر لها أن تكون الثلاثاء المقبل، وقال" ماتقلقيش عليا انا بخير وسوف أنزل إجازه يوم الاثنين المقبل لشراء لوازم الشبكة، مرددا عايزين نفرح يا حجه ونفرح أهلنا وهسيبك بقا علشان أنا نبطشي الآن". أما ما دار مع محمود خلال المكالمة الأخيرة التى تحدث معة فيها فقال محمود، أن شقيقه أوصاه بأن يقوم بدعوة جميع الأهل والأصدقاء وألا ينسى أى أحد حتى يفرح الجميع قائلا "أعزم كل الناس ومتسيبشي حد" ، ولكن قضاء الله كان أقرب إليه من أى شىء. بحالة من الحزن الشديد والتحدث بنبرات الحزن على الفراق قالت أسماء عياد، خطيبة الشهيد، أن آخر زيارة لخطيبها، كانت في عيد الفطر المبارك والتى أستمرت حتي وقت متأخر من اليوم وكأنه كان يودعها في آخر لقاء بينهما، مؤكدة أن آخر مكالمة بينهما كانت قبل استشهاده بساعات، مشيرة إلى أن خطوبتهما والتى كانت منذ عام كانوا يريدون الاحتفال بها، وتحدث معها فى مرة من المرات أن تكون الخطوبة فى الجمعة الموافق 7 يوليو 2017 حتى تكون ذكرى، فردت عليه على أنه تم التحديد على الثلاثاء، وكأنه يحدد لها موعد استشهادة فكان اليوم الذى يريد أن يكون ذكرى لخطوبتة أصبح ذكرى لاستشهادة. وقال النقيب سيد درويش بالقوات المسلحه بالهايكستب، ونجل خالة الشهيد، أنه أول من عرف الخبر رسميا عن طريق اتصال أكد له أن نجل خالته قد أستشهد وهو الآن بمستشفي العريش وتم استخراج تصريح دفنه، لافتا إلى أنه على الفور انتقل إلى العريش لينهي إجراءات التصريح بالدفن، والعودة إلى القرية لتشييع الجثمان بمقابر العائلة بقرية الخضرة. وفى مشهد جنائزي مهيب شارك الآلاف من أهالي قرية الخضرة، في جنازة الشهيد والتى خرجت من مسجد البحري بالقرية بحضور الدكتور هشام عبد الباسط محافظ المنوفية، واللواء خالد أبو الفتوح مدير أمن المنوفية، وعدد من القوات المسلحة، وبسيوني عيد رئيس مركز ومدينة منوف والعميد سمير الجنزوري مأمور المركز، والمقدم خالد عبد الحليم مفتش المباحث، والرائد محمد طارق رئيس مباحث مركز الباجور، وسط جمع غفير من أهالى القرية وردد المشيعون هتافات معادية للإرهاب منها "لا اله الا الله، والشهيد حبيب الله" يا شهيد نام وارتاح، وإحنا نكمل الكفاح" لا إله إلا الله والإرهاب عدوالله" ،" لا إله الا الله وتميم عدود الله" وطالبوا بسرعة ضبط الجناة والقصاص منهم وتقديمهم للعدالة. وقدم محافظ المنوفية، العزاء لأهالي أسرة الشهيد متمنيا لهم الصبر والسلوان، مؤكدا إصرار الدولة على اجتثاث جذور الإرهاب الأسود والقصاص لكل أهالى الشهداء، مشيرا إلى أن مصر ستنتصر على الإرهاب عاجلا أم آجلا، مؤكدا أن مصر قادرة على التصدى للإرهاب بتكاتف أبناؤها وتماسكهم وببسالة رجال القوات المسلحة والشرطة الذين يقدمون أرواحهم فداء للوطن ، مؤكدا أن أجهزة الدولة تقدم كل أوجه الدعم لأسر الشهداء، ولن ينال من عزيمة المصريين ونحن جميعا مستعدون بأرواحنا من أجل الوطن الغالي مصر. طالبت الأسرة بتصفية الإرهاب والقضاء عليه، حتى يتم الوصول إلى الأمان الكامل، وطالب شقيقه محمود، الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن يسمح بالتحاقه بالكلية الحربية بدلاً من شقيقه حتى يثأر لحق شقيقه من قاتليه.
«طارق محمد».. قصة شهيد تروى على أبواب المساجد
ووسط هتافات «لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله.. والشعب يريد إعدام الإرهاب الشعب يريد إعدام الإخوان»، شيع الآلاف من أبناء وقيادات محافظة الأقصر ومديرية الأمن، ظهر اليوم الأحد، جنازة شهيد الواجب الوطني المجند «طارق محمد محمد إبراهيم»، ابن منطقة نجع الجسور بالعديسات التابعة للطود شرقي الأقصر، الذي استشهد في حادث إنفجار عبوة ناسفة أسفل مدرعة بمدينة العريش. بدأت فعاليات الجنازة العسكرية بتجهيزرجال الأمن المركزي بقيادة اللواء توفيق أبو الخير مدير منطقة جنوب الصعيد للأمن المركزي، والنقيب محمد اللامي مدير العلاقات العامة بالمنطقة، ونشر رجال الأمن المركزي وفرقة الموسيقي العسكرية خلف مسجد أحمد النجم بميدان أبو الحجاج الأقصري، لتشييع الجثمان في جنازة عسكرية تليق بشرف خدمته لمصر وتقديم روحه فداءاً للوطن. وبدأ أهالي وأسرة وجيران الشهيدد البطل طارق محمد إبراهيم في التوافد بسيارات الميكروباص من مدينة الطود مسقط رأسهم إلى المسجد الذي سيشهد تشييع الجنازة، وتواجدت والدته أمام المسجد في حالة إنهيار تام وبناتها وهم يبكون وينتحبون لفراق إبنهم، وهي تقول: «مش هشوفك تاني ياطارق غدروا بيك ياحبيبي.. منهم لله حسبي الله ونعم الوكيل»، فيما تواجد والده الحاج محمد إبراهيم داخل المسجد ودخل في صلاة مفتوحة لمدة ساعة حتى وصول قيادات الأمن. وقال الحاج محمد إبراهيم والد الشهيد البطل المجند طارق، إنه راضي تماماً بقضاء الله وقدره، ويحتسب ابنه شهيداً في سبيل الوطن، مؤكدًا على أنه كان طيب الخلق وسمعته جيدة بين الأسرة والجيران والأقارب، حيث أنه حزين على فراق إبنه الذي كان يستعد لتزويجه بعد انتهاء خدمته في الجيش. وقال إنه من مواليد (29 ديسمبر عام 1996)، بمنطقة نجع الجسور التابعة لمركز الطود جنوبالأقصر، وحصل على دبلوم فني صناعي، والتحق بالخدمة العسكرية في شهر مايو من العام الجاري، بخدمات الأمن المركزي. وأضاف والد الشهيد أن الإرهاب عدو للدين ولمصر ولابد من مواجهته بكل قوة، حيث أنه لو لم يتم ردع تلك العناصر التي لا تعرف الله ستواصل طريقها في قتل أبناء الجيش والشرطة في عمليات متكررة في سيناء وغيرها، مؤكداً أنه دائماً ما كان يتحدث مع إبنه وينصحه بالحفاظ علي نفسه وسط اجواء الطرق المفتوحة في سيناء، ولكن قضاء الله وقدره كان أكبر من كل شيئ. وتوافد قيادات مديرية أمن الأقصر على مسجد أحمد النجم لحضور فعاليات الجنازة العسكرية وصلاة الجنازة علي الشهيد، حيث وصل كل من اللواء عصام الحملي مدير أمن الأقصر، واللواء زكي مختار مدير مباحث الأقصر، والعميد محمد صلاح مدير مرور الأقصر، وعدد من رجال العلاقات العامة والإعلام بمديرية الأمن وقيادات الأمن المركزي والقوات الخاصة والمباحث، فيما توافد أيضًا من محافظة الأقصر كل من محمد بدر محافظ الأقصر الذي حرص على تقبيل رأس والد ووالده الشهيد وقدم لهم العزاء في شهيد الأقصر باكملها، كما حضر الجنازة اللواء حاتم زين العابدين سكرتير عام محافظة الأقصر، والمستشار العسكري للأقصر وقيادات الإعلام والعلاقات العامة ومجلس مدينة الأقصر، وعدد من النواب. وقدم محمد بدر محافظ الأقصر التعازي لأسرة الشهيد بالطود، مؤكداً أن مصر ستهزم قوي الشر وستتخلص من الإرهاب، وأن مثل هذه الأحداث لن تزيدنا إلا قوة وصلابة أمام وجه كل عدو حيث أن شهدائنا الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن ستظل دماؤهم الطاهرة لعنة علي كل خسيس وجبان. وأضاف المحافظ خلال تقديم التعازي، أن رجال القوات المسلحة والشرطة أبطال يحمون الارض ويضحون بكل غالي ونفيس، لافتًا إلى أن مثل هذه الأعمال الإرهابية لن تنال من عزيمة المصريين وستزيدنا إصرارا على هزيمة هذا الإرهاب الغاشم حتى القضاء عليه واجتثاثه من جذوره، وقدم المحافظ خالص العزاء للشعب المصري وأسر الشهيد، داعيًا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته. وكانت قد شهدت منطقة نجع الجسور بقرية العديسيات في الطود التابعة لمركز الاقصر، حالة من الحزن والآسي بين الأهالي عقب سماع خبر استشهاد أحد أبنائها ويدعى «طارق محمد محمد» في انفجار عبوة ناسفة بمدينة العريشبسيناء، ذلك نتيجة زرع عبوة ناسفة في منطقة الصفا جنوبالعريش، حيث إنفجرت أثناء مرور مدرعة شرطة، مما أدى الى استشهاد مجندين وإصابة 9 آخرين من طاقم المدرعة وإصابة شخصين من المدنيين كانا بالقرب من الانفجار. وتجمع الأهالي وأصدقاء الشهيد حول منزله لمواساة أسرته، وتجهيز المكان للأقارب والجيران والضيوف انتظارًا لوصول الجثمان من العريش والتجهيز لاستقباله في جنازة تليق بحد أبطال الداخلية الذين دفعوا حياتهم ثمنا لحماية الوطن غدًا الأحد. واقرأ ايضا :
عزاء شعبي حاشد للشهيد المنسي في العاشر من رمضان
دمياط تزف شهدائها لمثواهم الأخير بالزغاريد والتكبير .. ووالدته: أنا أم البطل ووالده: الشهادة أفضل مليون مرة من الموت على الفراش