أبطال قصص بطولتهم يسطرها التاريخ بأحرف من نور تقديراً لفدائيتهم من أجل وطنهم.. ورغم آلام فراقهم إلا أن أسرهم يتباهون ويفتخرون بأبنائهم.. داخل منزل الشهيد محمد طارق أبوالفرح بمدينة فارسكور رغم آلام الفراق إلا أن أسرته تشعر وتعبر عن حالة من الفخر والاعتزاز لكونها أسرة البطل.. الإيمان بقضاء الله وقدره وسكينة من الله وتقديراً لحب الوطن والدفاع عنه تلهمهم الصبر.. كما توجد صور الشهيد تملأ أركان المنزل.. تقول ميرفت السعيد عز الدين والدة الشهيد محمد الابن الأكبر لشقيقين محمود حاصل علي دبلوم فني صناعي ومريم في الصف الأول الابتدائي وكان محمد قد حصل علي دبلوم فني صناعي قسم تبريد وتكييف والتحق بالقوات المسلحة مجندا وكان توزيعه بالإسماعيلية وظل هناك لمدة عام ونصف العام من مدة خدمته ثم تم نقله للشيخ زويد ومن وقتها وأنا احتسبته عند الله شهيدا. وأضافت: كان دائما بيتصل يطمئن علينا ويوصي أخوه عليَّ أنا ووالده وشقيقته مريم.. وكان آخر اتصال بينه وبينا صباح يوم استشهاده وقلت له »مش جاي قريبا.. قال لي إن شاء الله جاي» لكن كان قلبي مش مطمئن وحاسة إن في حاجة وفعلا عرفت أن محمد استشهد وفضلت انتظر وصول جثمانه لكنه مجاش لأن الدبابة اضربت بصاروخ وتفحمت.. »مجاش» غير تليفونه لأنه كان سايبه مع أحد زملائه وقال له: لو مرجعتش اديه لأمي أنا قلبي مشتعل نار.. وانهمرت الدموع من عينيها وظلت تردد أنا قدمت أغلي هدية لمصر.. واسترجعت والدة الشهيد الذكريات مع محمد في آخر عيد أم قائلة: »جاب لي هدية سلسلة عليها صورته وصورتي ولبسها لي بأيده لكن دلوقتي هو مش موجود معايا بجسده لكنه موجود حوليا بروحه.. محمد حي وجبلي عشرات الهدايا هو مقدمهاش لي بأيده لكن جابوها ليا أغلي شباب من المدينة هم أولادي زي محمد بالضبط وتكرمت في العديد من الاحتفالات من أجله.. محمد وضعنا في منزلة كبيرة قوي ورفع شأننا والدولة كرمتني واختارتني أم مثالية وبدعي لكل أولادي في القوات المسلحة ربنا يحميهم وإن شاء الله يقتصوا لمحمد وزملائه من الإرهابيين القتلة.. وأضاف طارق أبوالفرح والد الشهيد: ابني الكبير محمد ربيته علي أنه يكون راجل ويتحمل المسئولية وكان يعمل نجار وأحيانا جزار وفي مجال التبريد والتكييف عشان يساعدني ويساعد إخواته، كما أنه كان حنين يصل رحمه ويزور أقاربه ويسد مكاني لما أكون تعبان أو مش موجود ومن حنيته وشهامته كان أولاد عمته يعتبروه أخوهم ميقولوش غير أخويا سرهم معاه يخدوا رأيه في كل حاجة.. كان راجل بجد ولما أصابه الدور في التجنيد قولت له أنت راجل وعلي قد المسئولية ومبتخفش الموت مدام في سبيل الله والوطن.. وفعلا كان أسد فدي وطنه بدمه وهو وزملاؤه.. وأضاف: أنا عرفت أن محمد قتل 23 إرهابياً عشان كده استهدفوه الخونة وفجروا دبابته.. قمنا بعمل جنازة عسكرية رمزية له وحملنا أفروله ملفوف بعلم مصر.. ابني عاش بطل ومات شهيد فداء لوطنه وبسببه أصبحنا في منزلة مكناش نحلم بيها أنا فخور بابني وتكريم والدته وسام علي صدورنا. وقال: مصر لم تنس ابناءها، ويقول بأعلي صوت: أبناء مصر فداء لترابها. سيناء جزء منها ارتوت بدم أولادنا.. وتضيف شقيقته مريم 6 سنوات ان محمد كان طيب وبيبجبلي الحلويات والهدايا وأنا بحبه قوي بس معدتش بشوفه لأنه هو دلوقتي عند ربنا وأنا بقول لأخويا محمود هات حلويات زي محمد ما كان بيجبلي.