أكد توماس جولدبرجر القائم بأعمال السفير الأمريكي بالقاهرة ان الولاياتالمتحدة تقف بجانب مصر في حربها ضد الإرهاب وأن الجهود التي تقوم بها الولاياتالمتحدة غير متاحة للعامة لدواع أمنية لمنع الارهابيين من معرفة تفاصيل عن كيفية التعامل والدعم الذي تقدمه الولاياتالمتحدة لمصر. وأشاد القائم بالأعمال الأمريكي في تصريحات صحفية أمس لعدد من الصحفيين بالجهود التي تقوم بها القوات المسلحة المصرية، وأشار جولدبرجر الي ان تلك الجهود مهمة جداً ليست لمصر فقط بل الولاياتالمتحدة والأمن الدولي، وأشار الي أن هناك مؤشرات واضحة جداً علي دعم أمريكا لمصر تتمثل في عدد الزيارات الكثيرة التي يقوم بها مسئولون عسكريون امريكيون رفيعو المستوي للقاء المسئولين المصريين للتنسيق معهم في كل أشكال التعاون. وأضاف برجر ان الزيارات بدأت بوزير الدفاع الامريكي الذي كان موجودا بمصر في ديسمبر الماضي ومن ثلاثة اسابيع زار قائد القيادة المركزية مصر والتقي الرئيس عبدالفتاح السيسي ووزير الدفاع ورئيس الاركان بالاضافة الي عدد من قيادات الأفرع التي تتبع القيادة المركزية سواء فيما يختص بالقوات البحرية والقوات الجوية ايضا. وقال القائم بالأعمال الأمريكي ان هناك تواصلا وتعاونا ايضاً بين المسئولين العسكريين في البلدين لبدء الاعداد والتجهيز لمناورات النجم الساطع التي ستقام نهاية الصيف القادم وهي الآن في مرحلة الاعداد والتخطيط. وأوضح جولدبرجر ان لقاءات المسئولين العسكريين تهدف الي الاتفاق علي تفاصيل المناورات وتحديد وقتها وأشار إلي أن أغلبية الاسلحة التي تستخدمها القوات المسلحة المصرية هي أسلحة امريكية الصنع وتساعد في دعم وتأمين جهود مصر في محاربة الارهاب مثل الطائرات الأباتشي وطائرات ال f16 وكثير من الاسلحة بالاضافة الي بعض المعدات لتأمين السيارات ضد الالغام. واشار جولدبرجر الي ان هذا التعاون الثنائي الذي يحدث ضد الارهاب في سيناء وهو جزء من الاستراتيجية العالمية الدولية لمحاربة التطرف والارهاب في الشرق الاوسط وكذلك جزء من الجهود القوية التي تبذلها الولاياتالمتحدة لمكافحة الارهاب في مناطق اخري مثل محاربة داعش في سوريا والعراق وليبيا واي مناطق اخري من العالم وأكد ان مصر ليست وحيدة في محاربة الارهاب ولكنها تتولي مسئولية مهمة جداً في مواجهة الارهاب والقضاء عليه. وحول وجود خلافات بين مصر وامريكا في الفترة الاخيرة اكد القائم بالاعمال الامريكي انه في اي علاقة بين بلدين حتي البلاد الصديقة يكون هناك خلاف في وجهات النظر وعقبات، وهذا شيء طبيعي في العلاقات، واشار الي أنه خلال زيارة مايك بنس نائب الرئيس الامريكي للقاهرة كان هناك اتفاق علي بعض الامور وهناك امور أخري لم يتم الاتفاق عليها وهذا شيء طبيعي لكن الاتصال مستمر بين الرئيسين ترامب والسيسي لحل هذه المشاكل بأي صورة. وقال توماس انه من المشاكل الموجودة حالياً القلق من دور المجتمع المدني مما يؤثر علي المساعدات التنموية وحرية المجتمع المدني في العمل وهو ما تهتم به الولاياتالمتحدة، وأشار الي الجهود الدولية لعزل نظام كورية الشمالية بسبب السياسات التي يتبعها رئيس كوريا الشمالية وهناك العديد من الدول التي قطعت اي علاقات او تواصل معها حتي التواصل الدبلوماسي مع كوريا الشمالية وقال نعتقد ان تخفيض هذه العلاقات من الجانب المصري يسهم في الجهود الدولية نحو هذا الهدف ولكن حتي الآن لم يتم، وأشار الي ان التواصل والعلاقات قوية جدا بين الزعيمين السيسي وترامب والحكومتين ويتم مناقشة كل هذه النقاط في اطار كبير من التفاهم المتبادل بين الجانبين لتعزيز العلاقات والوصول الي التعاون الامثل وهذه الخلافات شيء طبيعي وهي ليست انشقاقا. واكد عدم علمه بميعاد وصول سفير جديد للقاهرة بينما هو قرار سيؤخذ في وقت لاحق ولكن جميع العلاقات قائمة ومستمرة والاتصال بين المسؤلن جيدة جدا. و علق علي زيارة نائب الرئيس الامريكي ووزير الخارجية الامريكي لمصر بأنها لم ينتج عنها أي اتفاقيات محددة تم اعلانها لكن هذه الزيارات أكدت علي التشاور والتعاون المستمر علي اعلي مستوي بين الجانبين سواء في التعاون المشترك او في القضايا المشتركة الكثيرة في السياسة الخارجية بين الدولتين، واشار الي ان النتائج الكبيرة الملموسة لهذا التواصل هو المناخ الذي نراه ويسمح بالمزيد من التعاون الاقتصادي وتطور التعاون الامني والعسكري بين مصر والولاياتالمتحدة في محاربة الارهاب. وبخصوص ملف حقوق الانسان أكد القائم بالأعمال الأمريكي ان الولاياتالمتحدة تعبر بشكل واضح ومباشر في اتصالاتها مع الحكومة المصرية كما تفعل مع جميع القيادات في العالم للتأكيد علي أهمية احترام الحقوق بداية من حرية الصحافة وحرية التعبير وحرية الاعتقاد وحرية الدين وأشار الي ان بلاده تعمل علي ذلك فكان لدينا زيارة الاسبوع الماضي من المفوضية الدولية لحرية الدين وهي مؤسسة مستقلة اشبه بالمجلس المصري لحقوق الانسان وهي معنية بالتأكيد علي حرية الدين والعقيدة وكان هناك اثنان من كبار المسئولين في هذه المفوضية في زيارة لمصر التقيا خلالها مع المسئولين المصريين وعلي رأسهم الامام الاكبر شيخ الازهر والبابا تواضروس الثاني لمناقشة كل القضايا المشتركة. وأكد توماس جولدبرجر أن الولاياتالمتحدة لا تتحيز أو تقف باي اتجاه تأييد او معارض تجاه اي من المرشحين في الانتخابات الرئاسية المقبلة ولكن الاهم ان تكون العملية عادلة وشفافة، وقال انه من الضروري ان نتذكر الاحداث التي مرت بها مصر خلال الفترة السابقة والتي شهدت ثورتين وعدة انتقالات في الحكم ولكن هناك خارطة طريق ناجحة جدا لوجود دستور ورئيس منتخب وبرلمان منتخب يشرع ويضع القوانين وهذا هو التطور الذي مرت به مصر وهذا كان شيئا ايجابيا جدا لتطوير خارطة الطريق الي ان تصل مصر الي هذه المرحلة بعد فترة من عدم الاستقرار التي مرت بها ومصر الآن وصلت الي انتخابات ثانية. وأضاف القائم بالأعمال السفير الامريكي ان روسيا لديها تاريخ في العلاقات بأنها لا يمكن ان تكون شريكا قويا يمكن الاعتماد عليه وأشار الي ان وسائل الاعلام الامريكية تتحدث علي ان قلق الامريكيين من الدور الذي تمارسه روسيا في مناطق عديدة مثل اوكرانيا او حول ما تردد حول تدخلهم في الانتخابات الامريكية وهذا القلق موجود ايضا في الحكومة، ولكننا نؤكد اننا ليس لدينا أزمة أو مشكلة لأننا نري ان العلاقات الامريكية مع مصر هي علاقات حصرية وقوية. وأكد توماس علي ترحيبه بالتعاون المصري السعودي لأن مصر والسعودية لديهما الكثير لتقديمه كما نراهما دولتين حليفتين ونرحب جداً بتعاونهما معا وهذا هو أمر مفيد وايجابي للجميع.. وبخصوص الخلاف القطري المصري أعرب القائم بالأعمال الامريكي عن أمل الولاياتالمتحدة ان يكون هناك حل سريع جداً للخلاف لأنه استمر لفترة كبيرة وأنه ليس من مصلحة أي من الاطراف استمرارية الخلافات لأنه يخل باستقرار المنطقة وذلك هو ما اوضحه الرئيس دونالد ترامب. أما بالنسبة للتعاون الاقتصادي بين مصر وأمريكا فأكد أن هناك تطورا سريعا وكبيرا خاصة العام الماضي وتوقع وجود مزيد من الشركات الامريكية خاصة بعد الاصلاحات الاقتصادية التي تجذب المستثمر الاجنبي لمصر وذلك لا يشمل فقط الاصلاحات الكلية للاقتصاد او المتعلقة بالسياسة النقدية او الموازنة لكن هناك اجراءات لتسهيل عمل الشركات الاجنبية مما يساعد علي مزيد من الاستثمار والتغلب علي العقبات التي واجهت قبل ذلك الشركات الخاصة. وأشار الي أن هناك فرصا كبيرا جداً للشركات الأمريكية للعمل في مصر وخدمة الاقتصاد وتحقيق أرباح ومثال علي ذلك احدي الشركات الامريكية التي قامت الاسبوع الماضي بعمل توسعات كبيرة في عملها بمصر وهذه التوسعات شملت زيادة عدد العمالة المصرية ومضاعفة الصادرات التي تصدرها مصر الي دول افريقية ودول اخري في المنطقة لمنتجات يتم إنتاجها بمصر. أشار الي ان هناك مشاكل للاستثمار في مصر كبطء الاجراءات الخاصة بالتخليص الجمركي لبعض البضائع والمنتجات ولكن بالمقارنة بين هذه المشاكل والفرص المتاحة وبين الإمكانيات التي يمكن تحقيقها من التواجد بمصر فإن المشكلة لا تذكر وعلي هذا الاساس يتخذوا القرار بالاستثمار والتوسع بمصر. و قال انه يعتقد ان المزيد من الشركات ستعلن عن المزيد من التوسعات في مصر وعلي سبيل المثال شركة »اوبر» للنقل التي وضعت مركزها الاقليمي لخدمة العملاء والسائقين بمصر وهذا المركز يقدم خدماته في مصر وافريقيا وباكستان وفي الشرق الوسط وذلك نظراً للقوة البشرية المدربة المؤهلة مما لديهم من لغات عديدة ولوجود قاعدة تكنولوجية يمكن التعامل بها ولذلك تستطيع الشركة تقديم خدمات مميزة لعملائها من خلال تواجدها بالسوق المصري. وبخصوص عملية السلام اكد القائم بالأعمال الامريكي انه ليس لديه اي معلومات تفصيلية عن صفقة القرن او عن اي اتفاق لكن ما يعلمه ان الرئيس ترامب اكد التزامه بالعمل علي انهاء هذا الصراع الذي استمر لسنوات طويلة جدا بين اسرائيل وفلسطين، واشار الي انه من الملحوظ ان المستشارين المقربين جدا للرئيس ترامب يعملون بجدية واجتهاد علي تقريب وجهات النظر بما في ذلك اجتماع تم في القاهرة الاسبوع الماضي حضره الاطراف المعنية بهذا الصراع كما حضره اطراف اخري مهتمة كمصر والنرويج وهناك اجتماع اخر متوقع ان يتم في واشنطن. واكد القائم بأعمال السفير الأمريكي انه من حق الولاياتالمتحدة اختيار الأماكن التي تنقل سفارتها إليها وعن الاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل ونحن نتحدث علي الوضع القائم بتواجد مكتب رئيس الوزراء بالاضافة الي مبني البرلمان »الكنيست الاسرائيلي» بالاضافة الي العديد من الوزارات. واضاف انه يري أن القرار لن يؤثر علي المفاوضات التي ستتم بخصوص حل الدولتين بالعكس سيساهم القرار في هذا الشأن، وأكد اعلان الرئيس ترامب ان الوضع القائم للاماكن المقدسة سواء المسيحية او الاسلامية او اليهودية لن يتغير. وأشار إلي تأكيد الرئيس ترامب انه حتي مع اعلان القدس عاصمة لاسرائيل لكن نحن لا نتخذ موقفاً فيما يتعلق بالحدود المستقبلية للدولتين وان ذلك سيكون بالتشاور بين الطرفين بما في ذلك حدود القدس. واكد علي ان الولاياتالمتحدة تدعم حل الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية للتعايش معا وعلي هذا الاساس فنحن لا نري اي تعارض بين ممارسة الولاياتالمتحدة حقها السيادي في اختيار او الاعلان عن اسم عاصمة اسرائيل والجهود التي تبذلها لحل الصراعات بين الاطراف. واوضح ان فكرة الاعتراف بأن القدس عاصمة لاسرائيل لا يمنع انها من الممكن ايضا ان تكون عاصمة لفلسطين اذا كان هذا ما سيتفق عليه الطرفان واعتقد ان جميع الاطراف يدركون اهمية الولاياتالمتحدة لاستكمال عملية السلام ومن المهم جدا ان ينخرط الفلسطينيون بشكل مباشر في هذه العملية. اما عن التعاون والاتفاق بشأن السلام بمنطقة شبه الجزيرة الكورية أكد برجر انه شيء مفيد مع التأكيد علي ان الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية ترغبان في أن تكون منطقة خالية من اي اسلحة او اي تهديد نووي، ومن المؤكد ان الضغوط الدولية التي تمت ممارستها بداية من نهاية الصيف الماضي علي النظام في كوريا الشمالية دفع حاكم كوريا الشمالية ان يكون اكثر استعدادا للتواصل والتفاوض بشكل مباشر مع الولاياتالمتحدة وأكد ان هناك خطرا كبيرا جدا من نظام منعزل عن العالم قد يكون حكم عائلة لدولة تسعي لتطوير قوتها النووية لتهديد الولاياتالمتحدة ولابتزاز جيرانهم في المنطقة وممارسة الضغوط عليها فذلك وضع خطر جدا وكان ضروريا جدا تعاون دولي لمواجهة هذا الخطر.