عام 4591 كانت أول وآخر مرة يزور قريتنا في المنوفية وزير وكان الوزير هو الصاغ كمال الدين حسين عضو مجلس قيادة الثورة ووزير المعارف في ذلك الوقت وكان مسافرا من شبين الكوم إلي القناطر الخيرية ثم القاهرة. فاجأ الوزير الفصل الدراسي الذي كنت فيه وكانت السنة هي الأولي الاعدادية ومازال المبني موجودا حتي الآن في مدرسة زكي مبارك الإعدادية بسنتريس. استمع الوزيرإلي شرح المدرس وسأل التلاميذ بعض الأسئلة وكما دخل الفصل بهدوء خرج بهدوء وبدون جلبة أو ضوضاء وشكر المدرس أمامنا والناظر وانصرف في ركبه البسيط وكان عربة صالون وعربة جيب عسكرية. هذه القرية لم يزرها أي مسئول كبير علي مستوي وزير أو محافظ منذ ذلك الوقت أي منذ 65 عاما اللهم إلا مرور بعض الوزراء من طنطاوشبين الكوم إلي القاهرة علي مشارف القرية. ولو تصورنا محافظة بها »051« قرية ومدينة وزار المحافظ خمسين قرية كل عام لزار المحافظة كلها في ثلاثة أعوام ولو تصورنا المحافظ يمر في شوارع القرية ومدارسها وري الترع والمصارف والنظافة ولو في سيارته لتغير الحال كثيرا إلي الأحسن فالامكانيات المادية موجودة ولكن الإشراف والمتابعة غير موجودين بالصورة المطلوبة. لو تصورنا أيضا أن كل وزير أو محافظ أو نوابهم جميعا يمرون ويفتشون ويحاسبون بالثواب والعقاب لانتظمت الأمور أكثر من ذلك وشعر الناس بالمسئولين يشاركونهم آمالهم ومشاكلهم ويعملون جاهدين علي حلها. علي المسئولين الكبار والصغار أن يتفرغوا ولو قليلا للمرور والمعاينة والمشاهدة ويتركوا المكاتب واللجان والاجتماعات التي تعقد وتنفض علي قرارات وتوصيات قد تنفذ أو لا تنفذ ويتركوا كذلك الاحتفالات والتشريعات بداع أو بدون داع. والسيد الرئيس قدوة في هذا المجال فهو كثير المرور والمشاهدة وحل المشاكل علي الطبيعة ويسمعه الشعب يناقش المسئولين ويحثهم علي المزيد من الجهد والعمل وبذل الكثير من صحته ووقته في المرور وتعريف الناس بالانجازات الكثيرة. المتابعة هي روح العمل التنفيذي وهي القوة الدافعة للنجاح والعمل وهي تؤتي ثمارها في حينها لصالح الوطن والمواطنين. كاتب المقال : مهندس استشاري عضو اتحاد الكتاب