استعدادات مكثفة بجامعة سوهاج لبدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني    بعد تراجعات أمس.. الدولار يستقر أمام الجنيه فى بداية التعاملات    الثلاثاء 21 مايو 2024.. نشرة أسعار الأسماك اليوم بسوق العبور للجملة    بنك مصر يوقع عقد قرض ب990 مليون جنيه مع «ايديتا للصناعات الغذائية»    الثلاثاء 21 مايو 2024.. ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات اليوم    وزير النقل يبحث مستجدات تسيير خط «رورو» للحاصلات بين مصر وإيطاليا    وكالة تسنيم: انتخاب موحدي كرماني رئيسا لمجلس خبراء القيادة الإيراني لمدة عامين    الأهلي يواصل استعداده لمواجهة الترجي بنهائي دوري أبطال أفريقيا    رغم تفضيله الريال.. 50 مليون يورو تقرب موهبة ليل من باريس    تداول ورقة مزعومة لامتحان الهندسة ب«إعدادية القليوبية»    فيديو.. الأرصاد: الموجة شديدة الحرارة مستمرة حتى الخميس    طلب تحريات حول انتحار فتاة سودانية صماء بعين شمس    خبيرة تغذية توجه نصائح للتعامل مع الطقس الحار الذي تشهده البلاد (فيديو)    "صحة مطروح" تدفع بقافلة طبية مجانية لمنطقة أبو غليلة    كيف نحمي الرضع والأطفال من الإجهاد الحراري خلال الموجة الحارة؟    رقم تاريخي لعدد أهداف موسم 2023/24 بالدوري الإنجليزي    الحالة الثالثة.. التخوف يسيطر على الزمالك من إصابة لاعبه بالصليبي    بشير التابعي: معين الشعباني لم يكن يتوقع الهجوم الكاسح للزمالك على نهضة بركان    آخر مستجدات جهود مصر لوقف الحرب في غزة والعملية العسكرية الإسرائيلية برفح الفلسطينية    مبعوث أممي يدعو إلى استئناف المحادثات بين إسرائيل وحماس    زلزال يضرب محيط مدينة نابولي جنوبي إيطاليا    موعد عرض مسلسل دواعي السفر الحلقة 3    داعية إسلامي: الحقد والحسد أمراض حذرنا منها الإسلام    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-5-2024    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 49570 جنديًا منذ بداية الحرب    لجان البرلمان تواصل مناقشة مشروع الموازنة.. التموين والطيران والهجرة وهيئة سلامة الغذاء الأبرز    اليوم.. «محلية النواب» تناقش طلب إحاطة بشأن إزالة 30 عقارًا بالإسماعيلية    جهات لا ينطبق عليها قانون المنشآت الصحية الجديد، تعرف عليها    بعد رحلة 9 سنوات.. ماذا قدم كلوب لفريق ليفربول؟    حمدي الميرغني يحيي ذكرى رحيل سمير غانم: كنت ومازلت وستظل أسطورة الضحك    التأخيرات المتوقعة اليوم فى حركة قطارات السكة الحديد    موعد إجازة عيد الأضحى 2024 في مصر: توقيت وقفة عرفات وعدد أيام العطلة    محافظ جنوب سيناء يلتقى عددا من رؤساء وأعضاء البعثات الدبلوماسية الأفريقية    براتب 5000 جنيه.. وزارة العمل تعلن عن وظائف جديدة بالقاهرة    قبل طرحه في السينمات.. أبطال وقصة «بنقدر ظروفك» بطولة أحمد الفيشاوي    عاجل.. مصرع شاب إثر غرقه بمياه نهر النيل بمنشأة القناطر    ضياء السيد: مواجهة الأهلي والترجي صعبة.. وتجديد عقد معلول "موقف معتاد"    مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات إلى غزة لتجويع القطاع    أحمد حلمي يتغزل في منى زكي بأغنية «اظهر وبان ياقمر»    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    منافسة أوبن أيه آي وجوجل في مجال الذكاء الاصطناعي    «في حاجة مش صح».. يوسف الحسيني يعلق على تنبؤات ليلى عبداللطيف (فيديو)    «سلومة» يعقد اجتماعًا مع مسئولي الملاعب لسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة    الأنبا إرميا يرد على «تكوين»: نرفض إنكار السنة المشرفة    المقاومة الفلسطينية تستهدف قوات الاحتلال قرب مفترق بلدة طمون جنوب مدينة طوباس    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق شقة سكنية بالعمرانية    ميدو: غيرت مستقبل حسام غالي من آرسنال ل توتنهام    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    بعد ارتفاعها ل800 جنيها.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي «عادي ومستعجل» الجديدة    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    رفع لافتة كامل العدد.. الأوبرا تحتفي وتكرم الموسيقار عمار الشريعي (تفاصيل)    «الداخلية»: ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب على المواطنين في الإسكندرية    مصطفى أبوزيد: تدخل الدولة لتنفيذ المشروعات القومية كان حكيما    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 21-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    على باب الوزير    بدون فرن.. طريقة تحضير كيكة الطاسة    تأكيداً لانفرادنا.. «الشئون الإسلامية» تقرر إعداد موسوعة مصرية للسنة    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علي عيسي شيخ المصدرين وبلديات الرئيس السابق في گفر المصيلحة:
مبارك قاطع عائلته وأهالي قريته واغتال اسم رمزها عبدالعزيز باشا فهمي

غالبية رجال الأعمال كانوا مثل الشعب في أشد الاستياء من فساد بطانة مبارك ونجله جمال
حكومات نظام مبارك خربت بغباء قلاع صناعة الغزل والنسيج المصرية
دعم الصادرات لم يذهب عبثا والحديث عن تحايل أو تمييز كلام فارغ
الحوار معه غير عادي ليس فقط لكونه شيخ المصدرين المصريين عبر رئاسته شعبة المصدرين بالاتحاد العام للغرف التجارية أو كونه نائبا لرئيس جمعية رجال الأعمال المصريين وليس أيضا بسبب ضحكته المجلجلة التي لا يخطئها من يسمعها حتي من بعيد.. الأمر غير العادي في حديث رجل الأعمال علي عيسي وفي هذا التوقيت كونه شاهد عيان من أبناء قرية كفر المصيلحة مسقط رأس الرئيس السابق محمد حسني مبارك.
كشف في حواره مع »الأخبار« جحود الرئيس السابق تجاه أهل قريته وأفراد عائلته.. وماذا فعل مع اسم عبد العزيز باشا فهمي أحد أبناء القرية البارين بأهلها .. مؤكدا أن الرئيس السابق لم تقوده قدماه يوما لزيارة قريته منذ انتهائه من دراسته الثانوية سوي مرة واحدة لحضور جنازة والده .. والأغرب من ذلك أنه لم يزر كفر المصيلحة طوال فترة حكمه التي امتدت 30 عاما.
فضفض علي عيسي في حواره عن المشاكل التي تواجه المصدرين ومعاركه المستمرة مع البطاطس والغصة التي تقف في حلق رجال الأعمال الشرفاء بعد اتهام قلة من رجال الأعمال في قضايا فساد.. مشيرا إلي أن غالبية رجال الأعمال كانوا في أشد الاستياء من نظام مبارك الذي أسقطه كابوس التوريث وطول الفترة الزمنية التي قضاها في الحكم والتي جعلته وأسرته يتملكهم الوهم بأنهم العائلة المالكة للبلاد.. إلي تفاصيل الحوار:
لتسمح لنا أن نبتعد قليلا عن التصدير وعالم البيزنس ونبدأ الحوار من نقطة الميلاد.. أنت من مواليد قرية كفر المصيلحة التابعة لمركز شبين الكوم في محافظة المنوفية وهي مسقط رأس الرئيس السابق.. ماذا تقول عن هذه المفارقة؟
لي كل الفخر أنني من قرية كفر المصيلحة وهي بلد شهيرة جدا قبل تولي الرئيس السابق للحكم.. ويكفيها فخرا إنجابها لعبد العزيز باشا فهمي أحد ثلاثة أشخاص كانوا مع سعد باشا زغلول في الوفد المصري للتفاوض مع بريطانيا وكان وزيرا للحقانية ورئيسا لمحكمة النقض.. أيضا أنجبت كفر المصيلحة المهندس عبد الخالق الشناوي وكان وزيرا للري.. وفي الأربعينيات كانت كفر المصيلحة القرية الوحيدة في مصر الخالية تماما من الأمية والبطالة فمعظمهم كانوا يعملون في الزراعة بالطبع وكذلك الوظائف الحكومية.
الحمار موظفا
تتحدث بقدر كبير من الحب والعرفان عن عبد العزيز باشا فهمي .. ماذا قدم هذا الرجل لأهالي كفر المصيلحة؟
هذا الرجل قدم لأهالي القرية نهضة ومدارس وغيرها من الخدمات وتكفي واقعة توظيف الحمار للتدليل علي أفضال هذا الرجل علي أهالي القرية.
وما قصة توظيف الحمار؟
هي قصة لا تخلو من الطرافة والعقل الراجح والرغبة الأكيدة في خدمة الناس.. لقد جاءت إليه أرملة تشكو له ضيق ذات اليد بعد وفاة زوجها وعدم قدرتها علي مواجهة أعباء الحياة.. سألها: هل أخذت من التعليم شيئا .. فردت بلا .. سألها عما تملكه وقد يعينها علي الحياة .. فردت بأنه مجرد حمار تركه لها زوجها .. فأصدر قرارا بتعيين حمار الأرملة موظفا في البوسطة.. وقد كان الحمار هو الوسيلة المتبعة في توزيع البريد في القري في ذلك الوقت.
نعود إلي الرئيس السابق.. ماذا قدم لقريته؟
لم يقدم شيئا بل شهد عصره استمرار لعملية تغيير اللافتات فقد تغير اسم مدرسة القرية من مدرسة عبد العزيز باشا فهمي إلي مدرسة مبارك.. قد يكون ذلك تم عن طريق المنافقين الذين يطبلون للحاكم حيث أن حسني مبارك لم يدخل قريته منذ انتهائه من التعليم ولم يأت إليها سوي مرة واحدة وكانت عند وفاة والده.. وكذلك لم يدخلها أي من أفراد أسرته »زوجته أو نجليه علاء وجمال«.. ويأتي جحوده لقريته رغم زيارته لشبين الكوم لحضور مناسبات لجمعية المساعي المشكورة والتي لا يفصلها عن كفر المصيلحة سوي كيلو مترين.
هناك فرق
أليس هذا غريبا وقد عاصر الرئيس السابق مبارك مدي تعلق سلفه الرئيس السادات بأهالي قريته ميت أبو الكوم؟
هناك فارق كبير في تعامل كل من مبارك والسادات مع مسقط الرأس.. فرغم أن والد الرئيس السادات كان غير مقيم في ميت أبو الكوم وجلس في السودان فترة من الزمن ورغم عدم وجود جذور كبيرة للرئيس السادات في ميت أبو الكوم إلا أنه صنع له جذور في القرية فمنذ بزوغ نجمه مع الضباط الأحرار بعد الثورة بادر بالتواصل مع أهل قريته حيث اشتري أرضا وبني بيتا وتواصل معهم مرتديا الجلابية يجالسهم ويحاورهم.. أما الرئيس السابق مبارك فقد جاء علي العكس تماما حيث اقتلع جذوره من قريته رغم أن عائلته من العائلات الكبيرة في كفر المصيلحة ومنهم أساتذة الجامعات وضباط الجيش والشرطة والمستشارين.
وما موقف أهالي كفر المصيلحة تجاه مبارك بعد الزلزال الذي أطاح بنظامه؟
أهالي كفر المصيلحة لا يعرفون مبارك ابن قريتهم بل يعرفونه كرئيس مثل جموع الشعب.. نعم قد يكون هناك أناس من عائلته يتعاطفون معه بحكم الانتماء للعائلة فقط لكن معظم أهالي القرية موقفهم محايدا وليس فيه مشاعر عاطفية تجاهه.
أنت بلديات الرئيس السابق وتشغل منصبا عاما كرئيس لشعبة المصدرين المصريين.. كيف كانت علاقتك بالرئيس السابق؟
لم أقابله وجها لوجه منفردين أبدا لكن رأيته في المؤتمر الاقتصادي الذي دعا إليه الرئيس السابق عام 2003 أو 2004 .. كان المؤتمر في مقر رئاسة الجمهورية وصافحني الرئيس مثلما صافح كل المدعوين للمؤتمر.
نترك القرية إلي هموم الوطن .. في اعتقادك لماذا سقط نظام مبارك؟
أهم أخطاء نظام مبارك هو التوريث الذي قاد للمأساة .. هذا الكابوس بدأ من التسعينيات وهو خطأ قاتل.. ناهيك عن طول فترة بقاءه في السلطة 30 عاما مما جعله وأسرته يتملكهم الوهم بأنهم العائلة المالكة.
الاستثمار الوطني
نعم أنك في اشتياق ونحن معك للوصول في حديثنا لمحطة التصدير المهمة لمصر والمصريين.. لكن نستسمحك في أن نتناول دور جمعية رجال الأعمال المصريين في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد في ضوء تداعيات ما بعد ثورة يناير؟
جهودنا تتركز حاليا في تنقية الأجواء الداخلية بهدف إيجاد نظرة إيجابية لرجال الأعمال في المجتمع وبدون ذلك ستظل هناك صعوبة في الجذب الاستثماري المطلوب.. هناك قطاع تعرض للظلم ونحتاج لجهد كبير لتغيير هذه الصورة.. فلن يأت إلينا استثمار أجنبي قبل أن يسبقه الاستثمار الوطني وهذا هو الهدف الأول للجمعية.. بجانب تواصل جهود جذب الاستثمار العربي والأجنبي فقد استضافت الجمعية قبل أسبوعين المستثمر السعودي الشيخ صالح كامل ومعه عبد الله دحلان لبحث عمل مشاريع جديدة.. أيضا استضافت الجمعية وفدا بريطانيا لبحث مشاريع في مجالات مختلفة.. وكذلك زارنا وزير الخارجية الروماني وأيضا وفد سوداني لبحث استثمارات زراعية مشتركة. الحقيقة أننا في جمعية رجال الأعمال نحاول تحريك عجلة الاستثمار لكن لاتزال هناك الكثير من الجهود التي يجب أن تبذل.
أرسلت حكومة الدكتور عصام شرف أكثر من رسالة لطمأنة رجال الأعمال والمستثمرين.. ما تقييمكم لأداء الحكومة في هذا الاتجاه؟
يبدو أن المشكلة هي في إطلاق عبارة وزارة تسيير أعمال علي حكومة الدكتور شرف ولابد أن نعترف بأن هناك خطأ ما في هذه الوزارة يتمثل في عدم اتخاذ قرارات وحالة من الخوف من اتخاذ القرارات علي مستوي الدولة ككل وهذا بالطبع يضر بالاقتصاد.. الموضوع لا يجب النظر إليه بشكل قطاعي بمعني قطاع الأعمال أو الزراعة أو الصناعة فالبلد في حاجة لوظائف تتراوح بين 600 ألف إلي 700 ألف وظيفة سنويا.. وكذلك نحتاج لمعدل نمو يتراوح بين 5 و7٪ .. بجانب احتياجات التعليم والصحة وكل ذلك يتطلب تسهيلات تضمن زيادة الاستثمار والنهوض به.. فرجال الأعمال عندما يحصلون علي تسهيلات فهي لإيجاد وظائف في ظل حقيقة أن القطاع الخاص يوظف 95 ٪ من طالبي العمل. وهذا كله يجب أن يتم في إطار صيغة توافقية بين التسهيل لرجال الأعمال وضمان التوزيع العادل للدخل.. لذا أقول للحكومة لا يجب أن أوقف كل شيء لحين ترتيب البيت فهذا هو ما سيخرب البيت.
إذن ما تصوراتك للخروج من هذه المرحلة؟
أريد أن يصدر قرار من المجلس العسكري بتحصين قرارات الإدارة الحكومية خلال هذه الفترة الانتقالية .. بحيث تعطي للمسئولين الحكوميين ضمانة تكون بمثابة تصريح بالعمل أي حصانة لكافة الأعمال العامة حتي تنتهي الأيادي المرتعشة .. ويتزامن مع ذلك تنقية الأجواء الإعلامية بحيث لا ننظر للوراء بل للأمام.
هل نفهم من ذلك أنك من أنصار مبدأ: العفو عما سلف؟
بالطبع لا .. لكن لابد أن يكون هناك جزءا يختص بالقصاص بينما ينطلق المجموع للأمام يمشي قدما ويعمل للنظر في كيفية تحفيز الاستثمار الوطني حتي يأتي المستثمر الأجنبي.. أيضا يجب عدم التأثير الشعبي علي القضاء بحيث تصدر أحكام شعبية في المحاكمات الجارية حاليا ويجب أن تصدر الأحكام بالعدل وتأخذ وقتها دون استعجال ومن أخطأ يعاقب.
عفوا.. تأخرنا بعض الوقت عن الوصول لمحطة التصدير وهي أمل مصر - كما يقول الاقتصاديون
شعاع ضوء
شعاع الضوء ينبت من الظلام.. هذا ما حدث مع قطاع تصدير الحاصلات الزراعية الذي حقق طفرة معدلها 22٪ هذا العام رغم ظروف الثورة وتداعياتها علي كافة القطاعات.. ما تفسيركم لذلك؟
وراء ارتفاع الصادرات الزراعية هذا العام أن الغذاء لا يأثر بأية أحداث فهو حاجة يومية ولازمة.. وأيضا كانت هناك ظروف مواتية ساعدت علي ذلك أهمها الجفاف في روسيا وفي شرق أوروبا بشكل عام الصيف الماضي ما جعل هذه الأسواق في حاجة شديدة للسلع الغذائية وأهمها الحاصلات الزراعية.
وما السلعة التي تعتبرها الدجاجة التي تبيض ذهبا في سلة صادراتنا الزراعية؟
أعتقد أنها البرتقال والموالح بشكل عام فمصر حاليا أهم منتج لها وقد وصلنا لرقم تصدير كان يعتبر حلما.
إذن حلم البرتقال تحقق رغم عدم حصوله علي دعم تصدير.. هل يعني ذلك أن دعم الصادرات غير ذي جدوي؟
لا بل علي العكس تماما.. فدعم البرتقال مستمر لكن ما حدث يعد لوحة شرف لرجال الأعمال المصريين فقد بادر مصدرو البرتقال أنفسهم وكنا قد طالبنا بأن يذهب هذا المبلغ لتعزيز البنية التحتية والدعم العيني للتصدير لكن لم يحدث شيء.
لكن هناك انتقادات عدة وجهت لدعم التصدير وتردد أن هناك تحايلات لصرفه دون وجه حق؟
دعنا نعترف أنه لا يوجد شيء فيه صرف مبالغ نقدية إلا وحاول البعض التحايل عليه فهذه طبيعة بشرية .. لكن أؤكد أن هناك قواعد للصرف تحاول ضبط هذه العملية قدر المستطاع.
تردد أيضا أن دعم الصادرات يذهب لشركات بعينها وليس لكل الشركات.. ما قولكم؟
عفوا فهذا كلام فارغ بمعني الكلمة.. أي شركة تتقدم للحصول علي الدعم تأخذه.. لا فرق بين شركة كبيرة وشركة صغيرة لأن ذلك ببساطة يخرب منظومة التصدير ذاتها ويخل بأسس المنافسة العادلة والمساواة في هذه العملية مهمة.
هذا الكلام .. هل هناك ما يدعمه بالأرقام؟
نعم .. بالنظر للصادرات الزراعية في الفترة من يوليو 2010 حتي مايو 2011 نجد أن هناك 817 شركة حصلت علي الدعم منها 679 شركة صادراتها أقل من مليوني دولار .. و95 شركة صادراتها من مليوني دولار حتي 5 ملايين دولار .. و27 شركة صادراتها من 5 ملايين حتي عشرة ملايين دولار.. و15 شركة صادراتها بين 10ملايين حتي 20 مليون دولار.. وشركة واحدة صادراتها من 20مليونا إلي 50 مليون دولار.
بالطبع الشركة الواحدة صاحبة النصيب الكبير هي شركتك؟
لا ليس هذا صحيحا.. لكن الصحيح أن الشركات الصغيرة 679 شركة حققت 34 ٪ من الصادرات واستفادت بأكبر رقم من الدعم.. والحقيقة أن الدعم لا يمكن قصره علي مجموعة وبرنامج الدعم وضع لأغراض بعيدة عن الفساد في ظل خطة لوزارة التجارة والصناعة لمضاعفة الصادرات المصرية كل 4 سنوات.
قطاعات واعدة
رسمت لنا صورة وردية لمستقبل التصدير.. فهل لنا معرفة القطاعات المؤهلة للنمو في الصادرات؟
هناك قطاعات مهمة في الصادرات المصرية ومؤهلة للنمو مثل السلع الكيماوية مثل الأسمدة والبتروكيماويات ثم قطاع الغزل والنسيج والملابس الجاهزة وهو مؤهل لذلك ويتزايد بقوة.. وهناك قطاع الصناعات الغذائية والتي تمثل حاليا ربع صادراتنا ومؤهلة للزيادة.
هذا الطموح الذي يبدو في حديثك عن مستقبل الصادرات .. ماذا يقف أمامه من معوقات؟
من أهم المعوقات تلك النظرة السلبية تجاه المنتجين ورجال الأعمال والمصدرين.. هذه النظرة يشارك فيها الشارع والإعلام والحكومة والرسميين ويجب تغييرها لأن قضايا الفساد التي تورط فيها رجال أعمال تعد جزءا من مئات القضايا التي لاعلاقة لرجال الأعمال بها .. يجب أن نعرف أن كم الفساد طال مختلف القطاعات وبينهم جزء من رجال الأعمال بينما الغالبية العظمي من مجتمع الأعمال تضررت مثل كل الشعب من تمييز النظام السابق لرجال الأعمال المنتمين للحزب الحاكم المنحل وأمانة السياسات.
أيضا يجب عدم الخلط بين دعم الصادرات والإنتاج وبين الدعم الاستهلاكي في الموازنة العامة للدولة فدعم الإنتاج يضيف وظائف جديدة ويكفي أن نعرف أن كل جنيه دعم للتصدير ساهم في توليد 4 دولارات ونصف الدولار للدولة.. وهذا بالطبع لا يعني المساس بالدعم الاستهلاكي لصالح المواطنين فهو واجب لحين استكمال إصلاح المنظومة كلها.
الأسواق الخارجية تستطيع بل ومن حقها رفض الشحنات المصابة.. لكن ماذا يفعل المستهلك المحلي؟
هذا سؤال مهم لكن أؤكد أن العفن البني لا يضر بالإنسان أو الحيوان لكنه يضر البيئة النباتية أي الأرض ويؤدي لتقزم النباتات.
أورجانك
ننتقل لنقطة أخري مهمة حول الشكوك والاتهامات التي توجه للزراعة العضوية أو الأورجانك.. فهل هذه المنتجات طبيعية حقيقة أم أن ذلك من سبيل الضحك علي الذقون؟
الزراعة العضوية أو الحيوية حقيقية تماما لكن يتم التلاعب فيها .. مصر تصدر كميات كبيرة من هذه المنتجات والجودة فيها أصبحت عالية جدا لأن معظمها يذهب لسلاسل السوبر ماركت العالمية التي تضع اشتراطات وقيود وشهادات للوصول لمنتج طبيعي حقيقي.
المشكلة المتعلقة بهذه الزراعات توجد في مصر في ظل عدم وجود أية جهة تراقب الأغذية في السوق المحلي.. فهل يعقل عدم وجود مواصفات لأي سلعة زراعية تتداول في السوق المحلي.. طالبنا بهذه المواصفات كثيرا ومنذ عشرات السنين لكن لم يحدث شيء.
أنت مؤهل علميا في قطاع الغزل والنسيج وتعمل في الحاصلات الزراعية.. ألم تحن يوما لضجيج أنوال النسيج؟
في أواخر التسعينيات داهمني الحنين لتخصصي ودخلت مستثمرا في شركات للغزل والنسيج وأقمت مصنع غزل في مدينة السادات لكن تخارجت منه بعد ذلك.
المحلة وكفر الدوار
في اعتقادك من المسئول عن انهيار قلاع الغزل والنسيج التابعة للدولة؟
لقد تعامل النظام السابق منذ أوائل الثمانينات وحتي ما قبل الثورة بغباء مع هذه القلاع تركها دون تحديث يتواكب مع المتغيرات العالمية في هذه الصناعة.. المغازل معظمها عفا عليه الزمن ولم نفعل شيئا لتحديثها. باختصار تركناها دون صرف أية مبالغ عليها وفي الوقت نفسه لم نستطع بيعها.
نعلم جميعا أن بيعها كان سيصطدم حتما برغبات العمال وهو أمر يجب أن تتجنبه أية حكومة تتحلي بقدر ولو يسير من العقل؟
اتفق معكم تماما لكن كان لا يجب علي الإطلاق تركها للخراب دون تطوير أو تشغيل فأنا ضد خلط الجانب الاجتماعي بالعملية الإنتاجية.. أهتم بالجانب الاجتماعي دون الإخلال بالإنتاج ودليلنا علي ذلك مصانع الغزل والنسيج في المحلة وكفر الدوار والتي كانت تحتاج لإدارة بفكر مخلتف وبطريقة سليمة وهنا كانت ستتحول لأكبر مصانع الغزل والنسيج في العالم.
للحاصلات مذاهب
للناس فيما يعشقون مذاهب.. فما مذاهب الدول المستقبلة للحاصلات الزراعية المصرية؟
نعم للحاصلات الزراعية مذاهب فالملوخية تعد أهم منتج زراعي يذهب لسوق اليابان.. هناك لا يأكلونه مطبوخا مثلنا تلك الوجبة المصرية الشهيرة لكنهم يستخدمونها في الطعام والمستحضرات وغيرها.. أما السوق الألماني فأهم وارداته البطاطس. وفي فرنسا الخرشوف وعجينة الياسمين.. وهولندا الفاصوليا الخضراء. وفي أوروبا بشكل عام شغف بالثوم حيث يعتبرونه دواء. بجانب البرتقال والعنب والفراولة والبازلاء والبطاطس.
أثقلنا عليك قرابة الثلاث ساعات.. لك كل الشكر؟
بادر بضحكته المجلجلة المعهودة: بل الشكر لكم. مسجلا التقدير لجريدة »الأخبار« في ثوبها الجديد والتي فتحت صفحاتها لمختلف الاتجاهات والآراء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.