بدأ رحلته المحفوفة بالمخاطر منذ 24 عامًا، ليغير وجهته من التعامل مع البشر إلي التعامل مع الحيوانات الفتاكة التي يقوم علي حراستها وتربيتها وتدريبها داخل حديقة حيوان الفيوم، حبه وعشقه لها دفعه لأن ينتقل بين كافة حيوانات الحديقة الأشد خطورة، ورغم تعرضه للدغة من كوبرا كاد أن يفقد حياته بسببها ودخل في غيبوبة أفقدته الوعي لمدة 7 أيام، إلا أنه عاد ليكمل مسيرته دون كلل أو ملل، تراه يقف يراقب زوار الحديقة وعيناه وسط رأسه، يحذر هذا ويبعد هذا خوفًا عليهم، إنه عربي عبدالغني السيد 47 سنة »رئيس العمال» بحديقة حيوان الفيوم. يقول لنا »عم عربي» كما يناديه رواد الحديقة، أنه أب ل 6 فتيات ويعيش في عزبة سلطان بقرية إبجيج التابعة لمركز الفيوم، بدأ رحلته داخل حديقة حيوان الفيوم منذ 24 عامًا، حارسًا للفيل الذي كان يتواجد داخل الحديقة وقتها لمدة 3 سنوات، ثم انتقل إلي حراسة وتدريب الأسد ملك الغابة لمدة 8 سنوات، لينتقل بعدها إلي العمل داخل بيت الزواحف بالحديقة منذ 13 عامًا وحتي تاريخه، مشيرًا إلي أن رحلته للعمل مع هذه الحيوانات الفتاكة كادت أن تودي بحياته منذ 5 سنوات، أثناء إعداد وجبة الغداء لثعبان الكوبرا داخل الحديقة وما أن ادخل يده حتي تعرض للدغة مميتة أفقدته الوعي لمدة 7 أيام وجلس لمدة شهرين داخل العناية المركزة حتي عاد من جديد ليكمل رحلته، قائلا »حبي للحيوانات دفعني للعيش معهم معظم الوقت حتي بعد انتهاء أوقات العمل الرسمية أجلس داخل الحديقة واتفقد الحيوانات وأحاول أن أقدم لها ما يسعدها فإنني أشعر أنهم جزء من حياتي، حتي إنني داخل منزلي وأثناء جلوسي مع أسرتي حديثي يكون منصب حول الحيوانات وما تم خلال اليوم معهم في الحديقة». ويشير »عم عربي» إلي أن أنواع الزواحف الموجودة بحديقة حيوان الفيوم تبدأ بالأناكوندا الشبكية وجاءت منذ 13 شهرًا كان طولها مترا ووصلت الآن إلي 4 أمتار، وتعتبر الأشد خطورة والأكثر فتكًا والتعامل معها يكون بحرص شديد، بالإضافة إلي نوعين من الثعبان الأفريقي »الأصله» واحدة سوداء والأخري بيضاء، و 2 ثعبان بط، و 2 ورن جبلي، و 5 ترس أذن حمراء، و5 ثعابين أبو السيور، و 2 ثعبان خضاري، ودساس مصري، موضحًا أنه يتم تغذيتهم علي الحمام والأرانب والفئران، ويتم تقديم الوجبة لهم مرة أسبوعيًا. ويوضح أن حبه للحيوانات دفعه لأن يتابع معظمها بشكل جيد، مشيرًا إلي أن حيوان »اللاما» الذي يشبه الجمل تعرض أثناء الولادة للموت، وترك رضيعه فقمت بتربيته لمدة شهرين أقدم له وجبة اللبن كل نصف ساعة حتي كبرت وبلغت الآن 5 سنوات، لافتا إلي أن حياته قضي معظمها مع حيوانات حديقة الفيوم بدءًا من تعيينه عاملا حتي وصل إلي رئيس العمال، ورغم أن راتبه صغير 1500 جنيه إلا أن قناعته بالعمل تجعله يؤكد أن هذا المبلغ فيه بركة ويعيش من خلاله وينفق علي أسرته منه بإضافة الحوافز التي يحصل عليها. وتمني »عربي» أن يري حديقة حيوان الفيوم متطورة مع كل العمل الذي يتم فيها، مشيرًا إلي أنه سيتم تزويد الحديقة قريبًا بالعديد من الحيوانات وتطوير الأقفاص. • الفيوم محمود عمر