كان لابد من الدهشة حين بدأت أمريكا في تسريب حكايات لوسائل الاعلام عن دور مزعوم لها في الثورات العربية، وعن علاقات بين بعض مؤسساتها المدنية ومؤسسات شبيهة بالوطن العربي، وبرامج تدريب ومساعدات لدعم الديموقراطية.. إلي آخر الاسطوانة القديمة التي حاولت من خلالها إلقاء الشبهات علي الثوار، ودفع الرأي العام إلي تناسي انها وقفت حتي آخر لحظة تدافع عن الحكم الفاسد في الوطن العربي وتحاول حماية حلفائها من رياح الثورة. وما يهمنا هنا ان واشنطون كانت تريد -قبل ذلك وبعده- ان تضع شباب الثورات العربية تحت ضغوطها.. فهي من ناحية تقول لهم انها تستطيع تشويه سمعتهم بالحق أو بالباطل، وهي -من ناحية اخري- تفتح أمامهم أبواب الاغراء بالاعلان عن الأموال التي انفقتها تحت ستار التدريب وغيره، والتي ستتضاعف كثيرا بعد ان أعلنت واشنطون في أعقاب الثورات العربية عن رفع ميزانية برامج دعم الديموقراطية والاعلام المستقل في المنطقة إلي ما يقارب مليار دولار سنويا، إذا اقتصر الأمر علي ما هو معلن ومكشوف!! والآن ها هي السفيرة الأمريكيةالجديدة القادمة إلينا بماضيها الحافل في العمل بالمخابرات الامريكية وتدبير الانقلابات، تقول للكونجرس في جلسة إقرار تعيينها ان واشنطون انفقت 04 مليون دولار بعد الثورة دعما للمنظمات المدنية»!!« وان هناك 006 منظمة تتسابق الآن علي طلب المزيد من هذه المعونة!! وفي نفس الوقت لم نسمع ردا حتي الآن.. لا من السفيرة القادمة أو الراحلة من القاهرة علي رفض وزيرة التعاون الدولي فايزة أبوالنجا للتجاوزات التي وقعت من جانب هيئة المعونة الأمريكية والتي اعتبرتها مساسا بالسيادة المصرية. اننا إذ نحيي شباب الثورة علي رفضهم لهذه التجاوزات، ولجوئهم للنيابة العامة لكشف الحقائق كاملة، وادانتهم للتدخل الأجنبي.. فاننا في نفس الوقت ندين كل المحاولات الحقيرة من جانب القوي المعادية للثورة للتشكيك في شباب حقق المعجزة واسقط النظام الفاسد الذي كان يحظي بتأييد أمريكا حتي اللحظة الأخيرة، والذي قدم التضحيات وأغلي الشهداء لكي يفتح أبواب الحرية والكرامة بهذه الثورة التي مازالت تقاتل ضد أعدائها واعداء الوطن في الداخل والخارج، والتي ستنتصر حتما لانها كانت وستبقي.. من صنع مصر وشعبها العظيم. و.. تحية لشباب الثورة وهم علي الطريق الصحيح. جلال عارف