بارتباك وخلاف بدأ، وبمخرجات متواضعة انتهي.. هكذا وصف المتابعون لمؤتمر سوتشي الذي جمع عددا من أطياف المعارضة السورية وغاب عددا آخر. حيث تغيب عدد من الفصائل المقاتلة وهيئة التفاوض لقوي الثورة والمعارضة السورية، عن حضور المؤتمر. كما أعلنت »الإدارة الذاتية الكردية» عدم المشاركة، متهمة روسيا وتركيا ب»الاتفاق» علي الهجوم علي عفرين، المنطقة الكردية في شمال سوريا التي تتعرض لعملية عسكرية تركية واسعة منذ حوالي عشرة أيام. المشاركون في المؤتمر اتفقوا علي تشكيل لجنة للإصلاح الدستوري، تتكون من وفد حكومي و»وفد معارض واسع التمثيل، وذلك بغرض صياغة إصلاح دستوري يسهم في التسوية السياسية التي ترعاها الأممالمتحدة وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2254». المبعوث الأممي دي ميستورا أوضح أن اللجنة ستتضمن ممثلين من وفد المعارضة المشاركة في مفاوضات جنيف برعاية الأممالمتحدة، في إشارة إلي »هيئة التفاوض لقوي الثورة والمعارضة السورية» التي قاطعت مؤتمر سوتشي ورأي دي ميستورا أن المشاركين تبنوا »12 مبدأ» أقرت في عملية جنيف، مشيداً بالجهود التي بذلت خلال المؤتمر. البيان الختامي للمؤتمر لم يتطرق إلي مصير الرئيس السوري بشار الأسد واكتفي بالإشارة إلي أن الشعب السوري وحده يقرر مستقبله »عن طريق صناديق الاقتراع». كما نص علي »الالتزام الكامل بسيادة دولة سوريا واستقلالها وسلامتها الإقليمية ووحدتها أرضا وشعباً»، وعلي أن تكون دولة »غير طائفية تقوم علي التعددية السياسية». زعيم منصة موسكو للمعارضة السورية قدري جميل أكد أن مؤتمر سوتشي، سيعطي دفعة جديدة لمفاوضات جنيف حول الأزمة السورية. وقال جميل خلال مؤتمر صحفي في موسكو إن المؤتمر حقق نجاحا، تمثل في تبني الوثيقة الختامية وتشكيل اللجنة الدستورية»، منوها بأن المؤتمر شهد كثيرا من »المناقشات الحادة». وأشار جميل إلي أن »نجاح سوتشي يعني أن مفاوضات جنيف قد أنقذت، وأن عملية سياسية تؤمن المخرج من الأزمة باتت أقرب من أي وقت مضي، وأن كافة القوي الفاعلة في الأزمة السورية أعلنت استعدادها لبحث قضايا الدستور». جميل أضاف أيضا أن من نتائج مؤتمر سوتشي، أن روسيا فوّضت المبعوث الأممي الخاص إلي سوريا ستيفان دي ميستورا بإطلاق أعمال اللجنة الدستورية، التي قال جميل إن مجموعته ستشارك فيها. أما الخارجية السورية فقالت في بيان لها إن الجمهورية العربية السورية ترحب بنتائج المؤتمر الذي أثبت -علي حد وصفها - أن العملية السياسية في سوريا لا يمكن أن تبدأ وتستمر إلا بقيادة سوريا ودون أي تدخل خارجي، مضيفة أن البيان الختامي أكد علي إجماع السوريين علي التمسك بالثوابت الوطنية بما يتعلق بالحفاظ علي سيادة ووحدة سوريا أرضا وشعبا. وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف علق علي مغادرة عدد من المعارضة للمؤتمر قائلا إن جزءا من المعارضة السورية المتمركزة في إسطنبول غادر مؤتمر »سوتشي» لأسباب مصطنعة. مشيرا إلي أنه لم يكن هناك أي لقاء جمع المجموعات الرئيسية من المجتمع السوري علي هذا النطاق الواسع. أما نصر الحريري رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة، فأكد أن هيئة التفاوض لم تشارك في مؤتمر سوتشي سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وأن الاجتماع القادم للهيئة سيناقش مشاركة بعض الأعضاء بصفتهم الشخصية، ومن بين المشاركين في سوتشي قدري جميل وعلاء عرفات من منصة موسكو التي انضمت إلي الهيئة مؤخرا. وعن مخرجات المؤتمر أكد الحريري أن تشكيل »اللجنة الدستورية وضع في عهدة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا وفق القرار 2254، وستشمل طرفَي التفاوض الهيئة العليا ووفد النظام». وشدد علي تمسك الهيئة بالقرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن والخاص بسوريا، والقاضي بتشكيل هيئة حكم انتقالية، مشددا أنه لا يمكن القيام بأي عملية دستورية أو انتخابية دون مرحلة انتقالية تؤمن للسوريين بيئة مناسبة للتعبير عن رأيهم. وتحدث في نفس الوقت أن تشكيل »اللجنة الدستورية وممارسة عملها يتم فقط ضِمن مفاوضات الحل السياسي في جنيف تحت إطار الأممالمتحدة، أما الحديث عن اللجنة المُشكَّلة في سوتشي فلا يمكن القبول به.».وأوضح الحريري أن التوجه إلي جولة جنيف القادمة لتبيان ما إذا كان النظام سيدخل في العملية التفاوضية بشكل جدي ويستجيب لعملية الانتقال السياسي وتعديل الدستور. يبقي الحل السوري السوري والتوافق بين مختلف الأطياف سواء في الحكومة أو المعارضة والبعد عن تنفيذ أي مخططات دولية سواء بحسن أو بسوء نيه هو المخرج والحل الوحيد لهذه الأزمة التي لم يخسر فيها أحد سوي الشعب والدولة السورية فهل يضع الجميع المصلحة العليا للشعب والدولة نصب عينيه أم سيسير كل خلف أجندته الخاصة؟!