أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان «دي ميستورا»، بدء الانطلاق الرسمي للمفاوضات السورية في العاصمة السويسرية جنيف، مؤكدا أنه لا حل عسكريا للأزمة السورية، ومشددًا على أن الخيار الوحيد لحل الأزمة هو الحل السياسي. وأعرب دي ميستورا، في كلمة ألقاها خلال مراسم الافتتاح الرسمي لمؤتمر جنيف الرابع، عن أمله في أن يكون مقر الأممالمتحدة في جنيف منطلقا لحل الأزمة السورية، وإعادة الاستقرار إلى الدولة السورية التي شهدت معارك طاحنة الفترة الماضية. وأكد المبعوث الأممي إلى سوريا، أن الشعب السوري يريد مخرجًا من الكابوس الحالي، مشيرًا إلى أن الشعب يستحق مستقبلا يناسب تطلعاته، مضيفًا أن النزاع السوري أثر على المنطقة والعالم أجمع، علاوة على أن قرار وقف إطلاق النار يُعد قرار هش ولكنه قائم في سوريا، مشيرًا إلى أن الأممالمتحدة منحت الدعم لتركيز وقف إطلاق النار على مستوى سوريا. وأوضح دى ميستورا، خلال كلمته فى الجلسة، أن الأممالمتحدة بحاجة إلى دعم المشاركين للتوصل للحل، مشيرا إلى أن مجلس الأمن حث جميع الأطراف المُتناحرة على المشاركة في المفاوضات بدون شروط مسبقة، مؤكدا أنه تم إحراز تقدم كبير في الساعات الأخيرة فيما يتعلق بتشكيل وفد موحد للمعارضة السورية. وأشار المبعوث الأممى، إلى أن هناك تحديات عديدة تواجه اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، مناشدًا كل الأطراف بالعمل على نجاح وقف إطلاق النار، مؤكدا أن القرار 2254 يخول الأممالمتحدة جمع المعارضة والنظام للتفاوض على الانتقال السياسي بعد فترة الحروب والدمار، ويحدد جدول أعمال واضحًا يشمل الدستور والانتخابات. وأوضح دى ميستورا، أن عملية الانتقال السياسي سيقوم بها السوريون بدعم من الأممالمتحدة، مؤكدا أن المنظمة الأممية حققت تقدما تجاه تشكيل وفد موحد للمعارضة السورية، وأن المزيد من الموت والإرهاب واللاجئين والمعاناة هي نتيجة أي فشل لجنيف 4. وأكد دى ميستورا أن الجميع كان حاضرا في جلسة الافتتاح وكنا نسترشد بقرار مجلس الأمن رقم 2254، وأن المعارضة بشقيها السياسي والعسكري تشارك في المحادثات. وأضاف دي ميستورا، أن مهمة الأممالمتحدة الوساطة بين أطراف النزاع السوري، واعتزام إجراء بعض الاجتماعات الثنائية لكي أتحدث باستفاضة عن خطة العمل خلال جولة جنيف، مؤكدا أن وظيفتة هي أن يكون وسيطا يواصل تشجيع كل الأطراف على تنفيذ أحكام القرار رقم 2254. وأشار دى ميستورا إلى أنه سيجري غدا محادثات ثنائية مع أطراف النزاع السوري، مؤكدا أن أول عقبة تواجه المفاوضات هي انعدام الثقة ويمكن للوساطة هنا أن تساعد كثيرا. من جانبه، قال رئيس وفد الهيئة السورية العليا للتفاوض «نصر الحريري»: إنه لا معنى لأي تفاوض بدون وفد المعارضة ووفد النظام، مشيرًا إلى أن الهيئة العليا لن تهتم بالقضايا الشكلية. وأضاف الحريري، خلال كلمته فى الجلسة الافتتاحية لمحادثات جنيف «4»، أن الهيئة العليا السورية تأمل من منصتي القاهرة وموسكو أن تجعلا مصلحة الشعب السوري أولوياتها، مؤكدًا أنهم حضروا إلى جنيف بناءً على دعوة واضحة تتعلق بتنفيذ بيان جنيف والقرار 2254، قائلًا إن النظام السوري مستمر في الخرق للقرارات الدولية والمجتمع الدولي مستمر في التغاضي عنها. وأكد الحريري، أننا جئنا لنتحدث باسم كل المناطق السورية، وكل قرارات الأممالمتحدة جوهرها هو الانتقال السياسي، وأن قرار 1254 ينص على أن السوريين هم من يحددون ممثليهم، والسوريون اتفقوا على وفد واحد تمثله الهيئة العليا للمفاوضات، وأن وفد الهيئة العليا للمفاوضات يمثل كل السوريين. وأوضح الحريري، أن المجتمع الدولي يصمت على الجرائم التي ترتكب في حق الشعب السوري، ولابد من الانتهاء من العقبة الأساسية التي تواجهنا منذ سنوات، وهي الانتقال السياسي الحقيقي، مشيرا إلى أن الكرة اليوم في ملعب المبعوث الدولي والأممالمتحدة وعليه أن يلتزم بالالتزام الرئيس وهو الانتقال السياسي الحقيقي في سوريا.