رسالة إليكترونية تلقيتها بالأمس من القارئ السيد محمد سيد، هذا نصها: (للأسف فعلا مفيش صحفي مبيشتراش بالفلوس(..). كنت فاكرك من القلة النادرة اللي عندها رأي حر وطني شريف، ثم رأيتك تشترك في حملة تلميع هذا »الأفاق«). لا داعي للبحث والتنقيب عن الشخصية التي وصفها القارئ بلفظ صادم، جارح، ومعيب. فمنذ أيام كتبت مرتين عن الدكتور محمد البرادعي بمناسبة ما جاء في حديثه الطويل المنشور في صحيفة »الأخبار«. أهمية الحوار ترجع إلي أن د. البرادعي السفير المصري الأسبق، ومدير وكالة الطاقة الذرية الدولية السابق أحد المرشحين المحتملين لخوض الانتخابات الرئاسية. وأتصور أن الكاتب الصحفي لا يمكنه تجاهل هذا الحديث بالغ الأهمية، ومتابعة تصريحات وأحاديث وأفكار المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية.. وما أكثرهم حتي الآن. وهذا بالضبط ما فعلته، وأفعله الآن، وخلال معركة الانتخابات الرئاسية، وبعدها بإذن الله. لقد سبق أن كتبت عن السيد عمرو موسي السفير الأسبق، ووزير الخارجية الأسبق، والأمين العام لجامعة الدول العربية السابق أحد المرشحين المحتملين للمنصب الرئاسي. ركزت في كلماتي علي تصريحات لموسي توقفت عند بعضها، مؤيدا معظمها، بصفة عامة، كما علقت منتقدا بعضها. ثم كتبت عن البرادعي، وأنوي الكتابة تباعا عن د. العوا، والفريق شفيق، د. عبدالمنعم، ود. أيمن نور، وحمدين صباحي، وبثينة كامل، والمستشار مرتضي منصور، والمستشار البسطاويسي، والشيخ أبواسماعيل، والسفير الأشعل، وغيرهم.. القارئ السيد محمد سيد، لم يبادر بالاعتراض علي ما كتبته عن عمرو موسي، كما فعل مع ما كتبته منذ يومين عن د. محمد البرادعي. ربما لأن القارئ من مؤيدي ترشيح موسي وأعجبه كلامي عنه، في حين انتفض غضبا واتهمني وكل الصحفيين معي بأفظع الاتهامات، لا لشيء إلا لأنني شاركت حسب فهمه في حملة تلميع البرادعي الذي يرفض كما يبدو ترشيحه المحتمل في الانتخابات الرئاسية! وإذا كان هذا موقف القارئ الديكتاتور من أية كلمة تكتب، أو تعلن، يجدها »مدحا« و»تلميعا« لمن يرفض ترشيحه، فلا يتردد في تجريحه واتهامه بشراء قلم كاتبها وصوت ناطقها(..) فإنني أتوقع أن تزداد ديكتاتورية هذا القارئ عندما يتابع ما سأكتبه تباعا عن آرائي في مواقف باقي المرشحين مؤيدا بعضها، ومعترضا علي بعضها الآخر والويل كل الويل لي إذا اكتشف أنني قمت ب»تلميع« واحد أو أكثر من بين المرشحين المنافسين لمرشحه الأوحد الذي لم يحدده في رسالته الشتامة! لم تزعجني كلمات واتهامات القارئ محمد سيد. علي العكس فإنني أشفق عليه وعلي أي مواطن مثله يعيش في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين ورغم ذلك لا يعرف، ولم يسمع، مبدأ احترام الرأي والرأي الآخر! ويصر في الوقت نفسه علي مبدأ آخر يقضي بأن من ليس معي فهو ضدي! عزائي.. ان هؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم.. وأتمني أن يسارعوا بالتخلص مما هم عليه، وفيه.