أمة »إقرأ» لا تقرأ ! 0٫6 ٪ هو نصيب العالم العربي من حركة النشر في العالم والتي يبلغ حجم التجارة بها 360 مليار دولار في السنة.. هذا ما ذكره إبراهيم المعلم أكبر ناشر في المنطقة العربية في لقاء تليفزيوني له بمناسبة افتتاح معرض الكتاب.. وقبل أن نبرر هذا الرقم الضئيل جداً بأن القارئ اتجه إلي الكتاب الرقمي عوضاً عن الكتاب الورقي يلحقنا إبراهيم المعلم بمعلومة أخري تقول أن مبيعات مصر من الكتاب الرقمي بالنسبة للعالم 1٪ فقط.. نصفهم من مصر و30٪ من أمريكا و20٪ من باقي دول العالم العربي. وملخص الكلام أن الأمة التي صدر لها أول أمر إلهي بالقراءة لا تقرأ ولا تشتري الكتب ولكنها تدفع الغالي والرخيص في الرغي والثرثرة كما هو الحال في مصر مثلاً والتي يسدد فيها 92٫5 مليون مشترك في خدمة المحمول حوالي 20 مليار جنيه سنويا للمكالمات في حين لا يخرج من هؤلاء الملايين ولو بضع جنيهات لشراء كتاب أو صحيفة.. ولأن القراءة مرتبطة بالتعليم ولأن التعليم هو قاطرة التقدم والرقي فلنا أن نستخلص ونعرف موقفنا الآن علي خريطة الحاضر وما ينتظرنا في المستقبل مع غياب القراءة والتعليم. لقد كان معرض الكتاب في الماضي عرسا ثقافيا ينتظره ويحتفي به الملايين من الزوار للتعرف علي الجديد في عالم الكتب وكانت الدولة قد بدأت مهرجان »القراءة للجميع» عام 1991 برعاية السيدة سوزان مبارك والتي يحسب لها هذا العمل والذي تم من خلاله التوسع في نشر الكتب وطبع الملايين منها بمشروع مكتبة الأسرة بأسعار مخفضة مع افتتاح المكتبات المتنقلة والركن الأخضر واقرأ لطفلك. وللأسف لأن الفكرة كانت مرتبطة بصاحبتها فقد خبت وانزوت مع شخصها لتبقي لنا مشكلة القراءة والثقافة يتوارثها وزير بعد وزير.