• مازال هناك إقبال على كتب نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم • مبيعات الكتب الإلكترونية في مصر لا تتعدى 1% • حجم حركة النشر في العالم العربي بأسره يبلغ 0.6% • ارتفاع حجم النشر والتوزيع بشكل غير مسبوق آخر 10 سنوات • الرواية في عصرها الذهبي الآن • «الشروق» حققت نجاحات كبيرة وصمود أمام شائعات كثيرة قال المهندس إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «الشروق»، إن معرض القاهرة للكتاب يعد أهم وأكبر المعارض العربية وأكثرهم نجاحًا؛ بسبب القوى الناعمة المصرية في الثقافة والنشر والتأليف وأهم من كل ذلك، القراء وأعدادهم. وأضاف «المعلم»، خلال لقائه ببرنامج «المصري أفندي»، المذاع عبر فضائية «القاهرة والناس»، مع الإعلامي محمد علي خير، أمس الأحد، أنه لا يوجد معرض للكتاب في العالم العربي تُتاح له فرصة تواجد مثل هذا العدد الهائل من القراء من مختلف الأعمار والتخصصات والاهتمامات، الذين يحضرون من مختلف المدن، مثل معرض القاهرة للكتاب، الذي يحضره الكثيرين من خارج القاهرة، وليس قاطنيها فقط، حتى إن هناك قراء يأتون من خارج مصر خصيصًا لزيارة المعرض. وتابع أنه بالرغم من وجود معارض في العالم العربي تتفوق في التنظيم وحسن الإعداد والإبهار، على معرض القاهرة، إلا أنهم ليس لديهم هذا العدد الهائل المحب للكتاب والقراءة، اللذين لديهم رغبة دائمة في الاطلاع على كل جديد من مصر والعالم العربي بأسره، موضحًا: «معرض القاهرة يتفوق على نظرائه في ذلك، وقوة المعرض تقاس بقوة الحضور». واستطرد: «رغم كل الظروف والملابسات التي تحدث فأحيانًا تحل ظروف مناخية وأخرى عامة، ونشعر أن المعرض لن ينجح كما يجب، لكن نُفاجأ بحضور القراء وخصوصًا الشباب والشابات»، مضيفًا أن هناك ظاهرة وهي أن عدد القراء من الشابات أكثر من الشباب. وأكد أن هناك إقبال كبير من الشباب على الحضور وشراء الكتب؛ لرغبتهم في المعرفة والاطلاع على الجديد، بالإضافة إلى مقابلة المؤلفين. وذكر رئيس مجلس إدارة مؤسسة «الشروق»، أنه مازال هناك إقبال على كتب نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، متابعًا: «هناك شباب جديد يقبل على قراءة كتب نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، ومن سعادتهم يلتقطون صور مع أغلفة الكتب وينشرونها عبر السوشيال ميديا». وأوضح أنه تم تغيير شكل أغلفة كتب نجيب محفوظ؛ حتى تناسب العصر الراهن، بيد الفنان التشكيلي حلمي التوني، الذي وصفه بأنه فنان عالمي في فن إخراج الكتاب وكتب الأطفال، في غضون عام، مضيفًا: «من أسعد اللحظات في مسيرتي الطويلة في النشر، حينما اتصل بي نجيب محفوظ، وقال لي وسألني (هل تقبل أن تنشر كتبي رغم أنهم يقولون إنها لم تعد تُقرأ أو تُباع؟)، وهو ما اعتبرته تتويج لي، أجبته بتلك الكلمات (العفو، كتبك بتُقرا وتُباع وكلما سيزداد التعليم ونتقدم حضاريًا كلما سندرك قيمة هذه الكتب أكثر وتباع أكثر ومستقبلها سيكون أكبر». وأردف المهندس إبراهيم المعلم، إن مصر تخلفت عن العالم في الطباعة الورقية ب400 عام، موضحًا أن العالم بدأ النشر الحديث كتب وبضاعة منذ عام 1450م، مصر بدأت في 1850م، أي بعدها ب400 عام. وأكمل أن العالم يخطو الآن نحو اتجاه جديد وهو النشر الإلكتروني والكتاب الرقمي، متسائلًا: «هل ننتظر حتى نتخلف عن الجميع، أم نبدأ في التعلم والمغامرة؟». ونوه أن ما يُقال عن اكتساح الكتاب الرقمي بشكل كلي، مجرد كلام تقريبي وكليشيهات ليس لها علاقة بالمعنى الحقيقي، مستطردًا أن الكتاب الرقمي وصل منذ عامين في أمريكا لأعلى مستوى للكتاب الورقي بنسبة 20%، وبدأت في الانخفاض منذ العام الماضي، بينما لم تصل إلى 20% في أوروبا، أما في مصر لا تتعدى 1%. ولفت إلى أنه يتم وضع الكتب على المواقع الإلكترونية الخاصة ببيع الكتب مثل «أمازون» و«جوجل بلاي» و«كتبي»، مؤكدًا أن نسبة مبيعات الكتب والروايات الأكثر نجاحًا، مثل روايات أحمد مراد، ومذكرات عمرو موسى، وكتب رضوى عاشور، لا تتعدى 1% على الإنترنت، بواقع 0.50% من مصر، و0.30% من أوروبا وأمريكا، و0.20% من العالم العربي، رغم أن النسخة الإلكترونية ثمنها يصل إلى نصف الورقي. وقال «المعلم»، إن ال10 سنوات الأخيرة، شهدت ارتفاع في حجم النشر والتوزيع وقراءة الكتب بمعدلات ليس لها سابقة في الخمسين عامًا الماضية، مضيفًا أن هذه المعدلات بلغت ذروتها في 2010، والإقبال على الشراء كان متزايدًا من فئة الشباب؛ لما شاهده هذا التوقيت لبداية انفجارات فكرية وأدبية، حيث إن تحسن المستوى الاقتصادي للطبقة المتوسطة يساهم بشكل كبير تحسن صناعة النشر والإنتاج الفني بشكل عام، نظرًا أن الطبقة المتوسطة هي الأكثر ميلًا للقراءة والذهاب للسينما. وأضاف أن هناك أمل للأجيال القادمة بتعويض نقص التعليم الحكومي بالانفتاح على العالم من خلال وسائل الإنترنت، التي قد تعلمهم أحيانًا أشياء سلبية، وأكثر منها إيجابية، مستطردًا أن الإنترنت سهل وسائل التعليم وغير من شكل المكتبة. وأشار إلى ملاقاة كتاب «عمارة يعقوبيان»، للكاتب الصحفي علاء الأسواني، في 2004، إقبال هائل، متابعًا: «الكثيرون قرأوا الكتاب واستمتعوا به، وبدأوا في قراءة المزيد له ولغيره من الكُتاب، بعدها زاد الإقبال على قراءة كتب توفيق الحكيم، نجيب محفوظ، بهاء طاهر، لأن جو القراءة زاد». واستطرد: «كنا أحيانًا في حفلات توقيع الكتب لا يحضر أكثر من 30 شخصًا، لكن 2010، فوجئنا بحضور 1200 شخص في إحدى الحفلات، ما جعلنا نضطر لنقل الحفل إلى ساقية الصاوي». وقال رئيس مجلس إدارة مؤسسة «الشروق»، إن هناك طفرة في الأجيال الصاعدة في فن كتابة الرواية لم تحدث من قبل، مؤكدًا أن الرواية في عصرها الذهبي الآن من حيث الإقبال والتأليف. وأكد أن هناك أجيال صاعدة متألقة وأجيال متوسطة، وهناك العديد من الأسماء تحقق أرقام بالنسبة للعالم قليلة لكنها بالنسبة لدار النشر هي غير مسبوقة، لافتًا إلى أن هناك أدباء تُترجم كتبهم إلى ما يقرب وأحيانًا يزيد على 40 لغة، مثل كتب علاء الأسواني، يوسف زيدان، بهاء طاهر، نجيب محفوظ. وأشار إلى أن الكتب السياسية ليس عليها إقبال كبير، بعكس الكتب التي يضم محتواها أسرار، وهي في الغالب تكون سير ذاتية، مشيرًا إلى كتاب «أسرار المفردات السرية بين العرب وإسرائيل»، للكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل، الذي كان الأكثر مبيعًا في 2010، ومذكرات عمرو موسى «الكتابية»، التي تم إصدار 3 طبعات منها في أقل من 6 شهور. وتابع: «ننشر للقمم والشباب الصغير، ونشرنا بالفعل كتب لمؤلفين لم يسبق لهم النشر من قبل، والفيصل هو الجودة، فليس مهم سن المؤلف أو مركزه الأهم هو جودة النص المُؤلف، ومن وظيفتي كناشر بقدر ما أستطيع أن أساعد في صناعة نجومية الكاتب». وأوضح المهندس إبراهيم المعلم، أن العديد من الصحف الورقية تخسر وتلجأ إلى النشر الإلكتروني، متابعًا أن جريدة «الشروق» التي يرأس تحريرها الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، واحدة من الصحف القوية في مصر ولديها قرائها. وقال إن «الشروق» حققت نجاحات كبيرة جدًا خاصة في الاحترام والصمود أمام الشائعات والحملات المغرضة الكاذبة، التي أثرت على بعض الأناس وصدقوها، لكن في النهاية، حينما يأتي الأمر لمراكز الأبحاث وكبار المسؤولين في الحكومة والجامعات، تجد أن «الشروق» هي التقدير الحقيقي للموضوعية والرصانة بقدر الإمكان، والآراء المتنوعة التي لها صقل ومعنى وإفادة للمجتمع. وذكر أن صحيفتي «الشروق» و«المصري اليوم» هما الجريدتان اللتان تستحقان الاحترام في سوق الصحف اليوم، مؤكدًا أن هناك تقدير بالغ من كل المراكز البحثية والدراسات والمسؤولين والمتابعين من الخارج للشأن المصري لجريدتي «الشروق» و«المصري اليوم» لأنهما يعبران عما يحدث في مصر. وتابع أنه إذا توقف هذا الهجوم الشرس الكاذب وكل هذه الشائعات، ستحقق الجريدة أرباح، موضحًا أن المؤسسة هي شركة مساهمة ويمكن أن تُباع وتُشترى، لكنها عزيزة على نفوس جميع العاملين بها. وأشار إلى تكبد الجريدة خسائر بقيمة 100 مليون جنيه، من غلق أحد المصانع التابعة للمؤسسة في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، دون أسباب حقيقية، مضيفًا أن هذه الجريدة أجرت له الكثير من المتاعب والإساءات والتشهير أيضًا. وأكد أنه لا توجد أي صحف معارضة في مصر، متابعًا: «لما يبقى رأيك أنك تعمل حاجة بشكل مختلف، دي مش معارضة، المعارضة شيء يختلف نهائيًا عن ذلك». وذكر أن المحررين في الجريدة أصحاب رأي وقرار، ويناقشوه في الاجتماعات التي يجريها معهم بأريحية ويعارضوه أيضًا في بعض الأشياء، مستطردًا: «حينما تُكتب مقالة جيدة وتنال إعجاب القراء يتوجهوا بالشكر للكاتب، وحينما لا تحظى بإعجابهم يهاجمونني أنا، علمًا بأنني أحد المساهمين، وأتمنى في عيدنا في فبراير، أن يتولى شخص آخر رئاسة مجلس إدارة الجريدة». وصرح «المعلم» إنه كان يتمنى أن تنشر دار «الشروق» أعمال للأديب السوداني الراحل الطيب صالح، والأديب الفلسطيني الأمريكي الراحل إدوارد سعيد، والأديب السعودي الراحل عبد الرحمن المنيف. وأضاف أن الشروق طبعت حتى الآن ما يزيد على 11 ألف كتابًا، من 70 حتى 90 مليون نسخة، مؤكدًا أن عدد النسخ الأكبر تعود لكتب الأطفال. وذكر أن مكتبات الخليج كانت تستورد الكتب من مصر، من ثم انقطعت عن الأمر، متابعًا: «تساءلت في هذا الشأن وسألت أحد الأمراء العرب وقال لي إن شراء الكُتاب أرخص وأفعل من شراء الكتب».