لم تكتف الصين بالتفنين في تقليد السلع والماركات العالمية من مختلف انواع المنتجات واغراق اسواق معظم دول العالم بها ولكنها فجرت مفاجأة من العيار الثقيل منذ ايام عندما اعلنت عن اقامة نسخة »طبق الاصل« من احدي المدن النمساوية علي الأراضي الصينية بنفس مقاييس وتصميم مباني وشوارع المدينة الاصلية.. بل وبحيراتها ومرتفعاتها الطبيعية. وذلك بعد ان نجحت الصين في انشاء منطقة مشابهة تماما لمنطقة اهرامات الجيزة المصرية بكل تفاصيلها بإحدي مقاطعاتها.. ولان الفكرة صادمة فقد حظيت بالعديد من المناقشات والحوارات داخل الصين وعلي مستوي العالم.. فهناك من ايدها وعلل اسباب ذلك بأنها ستكون وسيلة سهلة ورخيصة للصينيين يتعرفون من خلالها علي مزارات العالم السياحية واماكنها الطبيعية دون الحاجة الي السفر للدول صاحبة هذه المواقع اما المعارضون للفكرة فقالوا ان مشروع نقل المناطق السياحية واهم المعالم التاريخية والطبيعية من دول العالم للصين سوف يفقدها هويتها الاساسية فضلا عن الخسارة التي سيتسبب فيها لدول العالم نتيجة لفقد الحركة السياحية الوافدة لزيارة المواقع التي تم استنساخها ونقلها للصين. ما زالت الفكرة الصينية محل نقاش عالمي بين الخبراء والمهتمين بصناعة السياحة وجمعيات المجتمع المدني للحفاظ علي التراث والثقافة. ولكني أري ان هذه التجربة غير المسبوقة في العالم تعبر عن ذكاء متميز لخبراء النمر الاسيوي الجامح وفي نفس الوقت هي نوع جديد من القرصنة.