صلي الفجر وودع زوجته ووضع قبلاته الهادئة علي جبين أطفاله الثلاث وهم نيام خشية استيقاظهم ثم حمل حقيبته متجها من قريته ميت لوزة مركز المنصورة الي عمله بمحافظة الجيزة قاطعا مسافة تقدر بحوالي 150 كم. لم يكن يدرك أنها الرحلة الأخيرة بعد 18 عاما من عمله بالشرطة كان خلالها نموذجا للانضباط والبسالة والاقدام.. لم يتخلف مرة واحدة عن أداء مهمة كلف بها مهما كانت مخاطره.. حاز علي ثقة رؤسائه وزملائه علاوة علي احترام أصدقائه وأبناء قريته. فور وصوله لمقر عمله تسلم مهمته في أحد الأكمنة الثابتة بالمنطقة الأثرية بالهرم وماهي الا دقائق حتي اغتالته يد الارهاب الأسود لتسيل دماؤه الزكية دفاعاعن أمن وأمان الوطن وذلك في 27 نوفمبر 2017. أمين الشرطة البطل الشهيد مجدي إبراهيم عبدالعظيم محمد.. »الأخبار» التقت أسرته.. زوجته ماجدة محمد 32 سنة الحاصلة علي دبلوم الزراعة تتحدث والدموع تنهمر من عينيها قائلة: منهم لله.. الارهابيون رملوني مبكرا ويتموا أطفالنا الثلاثة وتركونا في مهب الريح نواجه ظروف الحياة القاسية. مجدي كان رجلا بمعني الكلمة لا يتردد في مساعدة أحد قريب أو غريب كما كان نعم الابن فكان بارا بأمه كما كان نعم الزوج والأب لم نطلب منه شيئا وتردد في تلبيته. وتضيف: كان حريصا علي تحفيظ أولاده القرآن الكريم سواء نوران وهي بالصف الخامس الابتدائي أو ابراهيم وهو بالصف الثالث الابتدائي أو الأصغر محمد وهو بالصف الأول الابتدائي .. وكان سعيدا جدا بتفوقهم في حفظ القرآن حيث كانت نوران قد أوشكت علي حفظ نصف القرآن ووعدها بخاتم ذهب وكان يشجعها دائما وكانت أمنيته أن يحفظ الأولاد القرآن ويتفوقوا في التعليم ليتمتعوا بالخلق والعلم وكان حريصا علي غرس القيم النبيلة في نفوسهم خاصة الصدق والأمانة وحب جيرانهم وزملائهم. وتشير إلي أن زوجها كان طيبا للغاية يعامل الجميع بكل أدب واحترام وطول مدة زواجهما لم يغضبها يوما ورحل بسبب الارهاب بعد ان اغتالته يد الخسة والندالة وتركني واطفاله نواجه مصيرنا في الحياة. أما والدته هانم أحمد عبدالفتاح 55 سنة ربة منزل فتقول : منذ استشهاد مجدي كما كان يحب أن أنادي عليه ونحن في مرار فقد قامت مجموعة مسلحة من حسم الاخوانية يستقلون دراجة بخارية باطلاق النار عليه.. لم أصدق في بادئ الأمر الخبر.. لكني عدت وتذكرت كلماته وهو يقول لي : يا أمي عمري هيكون قصير.. وكأن القدر كان يناديه عندما ذهب لتأدية عمله كالمعتاد لكنه عاد جثة هامدة علي أيدي الارهابيين الذين لا دين لهم ولا ملة وكنت غير مصدقة خبر استشهاده عندما بلغوني وكأنني كنت احلم لكن الله اعطاني الصبر والصلابة في هذا اليوم وكنت محتسبة وثابته لانني اعرف ان نجلي في منزله افضل مما كان عليها في الدنيا مع الصديقين والشهداء والابرار. لكن كل ماشوف ولاده قلبي بيتقطع.. منهم لله لو يعلم هؤلاء المجرمون قدر جريمتهم لماتوا خجلا لكنهم ليسوا بشرا.. وتشير الي أن وزارة الداخلية تتواصل معهم في الاعياد والمناسبات لكن هذا لا يكفي وتطالب الوزارة بتعيين زوجة ابنها الشهيد حتي تتمكن من تحمل كافة أعباء تربية أبنائها حيث لا تملك سوي المعاش. وهي شابة تستطيع العمل ويكفيها تجرعها مرارة فراق زوجها وقيامها بواجب الأب والأم مع أولادها.وتمنت الأم أن تلتقي بابنها في مستقر رحمة الله في الفردوس الأعلي بالجنة .