ونحن إذ نستهل عاماً جديداً نتوسمه يأتي لمصر بكل الخير ولأبنائها بكل ما يطمحون إليه،نأمل في عودة مصر إلي مكانتها علي خريطة السياحة العالمية لاسيما في ضوء ما أعلنته روسيا من استئناف الرحلات الجوية بين القاهرة وموسكو،وتدفق الاستثمارات وإتاحة فرص عمل جديدة،واضعا ًمصر في موضع الشراكة والندية مع المجتمع الأوروبي وباقي العالم شرقه وغربه دون أن يخل ذلك بالتلاحم العربي المصري. ولعلنا نكون غير مبتعدين عن الواقع في طموحاتنا التي ترنو لتحقيق الانجازات المرتقبة التي يشكل ما تحقق منها عام 2017 منصة انطلاق للمزيد من الانجازات عام 2018 وما بعده : إقبال الدول الكبري علي رأسها الصينوروسيا والاتحاد الأوروبي في إقامة مشروعات وصناعات ثقيلة تتمشي مع حركة النقل في هذا الممر المائي الذي بدايته ممر آخر، وكذا الاستثمار في إقامة صوامع ومخازن مبردة بما ينشيء بورصة عالمية للحبوب والدواجن واللحوم المجمدة مما يعد بديلاً للسفن الهائمة في البحار بهذه البضائع انتظاراً لمشتر لها تتوجه إليه لتفريغ حمولتها وبذا يثبت واقعا جديدا بأن منطقة القناة ستكون المثلي في التبادل السلعي مع الدول لتوسط مركزها العالمي وكذا توفير الكلفة العالمية لإبحار السفن حاملة لهذه البضائع مما يجعل من هذا المحور منافساً قوياً لكل من جبل علي الخليجي وميناء برينديزي الإيطالي. العاصمة الإدارية الجديدة والتي تمثل طفرة في التنمية العمرانية ستسهم بحجمها هذا في نقل جانب من سكان القاهرة الكبري لا يقل عن 30% بما يعالج مشكلة المرور والمواصلات بالقاهرة الكبري وكذا نقل طموح الشباب وجانب من العشوائيات وقوي الشعب العاملة بالمصانع لهذه العاصمة الجديدة ومحورها لمقابلة فرص عمل جديدة تنتظرهم بها بالإضافة إلي أن هذا المحور سيمتد زراعياً ليتلاقي مع أفرع النيل المتجهة شرقاً بما يزيد من الرقعة الزراعية التي ستمد القاهرة الكبري والعاصمة الإدارية الجديدة بالخضراوات بما يحقق نسبة أفضل من الكفاية ومن ثم انخفاض الأسعار. إنشاء خطوط السكك الحديدية الجديدة ومدها لحدود السودان وتوشكي بالتالي وكذا موانئ البحر الأحمر من شأنه أن يحل الكثير من المشاكل الاقتصادية التي جثمت علي صدر مصر لعقود طويلة نذكر منها علي سبيل المثال تحقيق الاستفادة السمكية من بحيرة ناصر والاستفادة من الإمكانيات المعطلة لتوشكي وهذا قليل من كثير. إن إنشاء شبكة الطرق السريعة بطول 4700 كيلو متر انطلاقة لحركة التوسع العمراني والإنشائي لمصر بما في ذلك الربط السلعي بين مختلف المحافظات بما من شأنه أن يحدث رواجاً تجارياً بجانب فوائده العمرانية. أما برنامج مصر الطموح من استصلاح مليون ونصف فدان بما يحويه من تحقيق نسبة أعلي من الكفاية في إنتاج القمح بعد أن أصبحت مصر المستورد الأكبر عالمياً للقمح ومن ثم تستورد خبزها بما اكتنف ذلك من أخطار شهدنا بعضها،ويكفينا أن نعلم أن مصر علي امتداد 50 عاماً مضت لم تتوسع رقعتها الزراعية سوي بمليون فدان،أما الخمسون عاماً التي سبقتها فلم تزد الرقعة الزراعية عن نصف مليون فدان،إلا أن جزءاً لا بأس به من هذه الزيادة تراجع بفعل ظاهرة التصحر والتي لم يحسن التصدي لها في حينها. بقي أن نشير إلي أن المعدن الأصيل للشعب المصري بجميع فئاته صاحب الحضارة الضاربة في التاريخ يحوي من المعاني السامية والذكاء الفطري الذي تجلي في تلاحم الشعب بجميع فئاته شجباً للاعتداء الآثم علي المصلين بمسجد الروضة بالعريش وكذا التلاحم الوطني علي كافة مستوياته في مواجهة قرار ترامب اعتبار القدس عاصمةً لإسرائيل والتوجه نحو التكاتف من أجل إقامة الدولة الفلسطينية في إطار حل الدولتين بالاعتراف بالقدسالشرقية عاصمة دولة فلسطين الحرة المستقلة،..وكأنني أري في مصر الغد شريطاً يعيد صور أمجادها من الملوك والرؤساء والحكام ليعيدوا أمجادها مرة أخري،فأطياف أحمس ورمسيس الثاني وأخناتون وتحتمس ومحمد علي وطلعت حرب تمر جميعها أمامي اليوم ملقية تحية وسلاما علينا وعلي أرض مصر التي عرفناها وإن كره الكارهون. فكأن لمصر أصابع ذهبية اكتشفها وفعلها قائد المسيرة الرئيس عبد الفتاح السيسي فنري تلك الأصابع تؤتي تمويلاً ودعماً ونجاحاً وذهباً أينما وضعت ولا تسألن عن السبب فهي موهبة إلهية فتتحقق في عصر دون عصر وزمن دون زمن ورئاسة دون رئاسة. فتلك هي مصر بماضيها وحاضرها ومستقبلها صاحبة الحضارة والتراث والقدرة علي صناعة المستقبل متخطية الصعاب ومتغلبة علي كافة التحديات.وتبقي مصر فوق الجميع ملاذاً لكل أبنائها. • رئيس مجلس الأعمال المصري الألماني