إذا نظرنا إلي واقع الحال فنجد أن عدداً من المشروعات القومية دخلت حيز التنفيذ مع الحفاظ علي برنامج زمني ملتزم علي رأسها مشروع قناة السويس الجديدة ها نحن نودع عاماً تميز بسرعة الوقع وتلاحق الأحداث وسجل فيه انتصارات وهزائم وظهر في الساحة أصحاب بطولات وأصحاب هنات وسقطات بدت مع اختلاف التوجه والمضمون مع إفراط في المسميات والنعوت. وواقع حال عام مضي يؤكد العودة القوية لمصر علي الساحتين الإقليمية والدولية وإعلاء لشأن الشعور الوطني الذي لم يكن موضع شك في لحظة من اللحظات إذ ظل موجوداً في وجدان الشعب المصري وتثبت نجاحه بقوة في انجاز ابرز استحقاقين تمثلا في إقرار الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية وهو ما أكد وضوح الثقة في برنامج خارطة الطريق الآخذ في التقدم بخطي حثيثة نحو الانجاز الكامل. والأمر ليس بخاف من أن تكليف الحكومة بتكليفات جديدة في ظل ما يطرأ علي الساحة من مستجدات هو أمر يزيد من الثقة في التوجه العام للدولة، إذ إن هذه التكليفات تشكل عبئاً إضافياً علي جانب الإنفاق إلا أن لها فائدة محققة علي جانب الإيراد وهي أمور ليست خافية علي أحد. وعلي الرغم مما تعرض له الاقتصاد المصري من معوقات وما اعتراه من أنواء وعواصف عام 2014أنذرت بالخطر كل الخطر في أن يدخل الاقتصاد المصري في دائرة التباطؤ والركود البغيضة إلا أنه سرعان ما بدأ في التعافي فوجدنا تماسكاً للاحتياطي النقدي الأجنبي مشكلاً خطاً دفاعياً مقبولاً. وإذا نظرنا إلي واقع الحال من خلال ما تحقق في الأشهر القليلة الماضية فنجد أن عدداً من المشروعات القومية دخلت حيز التنفيذ مع الحفاظ علي برنامج زمني ملتزم علي رأسها مشروع قناة السويس الجديدة الذي التف حوله المصريون من خلال الإسهام بجمع 64 مليار جنيه في أسبوع واحد مول من كل فئات الشعب في ملحمة أشاد بها صندوق النقد الدولي ومؤسسة بلومبرج باعتبارها ظاهرة غير مسبوقة،وكذا عدد من مشروعات الإسكان واستصلاح الأراضي وإنشاء الطرق ،وخطة شاملة أعلنتها الحكومة للإصلاح الإداري والتصدي لقضية الدعم خاصة دعم الطاقة والمواد البترولية وأخيراً مواجهة فساد منظومة رغيف الخبز والسلع التموينية ،وبجرأة وأسلوب علمي تم وصول الدعم لمستحقيه وترشيد أكثر من30%من تكلفة الدعم،وهو ما يؤكد أن الملف الاقتصادي يسير نحو الأفضل ذلك الملف الذي يحوي في جنباته التدريب والتأهيل والتشغيل والحد من البطالة ورفع مستوي المعيشة لكتيبة القوي العاملة والمنتجة وكذا ملف المسئولية الاجتماعية الواقعة علي القطاع الصناعي والقطاع الانتاجي. ولي أن استرشد في هذا المجال بالمقولة الشهيرة"أن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف" حيث يتثبت معناها من ظاهر القول ومن منظوري الشخصي بأنها القوة الاقتصادية للفرد والمؤسسة والدولة أخذاً وعطاء انتاجاً واقتصاداً،توليداً لفوائض يعاد ضخها لمصلحة الفرد والمؤسسة والمجتمع وبذا يصبح المواطن القوي خير من المواطن الضعيف في نفع أمته لتصبح عزيزة بين الدول وتلحق بركب التقدم قبل أن تفقد البوصلة والتوجه وتضيع منها المسافات والحقب الزمنية. ونحن إذ نستشرف عاماً جديداً نتوسمه يأتي لمصر بكل الخير ولأبنائها بكل ما يطمحون إليه، نأمل في عودة مصر إلي مكانتها علي خريطة السياحة العالمية وتدفق الاستثمارات وإتاحة فرص عمل جديدة وكذا تصحيح مسار المسيرة العمالية، واضعا ً مصر في موضع الشراكة والندية مع المجتمع الاوروبي وباقي العالم شرقه وغربه دون أن يخل بالتلاحم العربي المصري الذي بدأت بشائره تتكامل عناصر قوتها لتضع العرب في موضع أفضل أمام العالم. ولعلنا نكون غير مبتعدين عن الواقع في طموحاتنا التي ترنو لتحقيق الانجازات التالية في خلال المستقبل القريب الذي لا يتعدي عاما ونيف العام: 1 افتتاح قناة السويس الجديدة وما يتبع ذلك من تنمية محور القناة والبدء في مشروعات صناعية وتعدينية كثيرة، مما سيحول منطقة القناة لمنطقة جاذبة للاستثمارات الخارجية. 2 عقد المؤتمر الاقتصادي الدولي بشرم الشيخ وجذب المزيد من الاستثمارات العربية والأجنبية خاصة في مجالات الكهرباء والبنية التحتية،مما سيشكل هذا قفزة اقتصادية تعيد التوازن للاقتصاد المصري. 3 تتويج خريطة الطريق التي وضعها الشعب المصري في3يوليو الماضي بإجراء الانتخابات البرلمانية وبدء مرحلة جديدة من الاستقرار السياسي. 4 البدء في تنفيذ المشروع القومي لتحويل مصر إلي مركز لوجيستي عالمي للحبوب والغلال بميناء دمياط الجديد والذي يجعل مصر محوراً دولياً كبيراً لتداول وتخزين وتجارة الحبوب والسلع الغذائية مما يساهم في توفير احتياجات السوق المحلية وتأمين الاحتياطي الاستراتيجي لتلك السلع وإمداد الأسواق الإقليمية المحيطة منها. 5 إنجاز مشروع الربط الكهربائي بين مصر والمملكة العربية السعودية،مع إدخال الفحم في الصناعات كثيفة الطاقة مثل الأسمنت والأسمدة والحديد بما يعكس الأمل في الانتهاء من أزمة الطاقة. 6 في ظل التضحيات الكبيرة لرجال الجيش والشرطة سيكون العام الجديد عام نزوح الإرهاب البغيض عن مصر وعلي وجه الخصوص سيناء الحبيبة. 7 انتخاب مصر عضوا غير دائم في مجلس الأمن. 8 البدء في إنشاء أكبر مدينة عالمية تجارية ترفيهية للسياحة والتسوق بالإسماعيلية لتكون البداية في تعمير سيناء وانطلاقة مواكبة لمشروع محور قناة السويس. أخيراً وليس آخراً لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ومعركتنا هذه هي معركة الإنتاج والنماء والكفاية في الإنتاج والعدالة في توزيع فرص العمل وعناصر الثروة القومية لذا فهي معركة الكرامة لكل الشعب.. شعباً أبياً يعتز بقدرته.. بريادته.. بوطنيته. www.naderriad.com