وجهت عشرة مقالات متتالية الي المجلس الاعلي للقوات المسلحة.. هادفا المستقبل تارة وهادفا الكشف عن السلبيات تارة اخري، وتحددت المقالات في مجالات »التعليم والاعلام والثقافة والآثار والمتاحف« وفيما يتعلق بالقضايا المهمة التي لم تلق اهتماما من وزراء الحكومة الاسبق.. حكومة نظيف المحبوس.. واعدت مشروعات لبعض هذه القضايا كالآثار والمتاحف وسبل النهوض بها وكيفية التأمين عليها بشريا وايضا اليكترونيا بجميع الوسائل والنظم الحديثة.. مضافا الي ذلك مشروع لكيفية الاستفادة من كنوز مصر الأثرية تحت عنوان »آثار مصر والاستثمار الاقتصادي« ثم تأتي علينا وسائل الاعلام بأخبار تشير الي علامات استفهام كثيرة حول »زيارة وفد امريكا« والاجتماع مع الدكتور زاهي حواس وزير الدولة لشئون الآثار، لمناقشة مشروع امريكي للتأمين علي الآثار ضد السرقة والنهب وغيرها!؟ استفزني شخصيا هذا الخبر الذي تناولته جميع اجهزة الاعلام.. كأن مصر خلت من الخبرات العلمية في مجال علوم الآثار والمتاحف وما تتطلبه من تأمين وصيانة وترميم وبحوث وانشاء مراكز علمية للآثار.. الخ الذي ضاعف من استفزازي بأنني قدمت مشروعا متكاملا مكونا من سبعة أجزاء للمجلس الأعلي للآثار برئاسة فاروق حسني الوزير الاسبق للثقافة وعرض علي المجلس وتمت الموافقة عليه وعرضه الوزير الاسبق علي مجلس الشعب ليتباهي به وللدفاع عن نفسه خلال الاستجوابات المتلاحقة عليه من قبل بعض الاعضاء، وللاسف لم يأخذ الاهتمام الكافي لتحقيق هذا الحلم ووضع جدولا زمنيا خلال مائة عام وكان ذلك في العام 5991، لماذا دائما تحمل القيادات المصرية ثقافة »عقدة الخواجة« لماذا نفتح الابواب امام الامريكان وغيرهم حتي وصل الأمر الي الدولة الصهيونية وأفعالها الكارثية بالمنطقة وفي نفس الوقت نغلق الباب أمام الخبراء المصريين واساتذة الجامعات بتخصصاتهم المختلفة.. ولا اخفي علي المجلس الاعلي للقوات المسلحة بأن من المصريين عباقرة تفوقوا علي اقرانهم بدول العالم.. ولكن يعملون في صمت ولم تستثمر خبراتهم من اجل حاضر ومستقبل مصر، وعندما تتاح الفرصة لاحدهم بالخارج يتألقون ويتعاظمون ويبدعون بدون حدود، والاف من هؤلاء هاجروا الي الغربة بحثا عن لقمة العيش اللائقة بهم؟! هل سيستمر هذا الحال؟ اسئلة كثيرة تنتظر اجابات من المجلس الاعلي للقوات المسلحة.. قضية اخري اشد خطورة وهي السرقات المتتالية للآثار منذ بداية الثورة التي تركزت بالمتحف المصري وعدة مخازن بمنطقة الهرم وعدة محافظات واكتفت وزارة الدولة لشئون الآثار بالاعلان بالصحف وتشكيل لجان لحصر هذه المسروقات، وتمر الشهور والايام ولم نقرأ تقريرا للمتابعة ماذا تم وماذا فعلت هذه اللجان؟ المجتمع تغير والناس اصبحت اكثر وعيا ويقظة بعد الثورة ومن حقنا جميعا ان نعرض بالتفصيل كم قطعة اثرية سرقت من المتحف المصري وكم قطعة عادت للمتحف، وكم مخزنا من مخازن الآثار سرق.. وكم قطعة اثرية.. ومعلومات عن هذه الآثار، وما هي الاجراءات القانونية والامنية اتخذت للبحث عن هذه الآثار، وكيف اختفت فور السرقة؟ وهل خرجت هذه الثروة عبر حدودنا للخارج؟ وماذا فعلت الجمارك والمنافذ الشرعية للقبض علي هذه العصابات، وهل تم توثيق هذه القطع بالصور والمعلومات حتي ترسل هذه الملفات للبوليس الدولي للبحث عن مافيا سرقة الآثار؟!! نحن جميعا نحتاج الي ايجابات اصيلة، وهل مديرة اليونسكو تدافع عن زاهي حواس ضد اشاعة هروبه، وعصام شرف رئيس الحكومة لا يصدر بيانا بالسلب او الايجاب؟!! علي هذا النحو ستتكاثر الكوارث.. ما دامت سياسة التغييب مستمرة للاسف الشديد.