استكمالا للمقال السابق الذي تضمن المشروع القومي الكبير الذي عرضته علي فاروق حسني الوزير الاسبق للثقافة والذي تضمن جميع الوسائل والنظم الحديثة والتكنولوجية واستخدامها للتأمين علي آثار مصر العظيمة.. المشروع الذي لم يوافق عليه الوزير الاسبق ولم يعطه اي اهتمام، بالرغم من استمرار مسلسل النهب والسرقة من مخازن الاثار المنتشرة في جميع ارجاء الوطن بدون غطاء تأميني علمي وتكنولوجي وبشري مدرب، وفي مقالي السابق اشرت إلي تقسيم مصر إلي قطاعات اثرية جغرافية وكل قطاع يراقب من خلال غرفة مراقبة اليكترونية وعلي ان تلحق بكل غرفة فريق مدرب لمقاومة اقتحام وسرقة الآثار بكافة أنواعها بالاضافة إلي الادوات والاسلحة التي تتطلبها هذه المهام والشق البشري مدرب علي اعلي درجة من الانتشار السريع مستخدما سيارات خاصة للمناطق الوعرة.. وطائرة هليكوبتر صغيرة للوصول للمناطق الابعد لسرعة السيطرة والقبض علي اللصوص وبشكل مفاجيء، بدون شك هذا المشروع سيتكلف مئات الملايين من الجنيهات للحفاظ علي ثروة مصر الاثرية والاقتصادية والحضارية، والتي لا تقدر بآلاف المليارات لقيمتها المتفردة علي مستوي حضارات العالم، ومن وجهة نظري في ذلك الوقت عند عرض المشروع الطموح علي فاروق حسني رأيت انه اهم بكثير من انشاء متحف كبير بالهرم يتكلف انشاؤه اكثر من ثلاثة مليارات جنيه مصري، فأموال صناديق الاثار تنفق علي هذا المشروع بدلا من الانفاق علي تطوير وتحديث المتاحف المتهالكة والمهملة منذ انشائها بدون عرض متحفي لائق ولا تأمين اليكتروني ولا عنصر بشري مدرب، مضافا إلي ذلك المفترض بناء مخازن جديدة مدعمة بجميع النظم التأمينية والانشائية والاليكترونية والمناخية وهذا لم يتم وتركت للسرقات كما نقرأ يوميا في الصحف وتصاريح واهية وخالية من المصداقية خلال العقود الماضية عن حماية الآثار وتأمينها.. ولكن للاسف اكتفي المسئولون بالتصاريح.. والسفر إلي بلاد العالم.. وبالشكليات والاعلام المضلل، وكان يعلم فاروق حسني بأن المجلس الاعلي للاثار يحتاج إلي افكار ورؤي جديدة لانتشال المتاحف الاثرية من مستنقع التخلف واصدر قرارا لي لرئاسة قطاع المتاحف الاثرية بجانب رئاستي لقطاع الفنون.. وقد تقدمت بمشروع قومي »متاحف مصر والقرن 12« متاحف مصر خلال مائة عام.. والاستثمار الاقتصادي لاثار مصر.. وقد ذكرت في مقال سابق ملامح هذا المشروع، والان لماذا تظل الحكومات بوزرائها المتتالين ان يتجاهلوا رؤي ومقترحات طموحة من اجل اثار مصر وغيرها من القضايا التي تحتاج إلي نبض احلام المصريين والان في ظل حكومة ثورة برئاسة دكتور عصام شرف بأن تستدعي هذه الملفات لدراستها وتنفيذها من اجل الحفاظ علي كنوز مصر، هل يتم مجرد سؤال فاروق حسني لماذا تنفق مئات الملايين بل مليارات علي متحف واحد وجميع متاحف مصر منهارة ومخازن آثار وثروة مصر تنهب من مخازن لا ترقي ولا تليق بايداعات المصريين عبر العصور، هل يمكن سؤال زاهي حواس كم تصريحا اعلنه منذ ان كان مديرا لاثار الهرم ثم شغل امين عام المجلس الاعلي للاثار ثم وزير الدولة للاثار وكم تم تنفيذه علي ارض الواقع؟ وقد اشرت في مقال سابق عن اهدار العامل الزمني في تنفيذ الخطة الطموحة بالرغم من انها بدأت اثناء رئاسته لقطاع المتاحف 4991/9991 وكانت بوادرها انشاء متحف التحنيط بالاقصر والانتهاء وافتتاح متحف النوبة بأسوان، ماذا حدث بعد ذلك؟!