يجمع الوسيط الأمريكي بين صفات ثلاث: حبه للبترول وللديمقراطية ورعايته لمحادثات للسلام في الشرق الأوسط، لكن يظل عشقه وحبه للديمقراطيات الوليدة بالوطن العربي أهم ما يميزه، وتاريخه القريب شاهد علي محاولات فرضه للديمقراطية بالمنطقة ، فكلنا مازلنا نذكر بوش الابن حين دمع أمام الكتاب المقدس وأقسم بأغلظ الأيمانات بأن دافعه الأساسي لغزو العراق سنة 2003 كان توطيدا للديمقراطية وتوطينها هناك، وخلص ضميره قائلا إن حكاية البحث عن النووي في العراق كانت ذريعة لغزوه ديمقراطيا، وخير شاهد علي ديمقراطيته هو نحره حاكم العراق بطريقة ديمقراطية صباحية الأضحي ، بعدها أنعش المذهبيات الدينية النائمة بين الشعب العراقي أحياء للنعرات الديمقراطية أيضا. كما لم ينس الابن بوش تخليص العراق من جيشه الذي تصدي للغزو الإيراني للمنطقة دون داعٍ ديمقراطي صريح ،ومع ذلك يدعي المزايدون أن ما أعلنه بوش الابن كذبة سافرة لغزو العراق ونهب بتروله وإقامة قاعدة عسكرية وسط اكبر بير بترول في العالم..ويدعي المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي في إحدي مقابلاته التليفزيونية أن الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003 إنما هو أسوأ وأفظع جريمة حرب تم ارتكابها في هذا القرن. وللأسف لم نتعود علي الديمقراطية رغم كل ذلك ،وردود الفعل تجاه إعلان ترامب الأخير بالاعتراف بمدينة القدس عاصمة للدولة إياها تؤكد ذلك ، فكأن الترامب ليس من حقه إعلان قرار تم اتخاذه في الكونجرس منذ زمن طويل وفشلت الإدارات الأمريكية في دفع العديد من الرؤساء السابقين لإعلانه حتي جاء رجل البيزنس ترامب وأعلنه،الغريب أنه نوه منذ فترة عن نيته إعلان القرار،ومع ذلك خرجت التنديدات والمزايدات وكأننا لم نكن نعرف ذلك ديمقراطيا. لماذا نضيق بديمقراطية ترامب مع أننا سمن علي عسل معه؟ وأن رجاله علي طول البلاد وعرضها بدءوا ديمقراطيا يعلنون صراحة ان المسجد الأقصي الموجود في القدس ليس هو أولي القبلتين وثالث الحرمين وليس هو المذكور في القرآن، حتي كمان الإسراء والمعراج ليس كما نتوهمه، ومن جانب آخر نشطت كتائب إلكترونية ديمقراطية خالص تروج لأهمية العلاقات مع الدولة إياها لأنها دولة ديمقراطية موت وبتحب العرب كمان. لماذا لا نقدر الديمقراطي الأمريكي وننظر لمحاولة نقل سفارته هناك حتي يكون علي مقربة من الأقصي ويراقب الأحداث عن كثب، لماذا لا نري ولا نقدر عمله الدءوب علي استتباب الأمن العربي ومراعاة مستقبل الشعوب العربية والإسلامية ووقوفه ضد أي ضوء يلوح بطريقة غير ديمقراطية ،ولنكن موضوعيين وصريحين وبدلا من جلد أنفسنا علينا ان نبتهج ببعض الأنظمة العربية والإسلامية التي تساند الدور الأمريكي في المنطقة وترعي نشره للديمقراطية..أليس ظلما ما يقال بأن الأوضاع المأساوية الكارثية سببها محاولة أمريكا نشر الديمقرطية. .علينا أن نعترف بأن الوقوف ضد نشر الديمقراطية الأمريكية هو من ساهم في تدمير البلدان العربية وزرع دولة تنظيم الدولة، اما الديمقراطية الأمريكية ياعيني عليها.