بعد أن أصدرت شركة جوجل تقريرا رصدت فيه أبرز ما يبحث عنه المصريون علي محرك البحث الخاص بها، اتضح أن معظمها كلمات تخص كرة القدم وأخبار كأس العالم واخبار الفن وأشهر المسلسلات والأغاني والأفلام وأشهر الشخصيات علي مستوي الرياضة والفن فقط، مما دعا »الأخبار» للبحث عن أسباب الانصراف عن متابعة أخبار المشروعات القومية والأحداث السياسية والشخصيات الهامة علي المستوي الثقافي والعلمي والسياسي والتعرف علي التحليل السياسي لذلك. في البداية يقول د. عاطف الغمري، المحلل السياسي، إن ما يحدث الآن من انصراف عن الاهتمام بالسياسة من قبل الشباب علي وجه الخصوص هو نتيجة طبيعية لتراكمات عشرات السنين وليس حصادا للفترة الحالية، فطوال السنوات الماضية لا يوجد أحزاب حقيقية معظمها حبر علي ورق ولا يوجد كذلك نشاطات علي أرض الواقع او وعي سياسي لديهم مما أدي إلي انصرافهم عن الممارسة السياسية بالإضافة إلي احتكار حزب واحد وهو الحزب الوطني لها. وأضاف الغمري أن هناك سبباً آخر من أقوي الأسباب التي أدت إلي اتجاه الشباب للاهتمام بالأخبار الخفيفة وهو تدني مستوي التعليم وهو نتاج ايضًا للسنوات الماضية وانتشار الجهل والأمية مما ادي إلي انصرافهم عن الاهتمام بالمشروعات القومية والتوجه السياسي والاقتصادي والاهتمام بكل ما يفيد، واستبدال ذلك بالكرة او الفن او الأخبار الترفيهية فقط. وأكد الدكتور محمد عبد العزيز، الباحث في العلوم السياسية، أن هذا التوجه نتيجة تراكم سنوات طويلة من تدني المستوي التعليمي وكذلك عدم التوجيه الجيد من وسائل الاعلام الخاصة التي تضع أكبر اهدافها الربح فقط بغض النظر عن المضمون مما رسخ التركيز علي تلك الموضوعات الخفيفة الدي الجمهور وجعلها في اولي اهتماماته واتضح ذلك في التقرير الذي اظهر اتجاهات الرأي العام المصري. وأضاف عبد العزيز ان الرئيس عبد الفتاح السيسي يسعي بكل جهد إلي اقامة مشروعات قومية ضخمة وتنمية التعليم والاهتمام بكافة المجالات وتنميتها الا انه يحتاج الأيادي التي تساعده لتحقيق اهدافه. وتساءل عبد العزيز عن دور المؤسسات البحثية المصرية لعمل مثل تلك الاحصاءات والتقارير للتعرف من حين لآخر علي رأي الجمهور المصري لتوجيهه وتنميته لما يحقق أهداف المجتمع وتطلعاته الفترة المقبلة، مؤكدًا علي ضرورة تقوية دور الهيئة العامة للاستعلامات وكذلك الاهتمام بقطاعي التعليم والاعلام لتنمية الجمهور وتوعيته بالأهداف السياسية والاقتصادية والاجتماعية.