الغريب أن المثقفين خارج السلطة وخارج المؤسسات الثقافية الرسمية التزموا بيوتهم دون مبادرات حقيقية فاعلة. والمدهش ايضا أن كثيرا من دعاوي الاصلاح والتغيير، واعادة الهيكلة، واعادة النظر في الانظمة والاسس الثقافية القائمة، بادر بها العاملون من داخل المؤسسات الثقافية نفسها! د. عز الدين شكري امين المجلس الاعلي للثقافة والدبلوماسي الهاديء كان الاكثر وضوحا وحدة فقد طالب هذا الاسبوع في بيان عام بضرورة عزل د. اسماعيل سراج الدين من ادارة مكتبة الاسكندرية وعزله من ممارسة العمل العام باعتباره من رموز النظام السابق واحد مهندسي سيناريو التوريث . وكان اختيار اسماعيل سراج الدين لادارة حوار »مستقبل العمل الثقافي في مصر بعد ثورة 52 يناير« مثيرا للاستفزاز وفاضحا للتناقض.. فكيف لمن عملوا في »لجنة السياسات« بالحزب الوطني وساهموا في سيناريو »التوريث« أن يقوموا هم أنفسهم بوضع الاسس والتصورات لمستقبل الثقافة. نفس ما طالب به سمير غريب رئيس جهاز التنسيق الحضاري وهو ما فسره البعض »وفقا لمنهجية المؤامرة« أو وفقا لرؤيتهم لسمير غريب »رجل هنا ورجل هناك«... بأنه الصراع علي كرسي المكتبة!! والسؤال أو الصراع حول كرسي المكتبة ليس سؤالنا ولا يشغلنا.. السؤال الاهم أن »سقوط النظام« ليس صيحة سياسية، ولايعني سقوط رموزه السياسية رئيسا وحكومة وحزبا فقط، ولكن بالاساس هو سقوط للأسس الثقافية والفكرية التي قام عليها هذا النظام.