الأماكن عندي مهما كانت جميلة فهي البشر!! فجأة.. وبلا سبب.. قررت أن اشتغل بالوعظ.. يعني اشتغل »واعظ«!.. وفكرت في الأمر.. وقلت: يا واد يا إسماعيل انت نرجسي.. وتحب نفسك.. فما الداعي أن تلقي علي الناس المواعظ.. وخاصة في أمور استقرت في الوجدان!!.. وتغيير ما استقر عليه الناس صعب.. ولماذا السباحة ضد التيار.. وأنا لا أعرف السباحة مع التيار.. وأخاف من نزول الماء؟!.. إنما آهو.. طلعت في راسي ان أكون واعظا للناس في مسألة مهمة وهي الحب!!.. وخصوصا حب »الحماة« التي ظلمها كلام الغناء في الريف.. حتي وصل الأمر بالنسبة للعروس أو العريس أن كلاً منهما يكره »حماته«.. وأنا أعرف حموات تحب زوج بنتها قبل حبها لأولادها!.. وأعرف حموات تحب زوجة ابنها مثل حبها لبنتها!!.. وأنا لااستطيع أن أزعم ان تجربتي الخاصة في ذلك تصلح للتعميم!.. فكنت أري أمي رضي الله عنها تحب زوج أختي.. وزوج اختي يحب أمي مثلما نحبها نحن أولادها! وكان ذلك باين في عينيه ومن تصرفاته!.. كما استطيع أن أقسم بأن حماتي تعتبرني أحد أولادها.. وتتمني لي الرضا.. ودائما ما تدعو لي! ولا ينكر الفضل إلا قليل الأصل!.. والمسألة ياناس في غاية البساطة.. فمن الثابت والمعروف أن الأم دائما ما تتلهف علي زواج ابنها.. وتفرح عندما يجد ابنها بنت الحلال!.. وعندما تقع الفاس في الراس.. ويتزوج ابنها!.. تغار من زوجة ابنها التي أخذت منها حب ابنها لها.. ولكن التعامل مع هذا الواقع يجلب الراحة لكل الأطراف!.. لأن المسألة تهدأ بعد حين.. ويا ويله ذلك الذي يتربص بالآخر من أي هفوة أو خطأ بسيط.. ويعمل من الحبة قبة.. وتكون النتيجة خراب البيوت والعياذ بالله! ويبدو أن الفنانة الظريفة ماري منيب قد ساهمت في ذلك بأدوارها في دور »الحماة« وفي كرهنا للحماة.. خاصة عند بسطاء الناس.. الذين لا يعرفون ان ذلك نوع من الكوميديا.. وأن هذه الشخصية.. ما هي إلا شخصية كاريكاتورية!.. ومع اننا نعرف ذلك.. إلا إننا نحب ماري منيب في هذا الدور الضار بالعلاقة بين الأزواج والحموات.. وكذلك بين الزوجات والحموات!.. وكذلك فعل إسماعيل يس في فيلم حماتي قنبلة ذرية!!.. يا خبر اسود.. والمسألة وصلت إلي هذا الحد!!.. والهزار بقي جد!! كلام الغناء! والذي لفت نظري إلي هذا الموضوع في الأصل.. وترتب علي ذلك رغبة شديدة من جانب حضرتي حتي اشتغل بالوعظ.. هو كلام الغناء في ريف بلادنا، هذا الكلام يجعل العروس.. والعريس.. يبدأن حياتهما الزوجية.. ولدي كل منهما ذلك الشعور »الجاهز« بأن حماة كل منهما تكرهه!!.. كردهو!!.. والسبب ما استقر في نفس كل عريس.. وكل عروس.. أن الحماة هي الشيطان.. وهي هادمة اللذات.. ومفرقة الجماعات!!.. فمثلا هذه الأغنية التي تغني في الريف.. وتقول كلماتها: بريه يا أمه من »الحما« وإذا كانت ملكة من السما«! .. إذن وصل الأمر.. والشعور بالكراهية الجاهزة للحماة.. حتي إذا كانت ملكة من السماء!!.. وكل عروس وعريس.. يذهب إلي حياته الجديدة وعنده شعور أن مفيش فايدة.. ولابد من كراهية الحماة.. إذا كان كل الأطراف قد سمعوا هذا الكلام منذ الصغر.. وصار محفورا في أذهانهم مثل النقش علي الحجر!! العقرب تحت الزير! وأغنية أخري في مبناها.. ومعناها.. ترد كل الشرور للحماة.. وهي وراء كل هذا الشقاء.. الذي لا يوجد.. ولكن العروس توهمت الشقاء الذي يجئ من الحماة حتي تتمني لها الغياب عنها سواء بالنوم.. أو حتي بالموت والعياذ بالله!.. وكلام أغانينا في الريف حافل بذلك.. ودليلي علي ذلك هو تلك الأغنية التي تقول كلماتها: عيني سابلة للنوم.. وامك مش بتهنيني! يادخلت أمك في وسط داري.. ينهد برجي.. ويطير حمامي نادرن عليا لو نامت لعمل ليلة وفناجيني! حتي الراجل الكبير.. زي العقرب تحت الزير! وأنا وانت علي السرير علبة ملبن تقضيني! تصوروا حتي الراجل الكبير الذي هو »الحما« لم ينجح من البهدلة والشتيمة من العروس.. وهي تقول ذلك لعريسها أو زوجها!.. فالمسألة بدأت أولا بالأم.. ثم امتدت لتشمل الرجل الذي هو »الحما« الذي هو كبير.. وتصفه وصفا بذيئا.. بأنه زي العقرب تحت الزير! .. إخص علي هذه العروس إذا قالت.. وألف إخص علي العريس أو الزوج.. لو رضي بهذا الهوان لأمه.. وأبيه! .. وأنا في الحقيقة صعبان »عليا« نفسي في المستقبل.. وأنا ذلك الرجل المحترم.. أولست واعظا؟!.. فتدور بي الأيام.. وأنا الرجل الكبير.. وأكون زي العقرب تحت الزير!.. أعوذ بالله!! من غضب الله.. ومن غضب العروس.. ومن كلام الغناء الذي يزرع الكراهية في أرض الحب!.. خلاااااص.. انتهت حصة الوعظ!.. واعدكم انني لن اعود إلي ارتكابها مرة أخري.. ومليش دعوة بالعرسان.. إن شالله ياكلوا بعض.. وأنا مالي.. خليني في حالي!! »كلام عاشق.. ضاع في الزحام« الإثنين: أنا أكتب وسط الزحام.. ولا أستطيع أن أتبين الوجوه الكثيرة.. وبصري موزع بين زحام البشر، كما أنني أخاف علي نفسي من تعثر الخطوات.. لأن أقدامي في الزحام لا تعرف موضع الخط منها.. والزحام الذي أنا فيه زحام يشبه الظلام.. فالوجوه الكثيرة التي لا تعرف ملامحها كما لو كنت أحاول رؤيتها في الظلام! لذلك فأنا أري أن في حياتنا في كل شئ.. زحام في برامج التليفزيون.. ومسلسلات تظلم بعضها بعضاً.. ومثلها في ذلك مثل الكلام الكثير الذي ينسي بعضه بعضاً!! إلي مجهولة العنوان! الثلاثاء: حبيبتي.. يسألني الناس عنك كثيرا.. كثيرا.. لأنني توقفت عن الكتابة منذ فترة قصيرة!.. ولم أقل شيئا!.. هل أقول: أنني اعيش فترة مبعثرة من حياتي.. كل ما لدي مبعثر.. مبعثر!! وارجو ان اجتاز هذه الفترة بسلام.. وأعود للكتابة عنك من جديد!.. وأحاول ان أقول لك مثلما قال الراحل العظيم.. ومليك الشعر في زماننا نزار قباني عندما قال لحبيبته: حبيبتي: لدي شيء كثير.. لدي شيء كثير أقوله. لدي شيء كثير.. من أين يا غاليتي ابتدي.. وكل ما فيك أمير.. من أين يا جاعلة أحرفي مما بها شرانق للحرير؟.. هذي أغاني.. وهذا أنا يضمنا هذا الكتاب الصغير!!