استعدادا لشم النسيم ..رفع درجة الاستعداد بالمستشفيات الجامعية    سعر الدينار الكويتي اليوم الأحد 5-5-2024 مقابل الجنيه في البنك الأهلي بالتزامن مع إجازة عيد القيامة والعمال    وزير المالية: 3.5 مليار جنيه لدعم الكهرباء وشركات المياه و657 مليون ل«المزارعين»    وزيرة إسرائيلية تهاجم أمريكا: لا تستحق صفة صديق    تشكيل ليفربول المتوقع ضد توتنهام.. هل يشارك محمد صلاح أساسيًا؟    الاتحاد يواصل تدريباته استعدادًا لمواجهة الأهلي.. وأتوبيسات مجانية للجماهير    الأهلي يجدد عقد حارسه بعد نهائي أفريقيا    مصرع شخص وإصابة 10 آخرين في حادثي سير منفصلين بالشرقية    الإسكان: 98 قرارًا لاعتماد التصميم العمراني والتخطيط ل 4232 فدانًا بالمدن الجديدة    «الري»: انطلاق المرحلة الثانية من برنامج تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية في الساحل الشمالي والدلتا    الإسكان تنظم ورش عمل حول تطبيق قانون التصالح في مخالفات البناء    استقرار ملحوظ في سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه المصري اليوم    العمل: توفير 14 ألف وظيفة لذوي الهمم.. و3400 فرصة جديدة ب55 شركة    ماكرون يطالب بفتح مجال التفاوض مع روسيا للوصول لحل آمن لجميع الأطراف    مسؤول أممي: تهديد قضاة «الجنائية الدولية» انتهاك صارخ لاستقلالية المحكمة    أوكرانيا تسقط 23 طائرة مسيرة روسية خلال الليل    رئيس الوزراء الياباني: ليس هناك خطط لحل البرلمان    قصف مدفعي إسرائيلي على الحدود اللبنانية    يصل إلى 50 شهاباً في السماء.. «الجمعية الفلكية» تعلن موعد ذروة «إيتا الدلويات 2024» (تفاصيل)    البابا تواضروس خلال قداس عيد القيامة: الوطن أغلى ما عند الإنسان (صور)    اتحاد القبائل العربية: نقف صفًا واحدًا خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة «مدينة السيسي» هدية جديدة من الرئيس لأرض الفيروز    فيديو.. شعبة بيض المائدة: نترقب مزيدا من انخفاض الأسعار في شهر أكتوبر    مختار مختار يطالب بإراحة نجوم الأهلي قبل مواجهة الترجي    كرة طائرة - مريم متولي: غير صحيح طلبي العودة ل الأهلي بل إدارتهم من تواصلت معنا    «شوبير» يكشف حقيقة رفض الشناوي المشاركة مع الأهلي    شوبير يكشف مفاجأة حول أول الراحلين عن الأهلي بنهاية الموسم    ارتفاع أسعار الدواجن اليوم الأحد في الأسواق (موقع رسمي)    الزراعة: حديقة الأسماك تستعد لاستقبال المواطنين في عيد شم النسيم    المديريات تحدد حالات وضوابط الاعتذار عن المشاركة في امتحانات الشهادة الإعدادية    ضبط دهون لحوم بلدية غير صالحة للاستهلاك الآدمي في البحيرة    حدائق القاهرة: زيادة منافذ بيع التذاكر لعدم تكدس المواطنيين أمام بوابات الحدائق وإلغاء إجازات العاملين    التصريح بدفن شخص لقي مصرعه متأثرا بإصابته في حادث بالشرقية    السيطرة على حريق التهم مخزن قطن داخل منزل في الشرقية    وفاة كهربائي صعقه التيار بسوهاج    نجل الطبلاوي: والدي كان يوصينا بحفظ القرآن واتباع سنة النبي محمد (فيديو)    يعود لعصر الفراعنة.. خبير آثار: «شم النسيم» أقدم عيد شعبي في مصر    تامر حسني يدعم شابا ويرتدي تي شيرت من صنعه خلال حفله بالعين السخنة    سرب الوطنية والكرامة    الكاتبة فاطمة المعدول تتعرض لأزمة صحية وتعلن خضوعها لعملية جراحية    حكيم ومحمد عدوية اليوم في حفل ليالي مصر أحتفالا بأعياد الربيع    رئيس «الرعاية الصحية» يبحث تعزيز التعاون مع ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة    صحة الإسماعيلية تنظم مسابقات وتقدم الهدايا للأطفال خلال الاحتفال بعيد القيامة (صور)    أخبار الأهلي: تحرك جديد من اتحاد الكرة في أزمة الشيبي والشحات    وزير شئون المجالس النيابية يحضر قداس عيد القيامة المجيد ..صور    إنقاذ العالقين فوق أسطح المباني في البرازيل بسبب الفيضانات|فيديو    كريم فهمي: مكنتش متخيل أن أمي ممكن تتزوج مرة تانية    مخاوف في أمريكا.. ظهور أعراض وباء مميت على مزارع بولاية تكساس    مصر للبيع.. بلومبرج تحقق في تقريرها عن الاقتصاد المصري    توقعات الفلك وحظك اليوم لكافة الأبراج الفلكية.. الأحد 5 مايو    حزب العدل يشارك في قداس عيد القيامة بالكاتدرائية المرقسية    الآلاف من الأقباط يؤدون قداس عيد الميلاد بالدقهلية    دار الإفتاء تنهي عن كثرة الحلف أثناء البيع والشراء    حكم زيارة أهل البقيع بعد أداء مناسك الحج.. دار الإفتاء ترد    صناعة الدواء: النواقص بالسوق المحلي 7% فقط    أبو العينين وحسام موافي| فيديو الحقيقة الكاملة.. علاقة محبة وامتنان وتقدير.. وكيل النواب يسهب في مدح طبيب "جبر الخواطر".. والعالم يرد الحسنى بالحسنى    هل يجوز السفر إلى الحج دون محرم.. الإفتاء تجيب    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    رسالة دكتوراة تناقش تشريعات المواريث والوصية في التلمود.. صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ارض الهويس
فصول من رواية بقلم‏:‏ فريد معوض

إهداء .. في عام‏1948‏ من الميلاد وجدوا بضع كلمات مكتوبة علي أعمدة الهويس‏..‏ كتبت بقطعة من الجير‏'‏ المطفي‏'‏ ويرجح أنها لصبي صغير لم تكن الكلمات تشير إلي شيء محدد بقدر ما كانت تؤكد أن طفلا في أرض الهويس من أبناء هؤلاء المنكفئين في الأرض قد بدأ يكتب وأنه لم يجد أفضل من الهويس ليعلن عن نفسه من خلاله‏..‏ فإلي نطفة الأمل أينما وجدت‏..‏
عريس في أرض الهويس
لا يستطيع‏'‏ عبد الرازق مسعد‏'‏ أن يحدد بالضبط متي كان قدومه لأرض الهويس‏,‏ فهو يحدد وقته بالشمس والظل‏,‏ ظله علي الأرض هو عقربه الأمين الذي لا يتعطل ولا يتقدم ولا يتأخر‏,‏ وإن غابت الشمس لحظات أشرق معها الظل بميقاته السليم غير مهمل للحظات الغروب‏,‏ لكنه يذكر بالضبط متي تزوج لأول مرة‏,‏ هنا في أرض الهويس التي خرج منها مدحورا‏,‏ كانت صفوف الأنفار توالي غناءها في أرض القطن‏,‏ وكانت‏'‏ بهيجة العتراوي‏'‏ تردح كعادتها بالغناء‏,‏ وكان يبهجها أن يرد الكل‏,‏ وتصرخ في وجه من لا يرد عليها بالغناء‏,‏ وهي لا تكف‏,‏ أرجع بعضهم عشقها للغناء لعدم زواجها‏,‏ وأكد آخرون أن الزواج سينسيها الغناء‏,‏ تذكر هي السبب في عدم زواجها وهي تقرر‏:‏
‏-‏ الرجالة بعيد عنكم عمي
يومها قرر عبد الرازق ألا يكون أعمي‏,‏ وقرر أن يشاركها الغناء‏,‏ كان وجهها عريضا لكنه غير منبسط‏,‏ أما السمرة التي كانت تغزو وجهها فكانت تزعم أنها ستروح‏,‏ فقط تقعد أسبوعا واحدا في الدار‏,‏ بعيدا عن لسعات الشمس الغبية‏,‏ أما عيناها فكانتا واسعتين مثل فمها‏,‏ لكنك لا تلحظ له اتساعا حين تقبع لتأكل لقمتها‏,‏ وفي غنائها تزوج الذكور للإناث وتقيم الأفراح الكثيرة التي تتسع لها الغيطان ويمر النهار سريعا ويتلاشي التعب في الفرح الجميل‏.‏
‏-‏عوافي عوافي يا عوازي العنبري
ويرد الأنفار عليها‏:‏
‏-‏ أهلا وسهلا يا عوازي العنبري
‏-‏ جايين نناسبكم يا عوازي العنبري
‏-‏مين لمين يا عوازي العنبري‏-‏ فلان لفلانة يا عوازي العنبري
وتختار بهيجة واحدا من المنكفئين في الأرض‏,‏ وتخاله ما يزال راقدا في فراشه بالدار‏,‏ وتسأله أن يسرح إلي أرض الهويس لكنه يرفض‏:‏
‏-‏ مش سارح
‏-‏ ليه ؟
‏-‏ عاوز اتجوز
‏-‏ تجوز مين ؟
وعلي الفور يحدد الفتي عروسه‏,‏ يختارها من جواره فعن اليمين وعن الشمال بنات وكل بنت تسد عين الشمس‏.‏
‏-‏أجوز فلانة
وهنا تتجه بهيجة إلي فلانة لتأخذ رأيها علي الملأ‏,‏ لا تسألها عن الموافقة‏,‏ إنما عن طهيها له‏,‏ فهو الذي يحدد الرأي تماما‏,‏ فإن طهت له مهلبية فهذه علامة الموافقة‏,‏ وحينها تسألها بهيجة عن المهر‏,‏ وللبنت الحق في اختيار كل ما تريد‏,‏ من السواري والألماس والذهب والنحاس‏,‏ و القماش من كل نوع ولون ومناسبة‏,‏ لكن إذا كان الحب قد تمكن من قلب إحداهن فهي تتبسط في طلبها‏.‏
‏-‏ شجرة خضرة يا عوازي العنبري
‏-‏ نزرعها فين يا عوازي العنبري
‏-‏ في قلب الأرض يا عوازي العنبري
حينها تجلجل بهيجة وتبارك الزواج‏,‏ وتزف البنت للولد‏:‏
‏-‏ جوزوها له‏.‏
و مالها ماله
جه الحنطور شبابيك بنور
ثم تتجه بهيجة إلي العروس وتسألها في دلال‏:‏
‏-‏ اركبي يا عروسة
‏-‏مركبشي
‏-‏وحياة أبوكي
‏-‏ مر‏'‏كبشي
‏-‏العزيز أخوكي
‏-‏مركبشي
‏-‏وحياة فلان علي قلبك
حينها تركب علي الفور وتقول‏:‏
‏-‏ اركب ولا أقولش‏'‏ لا‏'.‏
قد تطهو المخطوبة شيئا غير المهلبية علامة الرفض‏,‏ حينها تضحك بهيجة ويضحك الأنفار‏,‏ لكنها تبادر بفض الاشتباك بفاصل غنائي‏,‏ ثم تشرع في زواج جديد‏,‏ ترغب أن يكون طهيه مهلبية‏,‏ لكنها تتساءل كثيرا لماذا أصاب العمي حتي الأنفار‏,‏ لماذا لم يخترها أحدهم ولو مرة‏,‏ لقد هيأت نفسها كثيرا لهذه اللحظة‏,‏ صحيح أنها ستتخلي عن إدارة الفرح وتسنده لبنت أخري‏,‏ لكنها ستحيا لحظات تعرف طعمها‏,‏ حينها ستركب خطها وتتهيأ لركوب الحنطور‏.‏
‏'‏ شبابيك بنور‏'‏
اركبي يا عروسة‏'‏
ستخشي أن تسوق ا لدلال كثيرا‏,‏ ربما تراجع عريسها‏,‏ فكرت كثيرا ماذا ستطبخ له‏,‏ هل تكفي المهلبية‏,‏ إن لديها في الدار بضع طيور‏,‏ بط ودجاج وأرانب تتكاثر وتنتظر ذلك اليوم‏,‏ وتخلص بهيجة أخيرا بأنهم لا يستحقون‏,‏ أقل ديك عندها برقبة أحسن رجل‏,‏ ثم من هذا الذي سيطلبها ولو في الغناء‏,‏ فلتكمل غناءها‏,‏ وتواصل ضحكها الشجي‏,‏ فإن فرحتها بما تعقد من زيجات يملأها فرحا‏,‏ ويجتاح روحها وصلا‏,‏ إنها ترد بالموافقة مع كل واحدة‏,‏ لكن في داخلها‏,‏ عبد الرازق هو الآخر صموت وكلما سألته بهيجة لماذا لا يسرح؟ يلجمها بقوله‏:‏
‏-‏ ما أنا سارح أهه‏..‏ قدامك أهه
تشتمه بهيجة ولا تدعه دون أن تحرض عليه الأنفار ليشتموه أيضا‏,‏ فهو لا يرد ولا يصد‏,‏ صامت‏,‏ ممعن في الأرض كأنه يتفحصها ليضرب فيها طوبا أخضر‏-‏ مهنته القديمة التي ورثها عن أبيه‏,‏ يقطف من الشمس نظرة ثم يعاود المضي‏,‏ ربما ابتسم‏,‏ لكنها ابتسامة سريعة‏,‏ قلما تحاول الإمساك بها‏,‏ هي الأخري ترحل بعيدا بعد أن ينكفئ من جديد علي خطه‏,‏ لكن لماذا يقبل دائما أن يسرح‏,‏ لماذا لا يسوق الدلال مرة ويرفض‏,‏ حينها سيعلن سبب رفضه للسروح‏..‏ بأنه يريد أن يتزوج‏,‏ ياله من شيء جميل‏,‏ الزواج؟ كيف‏..‏ هو يعرف البئر وغطاءه‏,‏ بل الأدهي أنهم يعرفون بئره أيضا‏,‏ عدل غطاء رأسه ومضي‏,‏ من أين له أن يتزوج‏..‏ صمت قليلا ثم أطال الصمت‏,‏ وابتسم أخيرا وهو يعيد الطاقية إلي مؤخرة رأسه حتي لا تسقط علي الأرض‏,‏ وقال لنفسه‏:‏
‏-‏ يعني هو بصحيح
وقرر عبد الرازق أن يتزوج في الغيط‏-‏ في الغناء‏-‏ وأن تزفه الأنفار‏,‏ يأخذونه إلي الحنطور المحلي بشبابيك البنور‏,‏ لكن من يختار‏,‏ وهل استقرت نفسه علي غيرها‏,‏ تلك التي لا تكف عن الصياح‏,‏ تزوج الذكران للإناث وتزفهم إلي فراشهم بحنطور مثل الباشوات‏,‏ كان عبد الرازق يري في وجهها شيئا آخر‏-‏ شيئا يشده إليها‏..‏ ربما كان الصدر العريض البارز قاعدته كهويس صغير‏,‏ ربما في تلك النظرة العميقة التي تنظرها ساعة تتلقي موافقة البنات علي الرجال‏,‏ ربما الروح التي تبعثها في الغيطان‏,‏ فتخرج الجميع من صمت أزلي‏,‏ ربما أنفاسها التي تلفح وجهه حين تلف في الدوائر لتمسك رأس الخط من جديد‏,‏ بنت الكلب لم تسأله من فترة عن سبب عزوفه عن السروح‏,‏ وهل أنت عازف عن السروح يا عبد الرازق‏..‏ لو قعدت يوما لجعت‏..‏ لكن بداية الزواج لابد أن تبدأ بالعزوف عن الذهاب للغيط‏,‏ ثم إنه الغناء‏,‏ وهل تلوم أحدا غيرك‏..‏ ألم تصد البنت يا غشيم حين سألتك وهي تغني لكنها لم تعاود من جديد‏.‏
حقا كان يصدها كثيرا وكان تدعه فترة ثم يروق لها أن تنبشه‏..‏ لماذا لا تعاود النبش الآن‏.‏
كان الحر يشوي الوجوه والصهد له خيوط تلمع أمام أعين المتعبين‏..‏ وكان الصمت قد حل طويلا قبل أن تنتبه بهيجة لذلك‏.‏
‏-‏ والنبي‏..‏ أنفار تجيب الفقر
حينها دق قلب عبد الرازق‏..‏ سيعود الغناء‏..‏ وسيبدأ الزواج من جديد‏..‏ وعاد صوت بهيجة مجلجلا‏,‏ لكن الجوع والحر كانا قد تمكنا من الأنفار فكان الرد هزيلا مكسورا‏:‏
‏-‏عوافي عوافي يا عواز العنبري‏..‏
جايين نناسبكم يا عواز العنبري‏..‏
مهركم كام يا عواز العنبري‏..‏
وحين بصت عن شمالها لمحته يبص كانت عيناه يسكنهما الرجاء وكان قلبه يدق بعنف‏.‏
‏-‏ قوم اسرح ياعبد الرازق
‏'‏ آه مالك يا عبد الرازق تمالك يا ولد‏..‏ إياك أن يفلت منك ثباتك‏..‏ اجمد‏..‏ واغرس قدميك في الأرض‏..‏ ازرعها‏,‏ وأجب النداء‏'‏
‏-‏ مش سارح
‏-‏ ليه؟
‏-‏عاوز أجوز
‏-‏تتجوز مين‏..‏
‏-‏ بهيجة
هل حقا قالها ؟
صحا الأنفار من الخمول وبرزت الآذان كأكمام الورد‏..‏ وانبسطت الوجوه رغم ظلم الحر وترقب الأنفار نبأ جديدا
‏-‏ بهيجة مين ؟
قالتها وروحها توشك أن تخرج منها لتعانق الصفصاف البعيد‏..‏ وبريقها تحاول أن تتشرب المعني من جديد
‏-‏ أنتي‏..‏ أجوزك أنتي‏..‏
وحين صمتت كشجرة تحت القيظ تنتظر ريحا يراقصها تولت‏'‏ مسعدة‏'‏ زمام الأمور‏..‏ مسعدة الآن هي التي ستدير الزواج وهي التي ستزف العروسين إلي الحنطور‏..‏
كان الحنطور أمامها في الأرض‏..‏ كان مختلفا عن أي حنطوروكانت شبابيك البنور تومض في عينيها‏..‏ وروحها تعانق قمة الحنطور‏.‏
‏-‏ طابخة له أيه يا بهيجة
يا لها من بلهاء تسألها ماذا طبخت له‏..‏ لقد أعدت الطبخ منذ فترة بعيدة‏..‏ المهلبيه مجرد جر رجل وسيتبعها من كل شكل ولون
‏-‏ مهلبية يا مسعدة وحاجات حلوة تانية كتير
وهنا اشتعلت مسعدة حماسا قابله حماس اكبر من الأنفار الذين كانوا كسالي‏:‏
‏-‏ جو زهالوا‏..‏ و مالها ماله
جه الحنطور
شبابيك بنور
واركبي يا بهيجة
‏-‏مركبشي
‏-‏وحياة أبوكي
‏-‏مركبشي
‏-‏العزيز أخوكي
‏-‏مركبشي
‏-‏وحياة عبد الرازق علي قلبك
‏-‏اركب ولا أقولش‏'‏ لا‏'.‏
ثورة اشتعلت وهتافات تتالت‏..‏ واختفي أثر الحر‏..‏ والحنطور يمضي وئيدا وئيدا والبنور يومض ومضا رائعا‏..‏
لم تفتح مسعدة مجالا آخر لزواج جديد‏,‏ فاليوم كله لبهيجة والأغاني من كل شكل ولون والظلال تحت الأقدام تقصر وتطول والصفصاف ماثل في المدي
والعودة في آخر النهار كانت أيضا في صحبة ا لحنطور وفي صحبة الزفاف‏..‏ وها هو الأسبوع الذي حلمت به‏'‏ بهيجة‏'‏ تقعده في الدار‏..‏ فعبد الرازق كان قد قرر أن يكون زواجا حقيقيا‏..‏ وها هي السمرة التي أشارت إليها بهيجة وقد أنداحت‏..‏ والبنت صارت شيئا آخر بعد الزواج لا يصدقه الأنفار وهم يهنئون‏..-‏ عقبالي يا رب
قالتها مسعدة وهي خارجة من عند بهيجة‏,‏ ورد الأنفار من باب الكرم‏:‏
‏-‏ يا ر ب‏.‏
في حضن الهويس
هل نالت مسعدة الطوخي‏'‏ حظ بهيجة؟ أغلب الظن أنها لم تنل حظها‏,‏ وتركت إدارة الزواج لغيرها‏..‏ يتأمل عبد الرازق قمة الهويس‏,‏ عيناه تمعنان النظر فيه من أعلاه إلي أدناه ويحاول أن يتذكر المشهد من أوله‏..‏ للدنيا حينما يغلفها الليل لون يعرفه‏,‏ ومسعدة تعرف كيف تحسه‏,‏ وهنا سمعت طرقة الباب‏,‏ يحي له طرقة تعرفها‏,‏ يطرق علي الشباك المطل علي الشارع‏,‏ هي طرقة واحدة تنتفض من نومها‏,‏ تخطي بقدميها أمها النصف نائمة‏,‏ وتدفع شريط اللمبة الجاز لأعلي
دقيقة واحدة يا يحيي‏..‏ أنا صحيت
تدفع الأم عنها نصف النوم لتنبه ابنتها إلي موضع المنديل الذي ربطته علي رغيفين وقطعة من الجبن‏,‏ يأتيها صوته من الخارج‏.‏
‏-‏ بقينا الضهر يا مسعدة
هكذا دائما يقول ليتعجلها‏,‏ تلتقط جلبابها من فوق الحصيرة‏,‏ تدق علي الأرض بقدميها دقات متتالية‏,‏ تنفض عن قدميها البراغيث الصاعدة علي ساقيها البيضاوين
‏-‏ خلي بالك من نفسك يا بنتي‏.‏
ثم ترسل صوتها عبر شقوق الشباك‏.‏
‏-‏ خلي بالك منها يا يحيي
ويأتي صوت يحيي من الخارج عبر شقوق الشباك قويا‏.‏
‏-‏ صباح الخير يا خالة
تبحث بيد متعجلة عن غطاء رأسها في الصندوق الخشبي المسجي بجوار السرير ذي الأعمدة الحديدية‏,‏ تدخل يدها في موضع رأس أبيها‏,‏ تتذكره‏,‏ تمسك جلبابه الطويل‏,‏ وتشم رائحة الشقي‏,‏ تمسك الكمين وتلصق الجلباب علي صدرها‏,‏ كان هو الذي يذهب مع يحيي‏,‏ وكان يصطحبها أحيانا بنصف أجرة رجل‏.‏
‏-‏ يتوب عليكي من الشقي يا بنتي
تقولها أمها وهي تطمئن علي سلامة الرغيفين داخل المنديل
‏-‏ ولا شقي ولا حاجة يا مه
‏-‏ بيت العدل راحة
تضحك لكلام أمها ثم ترد‏:‏
العدل؟‏..‏ يسمع منك ربنا
هناك مهمة في أطراف أرض الهويس‏..‏ ستنجزها في الطل مع يحيي ثم ينضمان لصفوف الأنفار عند التوزيع‏,‏ عليهما أن يسلكا في الحقول طريقا مختصرا حتي يصلا إلي هناك‏,‏ يمران علي أكثر من عزبة صغيرة‏..‏ قرب شجرة معروفة سمعا التواشيح‏,‏ ورأيا الخيط الأبيض في الأفق‏,‏ وقمة الشجرة تمطر الندي‏,‏ قبعا علي السكة‏,‏ كان يظنان أن الفجر قد فات‏,‏ وأن النهار قد شقشق‏,‏ ثم ما هي إلا فترة حتي تغمر الشمس الدنيا‏.‏
قالت مسعدة تحثه علي السير‏:‏
‏-‏ قوم أنت هتقعد
ابتسم يحيي ساخرا‏:‏
‏-‏ امتي نقعد بحق وحقيقي
نظرت إليه كأنها تتجاهل ما يرمي إليه‏:‏
‏-‏ طيب قوم
قام يتلفت حواليه‏:‏
‏-‏ مفيش حد غيرنا دلوقتي
قالت وقد بدأ يتسرب إليها الخوف
‏-‏ يعني إيه ؟
‏-‏انتي فهمتيني غلط‏..‏ أنا قصدي اننا دلوقتي لوحدنا في الدنيا زي آدم وحوا‏..‏ بصي حواليكي‏..‏ بصي لفوق‏..‏ شوفي الدنيا عاملة ازاي
‏-‏ اللي يبص لفوق يتعب‏..‏ قرب يا يحيي وفضها سيرة
وهل هي تستطيع أن تفضها سيرة‏,‏ بالأمس فتحت صندوقها‏,‏ تهللت حين رأته عامرا‏-‏ كلف وايشاربات وبكرات خيط وما تبقي لها من أجرها والباقي ابتلعته الدار‏..‏ مسعدة تجهز لنفسها‏..‏ والشغل ليس عيبا والشاطرة تغزل برجل حمار‏,‏ غير أنها كثيرا ما تشعر أنها الحمار‏,‏ تثقل علي نفسها أحمالا كثيرة‏.‏
في الأرض راحت تحكي بعدها للأنفار كيف أن تواه الليل قد أخذها‏,‏ سألتها خضرة عن الغرام في الليل فأطرقت وقالت‏:‏
‏-‏ يخصي عليكي يا خضرة‏.‏
ثم شردت قليلا وقالت أنها حين خرجت من الدار نسيت أن تأخذ الباب وراءها‏,‏ تخشي علي أمها من البرد‏.‏
غنت مسعدة‏..‏ لم يكن صوتها جميلا‏,‏ لكنها اليوم غنت حقا وتهلل وجهها بحق‏,‏ وانفرجت تجاعيد الزمن علي خديها وطاوعها الأنفار وردت عليها بهيجة‏:‏
‏-‏ والنبي بتغني أحسن مني
‏-‏ صحيح يا بهيجة‏.‏
‏-‏ والنبي صحيح
اندمجت أكثر‏..'‏ بهيجة لما علا صوتها وارتفع جاءها الحظ وكان البخت‏'..‏ فلترفع صوتها أكثر‏,‏ كان الصوت يرق ويلين‏..‏ ثم يرتفع عاليا‏..‏ شعرت أنها كبيرة وقوية‏..‏ مثل الهويس تماما‏..‏ الآن صارت عروسا تتهيأ للزفاف‏..‏ حضنها الآن جاهز لابن الحلال‏..‏ هي وابن الحلال نزل عليهما الطل والتواشيح‏..‏ أوقفها العطش عن الغناء‏,‏ هي عطشي منذ ساعة لكن رغبتها في مواصلة الغناء جعلتها تنتظر‏,‏ شقت الخضرة بجسدها فارع الطول والتمست طريقها إلي البحر بعد أن فوضت بهيجة بالغناء‏.‏
ماء البحر يشفي العليل‏,‏ وماء البحر يرقص في صدر الهويس‏..‏ وطرقات الماسورة السفلية تتوالي‏..‏ اقتربت‏..‏ صارت علي الشاطئ ورأيناها من بعيد وهي تقف علي الشاطئ‏..‏ تتابع تدفق الماء قبل أن تشرب‏,‏ منظر يروق لنا دوما‏,‏ ثم رأيناها تتابع قمة الهويس ورأيناها تمعن النظر‏,‏ كانت أصواتنا تعلو بالغناء وكأننا نعلن رغبتنا في أن تشاركنا من بعيد‏..‏ وفجأة لم نرها‏,‏ وجرينا صوب الهويس‏,‏ وتخلصنا من رعشاته التي تصيب أجسادنا ووقفنا‏,‏ لكننا لم نجدها‏,‏ ولم نجد أثرا سوي موضع انزلاقها‏,‏ كان الماء يتلاطم في صدر الهويس وكنا نعرف ماذا حدث‏..‏ لكننا لم ننطق شيئا سوي اسمها مسعدة‏..‏ مسعدة
ولم نسمع سوي قرعات الماسورة أسفل الهويس‏,‏ تري هل احتفظت بها الشبكة أسفله‏,‏ للهويس شبكة في الأسفل‏,‏ هكذا يقولون‏,‏ لكن هل بوسعه أن يحتفظ بها حية‏.‏
لكن عامل الهويس حين حجب الماء لم يجد مسعدة‏,‏ وجد الشبكة خالية‏,‏ ليست مسعدة التي تدخل الشبكة وأطلقونا مع الشاطئ نمشي مع التيار الزاحف للماء‏,‏ كان هدفنا مسعدة لكننا لم نجدها‏.‏
في عزبة بعيدة وجدوا الايشارب عائما ثم طفت مسعدة خلف ايشاربها‏,‏ واكتشفنا أن شعرها جميل وأن ضفيرتيها تمضيان خلف رأسها وتبدو كسمكة جميلة‏.‏
ويشرد عبد الرازق أكثر ويقول‏:'‏ وحملناها فوق الحمار وشققنا بها الحقول كانت عيناها مفتوحتين فلم يكن في البحر من يسبلهما كانت كأنها تلقي بنظرة أخيرة علي الحقول وكنا نمضي خلفها كأننا نزفها ليلة دخلتها لكن بلا صوت‏..‏
وكنا نفكر من ستتولي مهمتها في الغناء بعد رحيلها‏.‏
اليوم الأخير
في كل واحدة شيء تجذب به الرجال حتي لو كانت هذه الواحدة بهيجة‏,‏ هذا ما أدركه قاسم الكفراوي مقاول الأنفار بعد طول غفلة‏,‏ انفردت واستدار وجهها‏,‏ واظهر الكحل اتساع عينيها‏,‏ وأظهر عمق العينين شيئا لا يدريه وأكل الخيط من حاجبيها الكثيفين فأظهر أرضا جديدة لم تكن من قبل‏,‏ لكن كيف أدرك عبد الرازق ما لم يدركه هو‏..‏ كيف كشف هذا الغشيم عن أرض لم يبلغها هو وعن ومحيط أهمله ولم يلق له بالا‏..‏ هذا الممعن في الأرض دوما كأنه ينظر إلي مثواه‏,‏ أيكون قد فك عقدتها وفرد المطوي منها‏,‏ أم أعجزه الشقاء أن يحرث جيدا‏..‏
وهل عجز عن حرث أرض من قبل‏..‏ الشهادة لله ليس كمثله من يعالج الأرض‏..‏ إنه يجتاح الصعب في سكته‏..‏ يأتي لأرض الهويس نهارا وبالليل يأخذ من طين الترع والمصارف ويصنع طوبا أخضر يبيعه للناس‏,‏ هو نفسه يحيل الصعب إليه‏..‏ وتبقي ملامحه قبل اجتياح الصعب وبعده واحدة وكأنه قطعة من الأرض التي يعايشها‏..‏
ويطيل المقاول النظر من جديد‏..‏ يري الوجه يزداد شروقا يري كل شيء يغمز في وجهها
‏'‏ ولو‏..‏ الأرض لا تحتاج إلي حرث فقط‏..‏ ولكن تحتاج إلي سقاية أيضا‏'.‏
أهم شيء السقاية‏..‏ وتبدت صورة‏'‏ عبد الراز ق مسعد‏'‏ وهو بصدره العريض يقف خلف سد الماء مثل الهويس مهمته أن يحجب الماء حتي تغمر الأرض فيما قبل السد‏,‏ ثم يفتح السد فيضرب الماء صدره بشدة فيتلقاه وكأنه يستحم وهو يدعو الماء المتدفق ليغمر فيما بعد السد‏:‏
ولو‏..‏ بهيجة زحفت للقلب والحل عند التوزيع
لا يستطيع أن يوزعها لحجرة الجنينة‏..‏ سيفهم عبد الرازق‏,‏ البنات يرفضن أن يذهبن إليها‏..‏ حجرة الجنينة ليست شغلا‏..‏ ونظافتها ليست سببا مقنعا لدعوتهن‏.‏
لكن المقاول قد يأتي بالسبب المقنع‏.‏
‏-‏ارمي التراب جنب أوضة الجنينة‏.‏
‏-‏ انقلي النجيل جنب أوضة الجنينة‏..‏
حطي مية الأنفار في أوضة الجنينة‏..‏ المية فيها تفضل ساقعة‏.‏
وتعرف كل بنت كيف‏'‏ تخطي‏'‏ الحاجز‏..‏ والحاجز دائما هوالمقاول الذي يكون رابضا هناك جنب التراب وجنب النجيل‏..‏ أو قابعا بجوار الماء الساقع‏..‏ لكن بنتا بعينها لا تمانع أن تعمل في حجرة الجنينة والأنفار يعرفونها جيدا ويسألونها‏:‏
‏-‏ بذمتك مش عينه فارغة‏.‏
وتضحك هي‏:‏
‏-‏ مش عينه بس يا غلبا نين‏..‏ د اهو كمان غلبان
إذن توزع بهيجة لحجرة التبن‏..‏ هو لا يذهب هناك دائما فليذهب إلي هناك علي غير عادته‏..‏ ستكون بالطبع هناك‏..‏ هناك سيكتشف أرضا جديدة‏..‏ ستكون المغامرة‏..‏ كم سيعجبها أن يلتفت المقاول إليها المقاول الذي لم يكن يعبأ بها‏..‏ كم صرخ فيها لتكف عن الغناء‏..‏ هل كانت تغني له‏..‏ ربما‏..‏ إنها كانت تستقبل مجيئه بالغناء وتشيعه كذا بالغناء‏..‏ لن يكون هناك مجال لأغان‏..‏ هناك سيكون بوسعه أن يكلمها‏..‏ يسألها عن حاجات لم يكن يخطر بباله أن تألفها‏..‏ في الصباح جحظت عينا عبد الرازق غضبا‏..‏ وهو يري المقاول يوزع امرأته بعيدا عنه‏..‏ وها هي تخطو بعيدا‏,‏ الظهر زحف علي الدوار‏..‏
وها هو يتكسر علي بابه‏..‏ وها هو الظل الظليل‏,‏ تصورها فرحانة‏..‏ لا تعب ولا عرق‏..‏ وها هي بعيدة عنه‏..‏ تري هل فهم شيئا‏,‏ لابد أنه مايزال ممعنا في الأرض في نفس المكان كأنه ينظر إلي موضع حتفه‏..‏ فتح باب الحجرة فجأة‏,‏ كانت تملأ غلقها تبنا وكان يقف خلفها عريضا كأنه الثور الذي ينتظر ذاك التبن‏..‏ كمن لدغها عقرب فزعت ثم دبدبت في الأرض وتفلت في صدرها‏.‏
‏-‏ يا ساتر يا رب
‏-‏ مالك يا بت مش علي بعضك
‏-‏ما أنت بر ضة جيت سكيتي لا احم ولا دستور
‏-‏ احم ودستور هناك لما تكو ني في د ا ر كوا
وأردف وهو يقترب ويشدها إليه‏:‏
‏-‏ لكن هنا لا احم ولا دستور
وفوجئ بها تدفع الغلق بقدمها ويدها تعلو ثم تهبط علي صدغه‏,‏ لأول مرة يدرك أن كفها عريض‏,‏ ولأول مرة تدرك أن صدغه العريض مكتز
اقترب منها وهبطت يده علي ظهرها‏:‏
‏-‏ هيه حصلت يا بت
‏-‏مش أحسن‏..‏
‏-‏ أحسن‏..‏ هو ا نت فا كره نفسك‏..‏ دانت بهيمة‏..‏ اشتغلي يا بنت الكلب‏.‏
لعقتها‏,‏ كانت الصفعة قد أطفأت النار المتقدة في صدرها‏..‏ هل هي حقا بهيمة ؟‏..‏ نحت عنها هذا الخوف‏..‏ لو لم يكن لها شأن لما سعي وراءها‏..‏
الآن أدركت سبب جحوظ عيني عبدالرازق ساعة التوزيع‏..‏ لم يكن حاله كانت دائما عيناه راضيتين كأنهما تقاسما الوجود في الصبح الآتي‏..‏ إذن هو يحترق الآن‏..‏ متي ينتهي النهار؟ ستقول له كلاما كثيرا‏:‏
‏-‏ لأ يا عبد الرازق يا خويا‏..‏ إن شاء لله حتي نجوع
امتلأت عيناه بالرضا الذي غاب عنه في الصباح
‏-‏ عمر ما حد مات من الجوع يا بهيجة‏..‏
ثم أردف‏:‏
‏-‏ يعني استبينا ؟
‏-‏استبينا عمري ما أنا سارحة معا ك
وكان اليوم الأخير لبهيجة في أرض الهويس قبل أن تأتي بمو لودها الأول‏'‏ مسعد‏'‏
‏**‏ فصول من رواية جديدة للأديب فريد معوض الذي توفي الشهر الماضي عن‏49‏ عاما‏,‏ تاركا مجموعات قصصية‏,‏ وروايات منها أيام في الأعظمية وفي وجه الريح والمرسي والأرض التي تحولت إلي مسلسل تليفزيوني‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.