الجريمة الإرهابية البشعة التي ارتكبتها جماعة التكفير والقتل والتخريب أعداء الله وأعداء الحياة في مسجد الروضة ببئر العبد، وما صاحبها من ممارسات لا إنسانية، هي متغير نوعي في المنهج والأسلوب الإجرامي الدنيء لجماعة الإرهاب وعصابات الإفك والضلال. هذا المتغير يشير بوضوح لا يقبل الشك إلي أننا بصدد مرحلة جديدة من مراحل المواجهة والحرب مع قوي الشر والإرهاب، وهو مؤشر خطير يستوجب التوقف عنده بكامل اليقظة والانتباه، حيث بات واضحا أن الإرهاب شرع في توجيه جرائمه وممارساته الإرهابية اللا إنسانية ضد جماهير الشعب ودور العبادة. ذلك المتغير النوعي وما يحمله في طياته من دلائل جبن وخسة لا يجب إغفاله أو التقليل من شأنه، وهو ما يفرض علينا أن ننظر بكل الوعي والواقعية إلي حقيقة ما نواجهه، وما تتعرض له الدولة والشعب من مؤامرة تستهدف كسر الإرادة وتعويق الحركة والنيل من الاستقرار، ووقف مسيرة الأمة المصرية نحو التنمية الشاملة وبناء الدولة الديمقراطية القوية والحديثة. ومن الواضح في ظل جريمة بئر العبد، أن الهدف الرئيسي وراء الجريمة البشعة واللا إنسانية، هو إشاعة أكبر قدر من الترويع والقلق والخوف في نفوس المواطنين، وإثارة الإحساس بعدم الاستقرار في البلاد، ونشر مشاعر الإحباط واليأس بين جموع الناس، والسعي لكسر إرادة المصريين وزعزعة ثقتهم في حماية الدولة لهم، والتشكيك في قدرة أجهزتها ومؤسساتها علي توفير الأمن والأمان لهم. وفي هذا، لابد أن ندرك بوضوح أن المواجهة التي تخوضها مصر الآن، ضد عصبة الإرهاب وجماعة القتل والتكفير ليست معركة محدودة أو قصيرة الأجل، بل هي حرب شاملة علي كل المستويات، في إطار مؤامرة خطيرة لها أبعادها الإقليمية والدولية، تستهدف في المقام الأول تفكيك الدولة المصرية وإسقاطها عن طريق كسر إرادة الشعب وترسيخ الإحباط واليأس في وجدانه، مستخدمين في ذلك جميع الوسائل وأحط السبل الإجرامية والإرهابية. وهذا لن يتحقق علي الإطلاق بإذن الله،..، طالما بقي الشعب علي إصراره القوي في الوقوف صفاً واحداً، مع قواته المسلحة وشرطته الباسلة في مواجهة قوي الشر وجماعة الإفك والضلال والإرهاب. رحم الله الشهداء وألهمنا الصبر علي مصابنا الجلل وسلم الله مصر وحماها من كل شر. »وللحديث بقية»