الجريمة الإرهابية الأخيرة التي وقعت في شمال سيناء في نقطة «كرم القواديس»، وما صاحبها من متغير نوعي في اسلوب ومنهج جماعات الإرهاب وعصابات الضلال والإجرام والتكفير، يشير بوضوح لا يقبل الشك إلي تورط ومشاركة عناصر وجهات أجنبية محترفة في مجال الإجرام والعمليات الإرهابية، بالتخطيط والتنفيذ ايضا،...، وهذا مؤشر خطير يستوجب التوقف عنده بكامل الانتباه واليقظة. وهذا المتغير النوعي، وما يحمله في طياته من مؤشرات ودلائل، لا يمكن اغفالها أو التغاضي عنها أو التقليل من شأنها بأي صورة من الصور، يفرض علينا أن ننظر بكل الوعي والواقعية إلي حقيقة ما تتعرض له مصر من مؤامرات دنيئة، تستهدف كسر إرادتها وتعويق حركتها نحو المستقبل، والنيل من أمنها واستقرارها. وفي هذا لابد أن ندرك أن الحرب الشرسة، التي نخوضها ضد عصبة الإرهاب وجماعاته الإجرامية في سيناء وغيرها، هي حرب طويلة وممتدة تخوضها قواتنا المسلحة الباسلة وأجهزة الأمن، في مواجهة قوي الشر والظلام وجماعات التكفير والتطرف والإرهاب، الساعية لدمار وإسقاط الدولة المصرية. ومن الخطأ أن يتصور أحد منا أن ما تخوضه مصر الآن من مواجهة شرسة،...، هي حرب محدودة وقصيرة الأجل، مع قوي وفلول جماعة إرهابية محلية فقدت توازنها وجن جنونها، نتيجة رفض الشعب لها وإبعادها عن مراكز السلطة وكرسي الحكم بعد فشلها الذريع في إدارة شئون البلاد والعباد،...، ذلك تصور غير صحيح بل وخاطيء تماما. بالفعل هذا تصور خاطيء، حيث تؤكد جميع الوقائع الجارية علي الأرض، أن المسألة أكبر من ذلك وأشد خطرا، وأن مصر تواجه بالفعل هجمة شرسة وحربا شاملة علي جميع المستويات السياسية والاقتصادية، والاجتماعية والعسكرية ايضا، في إطار مؤامرة خطيرة لها أبعاد إقليمية ودولية، تستهدف في المقام الأول تفكيك الدولة المصرية وإسقاطها عن طريق تدمير عناصر قوتها الأساسية، وكسر إرادتها، مستخدمة في ذلك جميع الوسائل وأحط السبل الإجرامية والإرهابية. «وللحديث بقية»