الجريمة الارهابية الجبانة التي تعرضت لها مجموعة من السياح عند منفذ طابا، تفرض علينا أن ننظر بواقعية إلي حقيقة ما تتعرض له مصر من مؤامرة دنيئة، تستهدف كسر ارادتها وتعويق حركتها للمستقبل، والنيل من أمنها واستقرارها. وفي هذا لابد أن ندرك أن الحرب الشرسة التي تدور رحاها في سيناء وبقية المحافظات ضد الجماعة الارهابية والعصابات الاجرامية المتحالفة معها، هي حرب طويلة تخوضها قواتنا المسلحة الباسلة واجهزة الأمن في مواجهة قوي الشر والعدوان وجماعات التكفير والارهاب والتطرف والقتل والتدمير. وفي ظل ذلك يتحتم علينا الوعي بحقيقة مؤكدة، وهي أن الحرب علي الارهاب التي نخوضها الآن، هي حرب بالغة الشراسة وممتدة وقاسية وغالية الثمن،..، وأي تصور يخالف ذلك هو تصور غير صحيح بالمرة وخاطئ تماما. وعلينا أن ندرك في ذات الوقت، أننا لا نملك رفاهية الخيار بين أن نخوض غمار هذه الحرب أو لا نخوضها،..، حيث إن الخيار الوحيد المتاح أمامنا هو أن نخوضها، وأن نسعي بكل الجهد والعزم علي الانتصار فيها، والقضاء التام علي فلول الارهاب وجماعته والعصابات الارهابية المتحالفة معها، وتطهير ارض الوطن منهم جميعا. وأحسب أنه من الضروري والمهم أن ندرك بوضوح أننا امام امرين لا خيار لنا فيهما أولهما ان هناك حربا ارهابية فرضت علينا في اطار مؤامرة اقليمية ودولية تتعرض لها البلاد،..، وثانيهما اننا لابد أن نخوض هذه الحرب وننتصر فيها. فإذا ما ادركنا ذلك واستوعبناه جيدا فعلينا ان نعد العدة ونستعد لخوض الحرب دفاعا عن الوطن والدولة ودفاعا عن أنفسنا في نفس الوقت،..،وهذا يستوجب أولا وقبل كل شيء، ان نودع حالة الاسترخاء والغفلة السائدة والمنتشرة لدينا جميعا، وان ننتبه ونتحفز لمقاومة الارهاب ومطاردته في كل مكان وكل موقع. وذلك يتطلب بالضرورة القضاء التام علي جميع مظاهر الاهمال والغفلة والاسترخاء السائدة في عمليات التأمين والحراسة، في كثير من المؤسسات المهمة والحيوية في الدولة، وكذلك المرافق العامة، وكثير من وسائل النقل وأماكن العمل والانتاج والاماكن السياحية وأماكن تجمع المواطنين. وأقول بصراحة إن حالة الاسترخاء التي نحن عليها لا تتسق علي الاطلاق مع ما يجب أن نكون عليه من يقظة تامة وحذر شديد وانتباه كامل في حربنا مع الارهاب،...، »اللهم إني قد أبلغت، اللهم فاشهد«.