[email protected] حرص الفنان مصطفي بكير علي تعميق التواصل بين نهر الفن وبينه بلغة التهاني واستدعاء ذكري غالية قابعة في عمق ذاكرة الأمة وأصبحت بصمة دامغة في تاريخ ووجدان الشعب المصري خاصة والعربي عامة.. وهي ذكري تحرير سيناء بعد أداء بطولي فذ للجيش المصري وسياسة الإرادة المصرية وتوجت برفع علم مصر في سماء طابا وأتذكر المشهد المهيب والرئيس محمد حسني مبارك يمسك بيديه العلم ويقبله ثم يرفع العلم مرفرفاً في سماء طابا المصرية الأصيلة.. شعرت بأن مصر كلها ترتفع في السماء.. مشهد دال ورائع يكمن فيه جمال الانتصار ويكشف عن قوة وإرادة شعب أصيل، وتأتي هذه المناسبة كل عام لتتوهج في داخل كل مصري فرحته باستدعاء هذه الملحمة التي قدم أبطال مصر وشهداؤها أغلي ما يمتلكون.. حياتهم وأرواحهم.. فداء لأرض الكرامة والعزة والفخار، ارتوت رمال سيناء بدماء شهدائنا الأبطال.. علي هذه الأرض أعطي الجيش المصري دروساً قاسية للجيش الصهيوني الذي تحصن في خط بارليف وامتلك أحدث الأسلحة الفتاكة.. ولكن إرادة المقاتل وجسارته هي القوة العظمي لقهر العدو.. فتحية لأرواح الشهداء.. وتحية للأبطال الأحياء في هذا اليوم المضيء في حياة كل مصري، ويقول الصديق مصطفي بكير في رسالته الخطية ».. تحتفل مصر كلها وشمال سيناء بعيدها القومي ذكري تحرير سيناء وعودتها إلي أحضان الوطن الأم مصر وأنت الفنان المقاتل القناص نفخر بك.. تعلم أنني عاشق سيناء وأول ابن من سيناء يدخل كلية الفنون الجميلة.. وعند تخرجي أرسلت لي العديد من العقود للعمل في الدول العربية والعمل بالعاصمة حيث الأضواء.. رفضت من أجل معشوقتي سيناء.. والحمد لله أعطيتها عمري وقضيتي هي سيناء حتي اليوم أعطتني الكثير ومن أجل ذلك أكتب رسالتي إلي الأخ الفنان أحمد نوار الذي أعطي مصر حياته وحبه فأعطته الحب والتقدير وسطرت اسمه في سجل الخالدين ستبقي دائماً قدوة ونبراساً يقتدي بكم«، جاءت رسالة الصديق مصطفي لتحيي فينا ذكري غالية علينا جميعاً ستظل الأجيال فخورة بها علي مر السنين، كشفت الرسالة عن عشق الفنان لأرضه التي نشأ عليها وتربي وترعرع تحت سمائها وبكل عاداتها وتقاليدها وتاريخها الممتد فضَّل الفنان أن يكون منصهراً فيها ولها وهو الفنان الذي رسم ولون حوالي ستمائة لوحة عن سيناء البيئة والناس والجبال والرمال والتراث القديم الرائع.. وهو الذي أصّر علي بقائه ممتزجاً بهذه الأرض الغالية التي تعد مطمعاً للعدو الصهيوني علي مر التاريخ، وبهذه المناسبة نوجه إلي المسئولين بأن نهر الفن طرح علي مدي سنوات اقتراحات كثيرة حول موضوع ذاكرة سيناء.. التي تتمركز في عدد من الأنشطة الدائمة من أجل الحفاظ علي هذه الذاكرة، وللأسف نهر الفن بالمتابعة المستمرة لم تجد صدي أو لفعل آخر يعمق وينقل هذه المشروعات الحتمية التي لا تحتاج إلي مناقشة لأن الثوابت الوطنية والتاريخية تفرض تحقيق ذلك، مرة أخري تحية لأرواح الأبطال الشهداء.. وتحية للأبطال الأحياء.