[email protected] المثال جمال السجيني »7191:7791« حصل علي دبلوم مدرسة الفنون الجميلة عام 8391 بالقاهرة، ودبلوم فن النحت من البعثة التعليمية عام 7491 بالقاهرة، كما حصل علي ليسانس اكاديمية الفنون الجميلة تخصص فن الميدالية بروما عام 0591، وعمل مدرسا لفن النحت بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1591، ورئيسا لقسم النحت عام 4691 ونال منحة التفرغ في مارس عام 4691 ثم تركها وعاد لشغل منصبه كرئيس لقسم النحت حتي احالته للتقاعد عام 7791 والسجيني مثال مبدع اهتم كثيرا بأن فن النحت ضرورة ملحة لتعميق الحس الوطني للمتلقي فكانت طموحاته تتعدي جدران مرسمه وقاعات العرض فرأي بأن التمثال جزء لا يتجزأ من المدينة والتخطيط العمراني وحارب كثيرا من اجل تحقيق هذا الحلم. وللاسف دون جدوي!؟ ولكن بعض تماثيله رأت نور المدينة وتعانقت مع الناس وتنفست الهواء.. نذكر منها تمثاله الشهير »امير الشعراء« والذي فاز به في مسابقة عامة وكان لامير الشعراء المسبوك من خامة البرونز ويجلس علي قاعدته في قمة حدائق »فيلا بورجيزي« بروما. وهو مثال رائع لفنان مصري في قلب بلد الفن والتاريخ، ونسخة اخري لنفس التمثال بحديقة متحفه علي كورنيش النيل بالجيزة. كما كان لمبادرة محافظة الجيزة منذ اكثر من عشر سنوات ان تطلب نسخة اخري من خامة البرونز لاختيار موقع مناسب لها بالمحافظة وكان لي الشرف بأن اكون رئيسا للجنة التي اختارت موقعا متميزا امام حديقة الاورمان والتمثال في جلسته الرائعة ونظرته التي تتجه الي جامعة القاهرة ثم اهرامات الجيزة.، والتمثال الثاني »العبور« الكائن الان بمدينة بني سويف وسط احد ميادينها وابدع هذا التمثال عام 5791 من خامة الحجر الصناعي بطوله الافقي خمسة امتار ونصف وارتفاع مترين. والتمثال علامة في تاريخ مصر الوطني لانه يعيش بين الناس حاملا الطاقة الكامنة وروح الارادة والنصر.. علامة دالة علي استنهاض حب الوطن.. وروح الفداء من اجل حماية ارض الوطن الغالية التي ارتوت بدماء الشهداء علي مر الزمن. فالتمثال مكون من كتلة افقية مندفعة كالصاروخ قوامها جندي في حركة انطلاق افقية ممتد الذراعين والكفين كرأس الحرية أو كمقدمة لصاروخ مصوب نحو العدو والصهيوني والجسد ممشوق ومشدود متحد ومكتمل القوة واللياقة تجمع فيه نبض مصر وطاقتها الخلاقة في حركة دفع توجهها ايماءة الوجه القوي الشجاع الجسور كأنه يحمل هذه الطاقة النادرة والكامنة في جسد الامة. وعندما نلتف حول التمثال نجد تحول جسد الجندي الي قارب عبور به عدد من الجنود وسواعدهم ممتدة قابضة علي المجاديف في حركة عنيفة طاردة مياه القناة للخلف لتندفع هذه الطاقة الي الامام.. بلاغة في مفردات البناء التشكيلي وقدرة فنية خلاقة للتعبير عن هذه الملحمة الرائعة في تاريخ مصر الحديث. ان تأمل هذا التمثال النادر في حركة الفن الوطني يحرك فينا الانتماء والتضحية. والتمثال نموذج فريد علي المستوريين الابداعي والوطني.. أراد السجيني توجيه رسالة بمعني مصر ترسل السلام الي العالم، ومازال مدخل قناة السويس في انتظار التمثال، وهذه الأيام ومصر تحتفل بأسمي انتصاراتها.. لا يفوتنا ان نحيي ابطال النصر.. من الشهداء الي أرواحهم والاحياء منهم، كما نكرم اسم المبدع السجيني علي إبداعه الوطني وتمثاله »العبور« الذي يليق بجسارة وأرادة المقاتل المصري الذي اختزل فيه روح الوطن.