[email protected] في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم الثلاثاء الموافق 41 ديسمبر 0102 كان الموعد المحدد لافتتاح أول متحف عربي للفن الحديث في مجال الفنون التشكيلية، وبحضور أكثر من ألف شخصية يمثلون الفنانين من العالم العربي وبعض السفراء وعدد كبير من مديرين لقاعات العرض بالعالم العربي وأوروبا وبعض الشخصيات العامة ببعض الدول ومضافاً إلي ذلك كل المسئولين عن الثقافة القطرية كل هذا الجمع كان في استقبال سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر الذي تشرف بافتتاح أول متحف عربي للفن الحديث بالدوحة في مقره المؤقت الذي أعد له.. علي أن يستقر في المتحف المزمع بناؤه بجوار المتحف الإسلامي الجديد الذي يستغرق بناؤه في حدود سبع سنوات طبقاً لتصريحات الشيخ حسن مؤسس المتحف وصاحب مقتنياته التي اقتناها وجمعها علي مدي ربع قرن من الزمان، وقد صاحبت الأمير صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر قرينة سمو الأمير ورئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وفي مدخل الحديقة الكائن بها المتحف نشاهد تمثالين كبيرين لفنانين عربيين متميزين ومتفردين الأول للفنان العراقي الراحل »إسماعيل فتاح« بعنوان »حارس ما بين النهرين« بدأ العمل علي فكرة هذا التمثال سنة 1002 خلال فترة إقامته بالدوحة، بعد عدة محاولات من الطين والحجر قرر فتاح نحت العمل من الجرانيت في مصر، من المؤسف أن وفاه الأجل قبل إنجاز العمل الذي هو أكبر عمل نحتي لفتاح، أكمل تنفيذ التمثال علي نوري تحت رعاية وإشراف الشيخ حسن آل ثاني في 0102. وكما هو مدون بالمطوية إسماعيل فتاح نحات بارز، درس فتاح تحت إشراف جواد سليم في أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد ثم أكمل دراسته بعدها في روما، أبدع فتاح في نحت عدة منحوتات في الأماكن العامة ببغداد أبرزها »نصب الشهيد« سنة 3891، وجدير بالذكر بأن فتاح من أهم الرسامين والملونين العرب والمتميزين.. الذين أثروا في كثير من الفنانين المعاصرين. وإشارة إلي المثال جواد سليم الذي يعد من رواد الفن التشكيلي العراقي، ومن أهم أعماله ملحمة النحت البارز في أكبر ميادين مدينة بغداد العاصمة العراقية، وتمثال حارس ما بين النهرين المنفذ في خاصة الجرانيت يصل ارتفاعه حوالي ثمانية أمتار يذكرنا بتمثالي »ممنون« أحد التماثيل العملاقة المصرية القديمة، أما التمثال الثاني للفنان المثال أدم حنين وموضوعه »السفينة« يقول الفنان »السفينة عبارة عن تراكم أفكار ومشاعر كانت معي عندما كنت طفلاً وظلت.. والهدف منها يتغير في كل حين وفي كل مرة« وفي مطوية الإفتتاح هذا النص.. صنعت السفينة للفنان أدم حنين من 46 قطعة من الجرانيت الأحمر والأسود استخرجت هذه القطع من اسوان، مصر ونحتت إلي أشكال وأحجام مختلفة، ركبت علي السفينة وما حولها عشرون قطعة من المنحوتات، بعضها من الجرانيت وبعضها من البرونز نحتت تلك المنحوتات علي صور مختلفة من الحيوانات، الأشكال البشرية النباتات والأشكال التجريدية، بالرغم من أنه سريعاً ما يمكن تمييز شكل السفينة إلا أن السفينة نفسها تطرح مساحة واسعة للخيال، هل هي سفينة نوح؟ هل السفينة ترمز إلي الخلاص أم الهروب؟ هل هي مستوحاة من المراسم الجنائزية لقدماء المصريين حيث تكون رحلة العبور الرمزية الي العالم الآخر عن طريق مراكب الشمس الفرعونية؟ أم هل هي منصة لتجميع الافكار وتصورات مختلفة في كيان واحد؟ براعة مشروع السفينة تكمن في أنها قابلة لأن تضم معاني مختلفة لأشخاص مختلفين .