كل يوم نقرأ.. ونتحدث عن الفساد الذي استشري في مصر علي جميع المستويات سواء بين الوزاراء، أو رجال الأعمال، أو فساد المحليات. بل الأسوأ أن الفساد قد طال النظام الحاكم الذي كنا لا نستطيع أن نقترب منه لابداء الرأي حتي ولو كان في السر خوفا من بطشه.. ان ثورة يناير منحت الشعب حرية ابداء الرأي دون خوف من بطش أمن الدولة.. والأمن التابع للنظام.. أوحتي الواسطة، والقرابة من النظام والتي تفشت في مصر في تلك الفترة. لكن في الوقت الذي تحدثنا فيه عن أنواع الفساد لم يقترب أحد من أسوأ أنواع الفساد.. بل اصبح واضحاً في المجتمع، بل إن تأثيره قوي وملموس.. الا وهو فساد بعض الأطباء، الذي يعتبر أحد اسباب تدهور المجتمع بسبب الغش، والفساد، والعمل اللا أخلاقي الذي يعاقب عليه القانون. أن ما يؤلم أن تري بعض الاطباء يتفننون في طرق النصب والاحتيال علي المرضي حتي اصبحت لديهم عادة.. فالطب اصبح يتحدث الآن بلغة البزنس.. والرحمة التي كانت من أهم الصفات التي يتسم بها الطبيب اصبح يفتقدها القلة التي نتحدث عنهم.. ان البساطة التي يتحدث بها هؤلاء الأطباء..ولهفة المريض في الشفاء يجعله يصدقه.. ان الاساليب التي يتخذها هؤلاء القلة هي أحط انواع النصب والاتجار بحياة المواطن.. اليس ما يقوم به هؤلاء المحتالون لهو شئ محزن، ومشين.. بل فهو مخزٍ.. فمن المفترض أنهم علماء الوطن، وعقوله، والمستقبل الجميل الذي قامت من أجله الثورة.. أننا نعلم، ونتغاضي.. بل نشجب ونستنكر هذا النوع من النصب المحرم دينيا.. وبعد ذلك نقف مكتوفي الأيدي امامهم. في الوقت الذي قررت وزارة الداخلية التبكير بتخريج الدفعة الجديدة من ضباط الشرطة لتعويض الانفلات الأمني الواضح بصورة جلية في الشارع المصري. والذي اصبح مجال الانتقاد الأول من جانب الشعب للحكومة ووزارة الداخلية.. لقد اصبح الشارع مرتعاً لكل اساليب الانفلات، سواء من جانب المواطن الذي اصبح لا يرضيه أي شئ. فهو معترض دائماً لا يقبل أي توجيه من رجل الشرطة رغم أنه يعلم انه مخطئ.. سائقو الميكروباص، والتوكتوك الذي اصبح علي رأي المثل »زي الرز« في الشارع.. المخيف ان الذي يقوده اطفال لا يتعدي عمرهم اثناء عشر عاما.. الشيء المخجل انهم هم الذين اصبحوا يتحرشون بهم بصورة مستفزة. وصلت إلي حد السب والإهانة.. بل وقد تصل البلطجة الي الضرب.. في الأسبوع الماضي في شارع الهرم قام أحد ضباط الشرطة برفع توكتوك كان يعوق حركة المرور.. وإذا بصاحبه البلطجي يستولي علي النونش ومعه التوكتوك. وعند تدخل الضابط قامت معركة بين رجال التكاتك الذين التفوا لمساندة زميلهم البلطجي وبين الضابط الذي حاول بكل قواه الحفاظ علي الونش مسئوليته.. أخي المواطن فقبل أن تشكو وتتزمر من أنعدام الشرطة.. حافظ علي كرامة رجل الشرطة، المواطن المصري الذي اثبت ان لتواجده بيننا أهمية كبري في الحفاظ علي أمن مصر من هوجة البلطجة التي امتلأت بها شوارع مصر.