عميد تجارة القاهرة الأسبق: الجامعات الحكومية ما زالت الأفضل.. وهذه أسباب تفضيل البعض للخاصة    تنسيق دبلوم التجارة 2025.. قائمة الكليات والمعاهد المتاحة لطلاب 3 سنوات «رابط وموعد التسجيل»    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الجديد.. أسعار الذهب اليوم السبت 23 أغسطس 2025 بالصاغة    سعر السمك البلطي والكابوريا والجمبري في الأسواق اليوم السبت 23 أغسطس 2025    أبطال فيلم "وتر واحد" يشاركون ويجز تألقه على مسرح العلمين    من جلسات التدليك لمنتجعه الخاص، جيسلين ماكسويل تكشف تفاصيل مثيرة عن علاقتها بإبستين وترامب    مباراة النصر ضد الأهلي مباشر في السوبر السعودي 2025.. الموعد والقنوات والتردد    «الشمس هتغيب قبل المغرب».. كسوف الشمس الكلي يظهر في سماء 9 دول بهذا التوقيت    «عايز أشكره».. آسر ياسين يصعد على المسرح خلال حفل ويجز بمهرجان العلمين.. ما القصة؟    سهير جودة عن شيرين عبدالوهاب وحسام حبيب: «انفصال وعودة مزمنة.. متى تعود إلينا؟»    فيفي عبده تعلن وفاة الراقصة المعتزلة سهير مجدي    «الأستانلس أم التيفال»: هل نوع حلة الطبخ يغير طعم أكلك؟    تفاصيل قطع المياه لمدة 6 ساعات في المنطقة المحصورة بين الهرم وفيصل بالجيزة    أهم الأخبار الفنية على مدار الساعة.. حسام حبيب ينفى عودته لشيرين.. 3 أفلام جديدة تقتحم شاشات السينما المصرية تباعا حتى أكتوبر.. إيرادات فيلم درويش تتجاوز ال20 مليون جنيه خلال 9 أيام عرض بالسينمات    "حضورك راقي" 11 صورة لزوجة محمد عواد والجمهور يعلق    رئيس أركان الجيش الهندي يزور الجزائر الأسبوع المقبل    أطعمة تسبب الصداع النصفي لدى النساء ونصائح للسيطرة عليه    بهدف رويز.. باريس سان جيرمان ينجو من فخ أنجيه في الدوري الفرنسي    التعليم تطلق دورات تدريبية لمعلمي الابتدائي على المناهج المطورة عبر منصة (CPD)    رسميا.. مدرسة صناعة الطائرات تعلن قوائم القبول للعام الدراسي الجديد 2025/ 2026    رسميا.. جامعة الأزهر 2025 تفتتح أول كلية للبنات في مطروح وتعلن عن تخصصات جديدة    طارق فهمي: الإعلان الأممي عن تفشي المجاعة في غزة يعكس حجم الكارثة الإنسانية    بوتين: واثق أن خبرة ترامب ستسهم في استعادة العلاقات الثنائية بين بلدينا    وزير الخارجية الأردني: على إسرائيل رفع حصارها عن قطاع غزة والسماح بإيصال المساعدات    نشرة التوك شو| موجة حارة جديدة.. وشعبة السيارات تكشف سبب انخفاض الأسعار    العملاق مدحت صالح يبدأ حفله بمهرجان القلعة بأغنية "زى ما هى حبها"    ويجز يغنى الأيام من ألبومه الجديد.. والجمهور يغنى معه    مدحت صالح يتألق بغناء حبيبى يا عاشق وزى المليونيرات بحفله فى مهرجان القلعة    الإنتاج الحربي يستهل مشواره بالفوز على راية الرياضي في دوري المحترفين    المستشار القانوني للزمالك يتحدث عن.. التظلم على سحب أرض أكتوبر.. وأنباء التحقيق مع إدارة النادي    في لحظات.. شقة تتحول إلى ساحة من اللهب والدخان    مراسل من دير البلح: المنطقة باتت مستباحة بالكامل تحت نيران الاحتلال    إسرائيل تشن هجومًا على مخازن تابعة لحزب الله في لبنان    تشيلسي يقسو على وست هام بخماسية في الدوري الإنجليزي (فيديو)    أول تعليق من النني بعد فوز الجزيرة على الشارقة بالدوري الإماراتي    مصدر ليلا كورة: كهربا وقع عقدا مع القادسية الكويتي    غزل المحلة يبدأ استعداداته لمواجهة الأهلي في الدوري.. صور    ارتفاع الكندوز 39 جنيها، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    وزير الري يشارك في جلسة "القدرة على الصمود في مواجهة التغير المناخي بقطاع المياه"    اليوم، دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا    سليم غنيم يحافظ على الصدارة للعام الثاني في سباقات الحمام الزاجل الدولية    المنوفية تقدم أكثر من 2.6 مليون خدمة طبية ضمن حملة 100 يوم صحة    صحة المنوفية تواصل حملاتها بسرس الليان لضمان خدمات طبية آمنة وذات جودة    كتر ضحك وقلل قهوة.. طرق للتخلص من زيادة هرمون التوتر «الكورتيزول»    مقتل عنصر من الأمن السورى فى هجوم انتحارى نفذه "داعش" بدير الزور    أخبار × 24 ساعة.. موعد انطلاق العام الدراسى الجديد بالمدارس الدولية والرسمية    قدم لكلية الطب وسبقه القدر.. وفاة طالب أثناء تركيبه ميكروفون لمسجد في قنا    ظهور مفاجئ ل «منخفض الهند».. تحذير بشأن حالة الطقس اليوم: القاهرة تُسجل 40 مئوية    القضاء على بؤرة إجرامية خطرة بأشمون خلال تبادل النار مع قوات الشرطة    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية السبت 23 أغسطس 2025    هل يجوز شرعًا معاقبة تارك صلاة الجمعة بالسجن؟.. أحمد كريمة يجيب    هل إفشاء السر بدون قصد خيانة أمانة وما حكمه؟ أمين الفتوى يجيب    خدعوك فقالوا: «الرزق مال»    ثورة جديدة بتطوير المناهج «2»    خطيب الجامع الأزهر: أعداء الأمة يحاولون تزييف التاريخ ونشر اليأس    شنوان.. القرية التي جعلت من القلقاس جواز سفر إلى العالم| صور    إمام مسجد بكفر الشيخ: لابد أن نقتدى بالرسول بلغة الحوار والتفكير المنضبط.. فيديو    رابطة الصحفيين أبناء الدقهلية تؤكد انحيازها التام لحرية الإعلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد أبو الغار .. شاهد علي ولادة »جنين 25 ميدان التحرير«
عشنا مع مبارك أسوأ عصور مصر علي الإطلاق عصام شرف شخصية محترمة وهذه أسباب »إجهاض« حكومة شفيق

عاش حلما جميلا كتب عنه منذ ست سنوات بعنوان " هل يمكن أن يحلم المصريون؟ مجيبا عن سؤاله بتفاصيل نكاد نراها تتحقق الواحدة تلو الاخري .. فقد تخيل لو نام الشعب المصري مساء يوم من الأيام واستيقظ في الصباح فوجد كل مواطن مصري أنه سعيد ومنتش، ويشعر بالحرية. تصور لو استيقظ الناس فوجدوا أنه بقواعد كونية سوف تجري انتخابات حرة نظيفة في مصر، وقد نجحت أغلبية أعضاء مجلس الشعب من مختلف الأحزاب والمستقلين، ونال الحزب الوطني الحاكم (سابقًا) 20٪ من مقاعد المجلس، وهي النسبة التي تؤكد الدراسات أنه لن يحصل علي أكثر منها في انتخابات حرة، وبعد ذلك سوف يختفي الحزب من الوجود تمامًا في الانتخابات التالية بعد انحسار نفوذ رئيسه وعائلته والمستفيدين من حوله وابتعادهم عن دائرة الحكم.
ست سنوات مرت علي حلمه وعشرات السنين قضاها وهو في مقعد المعارضة يشاكس ويناضل وينازع الظلم والفساد بحثا عن استقلال الجامعة وطرد الحرس الجامعي منها وواجه متاعب شتي وتعنتا رهيبا الا ان حركته التي اسسها "9 مارس " كانت شوكة مؤلمة في حلق النظام حاول جاهدا ان ينال منها الا ان ابرز مؤسسيها الدكتور محمد ابو الغار نجح في ان يحافظ عليها وان يقاتل من اجل تحقيق اهدافها .. ولانه احد اشهر اطباء النساء والتوليد في مصر كان سؤالنا الاول
هل كانت ولادة الحرية في مصر متعسرة ؟
يجيب متحمسا : متعسرة جدا فنحن نحارب في سبيل الحرية منذ فترة طويلة ومنذ 8 سنوات وتحديدا بعد تأسيس حركة 9 مارس لم نتوقف ابدا عن التظاهر والاحتجاجات ومشاكسة الادارة الجامعية والوزير وكان صوتنا مسموعا ومدويا وقمنا برفع قضية طرد الحرس الجامعي وكسبناها الا أنني لم اكن اتوقع علي الاطلاق ان تندلع في مصر ثورة بهذا القدر من الروعة والجمال والنجاح وان تنجح في هذا الزمن القياسي.
شاركت في الثورة منذ اللحظة الاولي فهل كنت تتوقع ان تشعل مظاهرات 25 يناير فتيل الحرية المكبوتة؟
لا علي الاطلاق ففي يوم 24 هاتفت الشباب الذين تربطني بهم علاقات وطيدة وسألتهم عما هو مطلوب مني في مظاهرات يوم 25 فطلبوا مني فقط الحضور امام مقر القضاء العالي الساعة الثانية عشرة بعدها سيتم الاتفاق علي الخطوة التالية وتطورت الامور وزاد العدد تدريجيا فطلبوا مني الحضور امام القصر العيني امام نقابة الاطباء للمشاركة في تظاهرة هناك وتضاعفت الاعداد وتم كسر الطوق وذهبنا في اتجاه التحرير حتي تجمع الالاف المتظاهرون وعند حلول الساعة التاسعة طلب الشباب من كبار السن مغادرة المكان فاستجبنا بعدها حدث التدخل الامني العنيف وفض المظاهرات بالقوة عند حلول منتصف الليل مما ادي الي تداعيات والاعلان عن جمعة الغضب .
وفي يوم الخميس حضر الدكتور محمد البرادعي واتصل بي هاتفيا للحضور اليه وعلي الرغم من خلافنا السابق في الجمعية الوطنية للتغيير واختلافنا معه بسبب عدم تواجده في مصر وسفره المستمر للخارج واتفاقنا في النهاية ان نعمل بمفردنا في الجمعة وكذلك هو مع الابقاء علي علاقتنا الودية الا انني قمت بتلبية دعوته وذهبت اليه في منزله وكان معه عدد من الشباب الذين طلبوا مني الصلاة في مسجد الاستقامة بالجيزة وبالفعل ذهبنا للصلاة ومعنا الدكتور عبد الجليل صديقي وما ان انتهت الصلاة حتي تعامل معنا الامن بعنف علي الرغم من وعوده لنا بالا يمسنا سوء الا انه استخدم اساليب عنف وحشية ادت الي اصابتي في يدي وكان معي ابنتي الكبري وزوجها حيث تلقيت عصا غليظة اصبت بعدها بورم شديد ونزيف حاد فقمت بتضميدها وعدت للتظاهر من جديد واستمرينا 7 ساعات كاملة تعرضنا خلالها لكافة انواع الاسلحة والمطاردات فالقنابل المسيلة للدموع كسرت نضارة البرادعي وتعرضت زوجتي وابنتي الصغري للاغماء وعشنا ساعات من الكر والفر الا ان تصاعد وتيرة الاحتجاجات وانفجار ثورة الغضب جعلت الثورة تنتصر والشرطة تستسلم.
وهل كنت تتوقع الانهيار الأمني السريع؟
لم اكن اتوقعه بالشكل ده لكن جهاز الشرطة في مصر فاسد للغاية وغير منظم ويعد احد اسباب انهيار مصر كذلك جهاز امن الدولة والذي يعد ايضا واحداً من الاسباب الهامة لانهيار مصر لانه لم يحافظ علي امن البلاد بقر ما كان حرصه علي نظام مؤسسة الرئاسة ومصالح كبار الفاسدين ومطاردة الشرفاء والتضييق عليهم سواء في الجامعات او وسائل الاعلام .
وهل كانت مصر جاهزة للانفجار في اي لحظة ؟
بكل تأكيد وانا اؤمن جيدا أن الثورة منذ اول ايامها انتفاضة شعبية قادها الشباب المنظم المتعلم فالمصريون قاربوا علي الانفجار بسبب الحياة المعيشية الصعبة وكانت كل الطرق تؤدي الي حدوث انفجار وشيك خاصة مع هيمنة جمال مبارك وأحمد عز علي مجريات الحياة السياسية فضلا عن المسرحة الهزلية للانتخابات في الوقت الذي يتم الاعلان فيه عن ارتفاع معدل التنمية وتحقيقها لارقام قياسية تجعلنا في مصاف الدول المتقدمة الا انه لم يشعر بها لانها كانت تذهب في ارصدة ثلاث او اربع شخصيات معروفة .
وهل تمتع النظام بالذكاء في مواجهة نمو جنين الثورة ؟
النظام في مصر وعلي راسه حسني مبارك ونظامه اصيبوا بكمية غباء غير طبيعية وثقة زائدة وعنجهية وغرور فقد كان لديهم يقين تام ان الامور تحت السيطرة ولا يمكن ان تتطور بل ستكون مظاهرة عادية يسهل التعامل معها حتي مع بداية ايامها اختفي مبارك عن الانظار وخرج صفوت الشريف وابو الغيط بتصريحات غبية ولو كان مبارك قد خرج يوم 25 ليعلن اقالة وزير الداخلية ما تطورت الامور ولكن شاءات الظروف ان تأتي خطاباته متاخرة وتطورت الامور حتي اصبح النظام فاقدا للشرعية ويستحيل استمراره مع سقوط الشهداء لذا استخدم مبارك ورقة الجيش كي ينصره علي جيشه الا ان القوات المسلحة كعادتها ظهرت بمظهر مشرف وساندت الشعب في ثورته ووقفت الي جانبه وفرضت قرارها ساعد في ذلك ان النظام كان قمعيا جدا ومستبدا ومسيطرا علي كل شئ الا انه انهار بسرعة لانه متفكك ولا يحظي بحب الجمهور.
هل تري أن الثورة حققت أهدافها ؟
لا حتي الآن لم تتحقق اهداف الثورة بالكامل .. نعم راس النظام ومعاونوه سقطوا ولكن ذيوله لا تزال حية فضلا عن الفوضي وتدمير مصر سياسيا واخلاقيا عبر 30 سنة من الفساد وتدمير مؤسسات كاملة مثل الجامعية والصحفية تعرضت للتدمير وتحتاج الي وقت طويل من اجل اعادة تأهيلها من جديد .
وماهو رأيك في قرارات المجلس العسكري ؟
هناك بطء في اتخاذ القرارات والمجلس العسكري معذور في ذلك لانه لا يمتلك خبرة سياسية كافية وخاصة في الامور المدنية لذا كان اقتراحي بانشاء جهاز رئاسي مدني عسكري بديل للمجلس العسكري يعفي الجيش من التعامل المباشر مع المدنيين ويعود الي مهمته الاساسية في حفظ الحدود والدفاع عن مصر وبذلك تعود وحداته الي ثكناتها .
وماذا عن التعديلات الدستورية التي تم الاعلان عنها مؤخرا ؟
ليست سيئة واراها كافية لاجراء انتخابات رئاسية مقبلة الا انني اعترض علي شروط الجنسية وخاصة فيما يتعلق بجنسية الاب والام او الزوجة الاانه في ذلك توجد وجهتي نظر الاولي تري ضرورة ان يكون رئيس الجمهورية مصريا 100 ٪ وليس بحوزته جنسية تانية بينما يراها البعض متشددة اكثر من اللازم ..
ومن عيوب التعديلات ايضا عدم السماح للمصريين العاملين بالخارج من الادلاء بأصواتهم وهو ما اراه مجحفا فهناك مصريون يعشقون تراب الوطن الا انه ولظروف مختلفة اضطروا للسفر للخارج .
هناك اصوات تطالب بتأجيل اجراء انتخابات برلمانية هل تؤيد هذا الطرح؟
نعم بشدة فانا ارفض اجراء اي انتخابات برلمانية في الفترة الراهنة فهناك 12 مليون مصري شاركوا في المظاهرات يجب ان يتم تمثيلهم داخل مجلس الشعب وهذا يحتاج الي احزاب قوية تحتاج الي وقت للتواجد في الساحة وكسب ثقة المواطنين كذلك يجب ان تتم الانتخابات باستخدام الرقم القومي والقائمة النسبية كي يتم تمثيل الاقليات وبدون ذلك ستعود المظاهرات من جديد في حال سيطرة رجال الاعمال ومتمردي الحزب الوطني والاخوان علي المجلس لذا اري ان الحل يتمثل في فترة انتقالية لمدة سنة من انشاء الاحزاب علي الاقل كي تاخد فرصتها في التواجد والمشاركة القوية.
جاءت حكومة شفيق الا ان عمرها كان قصيرا وتعرضت لحالة "اجهاض " مبكر ؟
نعم اري ان استقالة شفيق كان قرارا شجاعا لان اللحظة ليست مناسبة لاستمراره ليس لكونه رجلا سيئا ولكنه ليس رجل المرحلة ووجوده في توقيت صعب جعله كارتا محروقا خاصة مع اجباره علي ضم وزراء عليهم علامة استفهام ضمن حكومته مما أثر بالسلب علي مصداقيته..
واري ايضا ان اختيار عصام شرف قرار جيد للغاية لانه شخصية مشهود لها بالنزاهة والكفاءة جيد وعليه ان يسعي جاهدا الفترة المقبلة علي سرعة اعادة الشرطة الي الشارع لتحقيق الامن والقضاء علي ظاهرة البلطجة التي استفحلت كذلك محاكمة الفاسدين وخاصة في الجهاز الامني من اجل اعادة الاحترام الي الشرطة وبذلك نضمن اعادة الثقة بين عناصرها ورجل الشارع .
وكيف نضمن تحقيق هذه الثقة وتغيير الصورة السلبية خاصة مع فضح ملفات جهاز امن الدولة ؟
استعادة الثقة بين الشرطة والشعب مشكلة كبيرة لان جهاز الشرطة اكبر جهاز فاسد والفساد فيه عميق جدا والفساد يتدرج وفقا للرتب فالاقل فسادا الاقل في الرتبة وهكذا لذا لابد من حركة تطهير شاملة مثلما حدث في اعقاب هزيمة 67 عندما قام عبد الناصر بحركة تطهير في الجيش واقال القيادات الكبري من الضباط الكبار في الجيش المصري وادخل الكلية الحربية دفعات مؤهلات سنة واحدة ومن الممكن ادخال خريجي الحقوق وادخالهم كلية الشرطة لانها الاقرب للدراسة من الشرطة سنة ثلاث دفعات يغطوا احتياجاتنا بثقافة جديدة كما يتم الابقاء علي القيادات النظيفة من الشرطة مهما كانت رتبتها فليس وقرار التطهير والتأهيل لا يحتاج الي وقت بل الي الشجاعة والوعي الشعبي مع حل جهاز امن الدولة ومحاسبة المسئولين عن التعذيب فيه وفي النهاية الظابط النظيف لن يمسه مكروه.
اصبحنا نعاني بشدة في الاونة الاخيرة من الانفلات الامني وسيطرة البلطجية علي الامور هل لتلك الظاهرة مغزي سياسي ام انها احدي تداعيات الثورة ؟
علينا ان نعترف: نظام حسني مبارك ربي مئات الالوف من البلطجية الذين تم استخدامهم لخدمته وهم مرتبطون ارتباطا وثيقا بالشرطة ومسئولون عن الاعمال القذرة التي تريد الشرطة تنفيذها وهذه هي المشكلة الحقيقية فالبلطجية الان ليست هناك شرطة تكبحهم لذا خرجوا عن السيطرة ويظنون أنفسهم تحت الحماية ولن يتم ردعهم الا بعودة الشرطة التي تستطيع ان تكبح جماحهم .
كنت شاهدا علي العصور الرئاسية الثلاث الناصرية والساداتية والمباركية ماهو الفارق بينهم ؟
اري ان جمال عبد الناصر كان ديكتاتورا مصلحا فقد حكم مصر بعنف شديد وحبس الكثيرين من المصريين وشهدت سجونه اكبر عملية تعذيب ولكنه كان رجلا نظيفا وليس فاسدا وكان لديه مشروع قومي نال حب الشعب وتأييده لذا احبه المصريون لانه كان نظيفا لديه مشروع حقيقي يصنع نهضة كما كان نصير الفقراء في مصر وقارب بين الفوارق الطبقية.
اما الرئيس السادات فقد كان لماحا نبيها يعي الامور جيدا وتمكن ان يحقق انجازا باستعادة سيناء كاملة مهما كان تحفظنا علي اتفاقية السلام الا انه ارجع سيناء ولولا ذلك لامتلأت بالمستعمرات الاسرائيلية الا ان عيبه ان مناخ عصره كان فاسدا مشجعا علي الفساد الذي جاء بعد فترة طويلة من مكافحته في عهد عبد الناصر ففي عهد السادات فقد تم تقنين الفساد ثم فترة الانفتاح وسلبياته التي زادت من اعاد الحرامية والفوارق بين الطبقات اما عصر حسني مبارك فقد كان الاسوأ في تاريخ مصر واستفحل فيه الفساد بصورة رهيبة ولم يحدث في التاريخ ما حصل في عهده وبدعوي تعرضت مصر لاكبر جريمة في تاريخها مما ادي الي تأكل الدولة واصبحت رخوة غير عاملة .. مبارك نجح في قتل مصر قتلا فظيعا وعصره كان فترة " العك " بكل اشكالها .
مع اقتراب المعركة الرئاسية من ترشحه للجلوس في قصر العروبة ؟
توجد ثلاث اسماء تتصدر المشهد السياسي المصري وهي الاقرب لخوض معركة الرئاسة وهي الدكتور محمد البرادعي والدكتور عمرو موسي والمستشار هشام البسطويسي وبالنسبة لي فانا لن ارشح عمرو موسي لانه جزء من النظام السابق ولا اعتقد انه كان معارضا لمبارك فقد كانت مسرحية وسارشح البرادعي والبسطويسي وان كان الاقرب البرادعي لعلاقتي الوثيقة به منذ اليوم الاول لدخوله مصر الا انه يتعرض لحمله تشويه وهو مسئول عن جزء منها بسبب سفرياته الدائمة ولو صدق نصيحتنا له بالبقاء في مصر لاصبح رئيسا للجمهورية ولتحدث مع المؤسسة العسكرية ويعيبه انه حتي الآن لم يخرج الي الشارع وهذا راجع الي طبيعته الشخصية وعمله السابق ومع الاعتراف ان افكاره هي الافضل علي الاطلاق وشخصيته المهذبة ولا يتلون الا انه فاقد لينك الاتصال مع الشارع اما المستشار هشام البسطويسي فهو رجل محترم ولديه افكاره جيدة جدا له شعبية وسيكون منافسا قويا.
البعض يري ان الاخوان هم اكثر المستفيدين من الصورة .. هل تتفق مع هذا الراي ؟
كل المصريين استفادوا من الثورة وكلهم لهم الحق في ادارة هذه الدولة وليس الاخوان وحدهم وعلي الرغم من اختلافي معهم في الافكار الا أني اري ان اعتقال الاخوان كان خطأ جسيما وان من حقهم ان يكون لهم حزب لان الاحتكاك مع الناس بطريقة ديمقراطية في صالح الدولة والجماعة ولو اختارهم الشعب فاهلا بهم وان انصرف عنهم فهذا قرار شعبي ولكن فزاعة الاخوان كانت صناعة مباركية ولو اراد التخلص منهم لفعل ولكنه استخدمهم لتامين نظامه الفاسد .
وما هي اجندة حركة 9 مارس في الفترة المقبلة ؟
ما طالبنا به تحقق نتيجة الثورة فقد كان السؤال الذي انبثقت منه حركتنا هل يمكن اصلاح الجامعة بمعزل من اصلاح مصر وكان حوارا مستمرا وكنا نسأله باستمرار وتحققت اهدافنا تباعا بطرد الحرس الجامعي وامن الدولة الذين منذ يوم 25 توقفوا عن اصدار الاوامر لرؤساء الجامعات والعمداء.
وهل تري انه من الضرورة بمكان الاطاحة برؤساء الجامعات والعمداء ؟
لا اري ضرورة حدوث ذلك في الوقت الحالي حتي لا تحدث فوضي في الجامعة بل يجب علينا الانتظار حتي بداية العام الجديد ودراسة ماذا نريد نحدد الخطوة المقبلة سواء بتغيير العمداء ورؤساء الجامعات محل الشكوك ومن ثم نتفق علي صيغة مثالية لقانون الجامعات الجديد مع اتاحة الفرصة لمشاركة الطلاب في العمل السياسي .
وبالنسبة لحركة 9 مارس فانه جزء من عملنا التأكد من الحرية الاكاديمية وتحقيقها علي ارض الواقع وسوف نستمر في ذلك بهدف رفع المستوي الاكاديمي للجامعة ومنع السرقات .
هل تؤيد المحاكمات التي تجري حاليا لرموز الفساد ام تري من الافضل اقامة محاكم ثورية ؟
اؤيد المحاكم المدنية بالطبع والافضل الا نعقد محكمة ثورة مثلما حدث في 52 او 67 لانه قرار خاطئ لان الدخول في محاكم غير عادية ستكون احكامها مشكوك فيها ولا نستطيع استعادة اموالنا المسروقة والمهربة لان تلك المحاكم غير معترف بها دوليا.
شددت كثيرا علي مفهوم المواطنة كيف تري مستقبلها في مصر الجديدة؟
اعتقد انه لا توجد دولة محترمة في العالم جميع سكانها لا يتمتعون بكافة حقوقهم ولابد وان تعتمد مصر الجديدة علي تطبيق المواطنة قولا وفعلا وان ننسي الحقبة الماضية بكل سلبياتها فمصر للمصريين لا تمييز تجاه مسيحيين او نوبيين او اهالي سيناء بل كلنا لنا نفس الحقوق والواجبات فامن الدولة في نظام مبارك كان السبب في الازمة بين عنصري الامة وهو الذي فجر سيناء بسبب صراعاته مع البدو وكان التعامل الامني بشعا يسعي لاثارة الفتنة والقلائل مثلما حدث في سيناء والنوبة.
وكيف نترجم دولة التحرير علي ارض الواقع ؟
دولة التحرير نحتاج الي وقت كي يتم تطبيقها علي ارض الواقع ولكن لابد من ان تكون هناك شفافية وان تكون هناك معالجة جيدة من قبل وسائل الاعلام .
تلقيت عرضا للمشاركة في الوزارة الجديدة ؟
تلقيت عرضا من جورج اسحاق كي يقوم بترشيحي للحصول علي منصب وزارة الصحة الا انني رفضت ذلك لانني طول عمري افضل ان أكون في مقعد المعارضة لاتابع ما يحدث واتصدي لكل الاخطاء فقد عارضت البرادعي في امور كثيرة وانا لا تستهويني المعارضة بقدر ما تستهويني مصر التي اخشي عليها من ان يمسها سوء كما ان لدي قناعتي من ان عملي وابحاثي العلمية تحتاج الي وقتي وجهدي لذا اري انه من الافضل لي التركيز عليها بدلا من مقعد الوزارة ولن أتوقف عن المعارضة طالما كان في العمر بقية.
كيف تري مصر الغد ؟
اري ان مصر ستتعرض لمشاكل عديدة لبضع سنوات حتي يستتب الامن وتعود عجلة الانتاج ويتزامن ذلك مع الاستمرار في محاربة الفساد بعدها نبدأ في التعامل مع مشاكل المستقبل التي تحتاج الي وقت طويل لاصلاحها مثل التعليم والصحة .
وبماذا تنصح رئيس مصر المقبل ؟
انصح رئيس مصر القادم ان يقف مع الانسان المصري ويرفع من شأنه ويفكر في مستقبله لا مستقبله السياسي يدافع عن المصريين فقط كذلك عليه ان يهتم بعلاقتنا في الخارج وعليه ان يؤمن ان قوة الجبهة الداخلية تنعكس بكل تأكيد علي الخارجية ومصر بعد الثورة اصبح يعمل لها الف حساب واصبحنا نحظي باحترام عربي وعالمي كما يجب ان تكون علاقتنا باسرائيل علاقة الند بالند لا علاقة المنكسر الخاضع كما عليه ان يسعي لاقامة دولة برلمانية ديمقراطية يكون لها تأُير خارجي مؤثر ودور رائد في المنطقة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة