.. كنت أنوي مواصلة الكتابة عن، وحول، الضجة المثارة في أوروبا -هذه الأيام- نتيجة إسراف أجهزة الإعلام في تطفلها علي الحياة الخاصة للمشاهير، وانقسام الآراء إلي رأي يؤيد حق الصحافة في نشر المعلومات التي تحصل عليها دون تفرقة بين »الحياة الخاصة« و»الحياة العامة« لمشاهير الساسة والزعماء، ورأي يتمسك بهذه التفرقة، ويطالب باحترام أسرار الحياة الخاصة، وتجاهلها والتعتيم عليها، ما دامت لا تؤثر علي عطاء وقرارات أصحابها. أقول كنت أنوي مواصلة الكتابة عن هذه القضية، لولا رسالة وصلتني بتوقيع: »مواطن جعان مطحون منتظر السجن« وكشفت سطورها مواقف وأزمات عديدة طلب صاحبها نشرها والكشف عن أسرارها لأنها أهم وأجدي -كما يقول- مما أكتبه -حالياً- عن أسرار »الناس الرايقة« في أوروبا وأمريكا. وفيما يلي نص الرسالة من القارئ المجهول: السيد/ إبراهيم سعده -[معقول أنا مش لاقي آكل وإنت بتكتب عن أسرار المشاهير؟ يا ريت أنا أكتب لك أسرار المطحونين الغلابة، وسيبك من فرنساوأمريكا لأنني أشهر مكتئب من الحياة بإجماع كل العالم وذلك لأسباب سأذكرها لك. وأرجو ألا يكون هناك تجاهل لكلامي حتي يتعرف الناس علي أسراري، ويتابعوا مغامراتي مع الجوع، واقترابي من دخول السجن. سيبك من المشغولين في الحديث عن كشف أسرار الساسة ونشر مغامراتهم وغرامياتهم، لإنهم ليسوا مثلنا نحن الفقراء الكادحين الذين يقبضون يومياتهم يوماً بيوم. فعلي سبيل المثال: أنا قبل الثورة كنت مستقراً في العمل واجتهد فيه وبناء علي رؤيتي تم دخولي في جمعيات وأقساط لتجهيز بناتي وكنت ملتزماً مع الناس بكتابة شيكات، وفجأة أصبحت الآن بلا عمل ومعرض للسجن نتيجة عدم الوفاء بالشيكات. أنا أطلب أن تطبق المساواة بين الشعب المصري، فيوقف صرف المرتبات لمدة 5 شهور مثلنا نحن عمال اليومية، حتي يحس الجميع بما نحسه، وهكذا تكون العدالة ومش ناس تقبض وناس تُسجن. يا ريت تفكر وتحس بأفكارنا وأحساسنا نحن العمال الذين لم يقبضوا منذ خمسة شهور. تخيل نفسك واحداً منا، وتوقف صرف مرتبك مثلنا، وليس لديك أي رصيد في البنك، وليس في جيبك ما تدفعه في المواصلات، ودائم الهرب من مطاردات الدائنين والمحضرين. إذا تخيّلت نفسك في هذا الموقف فياريتك تقول لي عن الحل غير الحل الذي نصحني به أحد الزملاء، ويتلخص في شراء مسدس لأخيف به الأغنياء وأقوم بسرقتهم، لأن هؤلاء الأغنياء لا يحسون بنا. أرجو النصيحة بعد أن تتخيل نفسك مكاني، بدون شعارات وجلسات تكييف.. لأن الجوع أمامي والسجن ورائي وأنتم قاعدين تكتبوا وتتكلموا عن »البيضة أولاً أو الفرخة؟«.. ويا ريت كان هناك اتفاق علي: من سبقت من؟! حسبي الله ونعم الوكيل وفي أمثالك الذين لا يحسون بآلام غالبية الشعب. وأرجو نشر هذا الكلام إن كنت حقيقي راجل]. وشكراً، »مواطن جعان مطحون ومنتظر السجن«