يقال: »إن احترام الحياة الخاصة للسياسيين المشاهير ينتهي عندما تؤثر تصرفاتهم وممارساتهم بالسلب علي الصالح العام«. وقيل: »إن التطفل علي الأسرار الشخصية للمشاهير - خاصة اذا اعتمد هذا التطفل علي شائعات ومبالغات- لا يدمر سمعة وتاريخ المشاهير المفضوحين وحدهم، وإنما يصدم - في الوقت نفسه- الملايين الذين التفوا حولهم وندموا علي الثقة التي منحوها لهم ولغيرهم«. حول قضية »حجب« أو »فضح« الأسرار الشخصية للسياسيين تابعت باهتمام شديد مناظرة مهنية، وأخلاقية، نجماها: صحفية امريكية شهيرة: »إلين تشيلينو« - مراسلة صحيفة »نيويورك تايمز« في باريس - وصحفي فرنسي مخضرم »باتريك جاريو« - رئيس القسم السياسي السابق في صحيفة »لو موند«. الصحفية الامريكية »إلين تشيلينو« - مراسلة صحيفة »نيويورك تايمز« في باريس - دافعت بشراسة عن المقولة الأولي وقدمت مبرراتها المهنية لعدم الفصل بين الحياة الخاصة وبين الحياة العامة للسياسيين. فمثلا.. في عام 4991 اعترف الرئيس الأسبق فرانسوا ميتران - في نهاية عمره ولأول مرة- بوجود ابنة شابة أنجبها سرا من عشيقته »آن بنجو«! وظهرت الإبنة »مازارين« في جنازة والدها الي جانب زوجته وأرملته الشرعية »دانييل ميتران«. علقت الصحفية الامريكية -إلين تشيلينو- علي هذه الحكاية فأنتقدت الصحافة الفرنسية لأنها لم تكشف عن »سر إبنة الرئيس المجهولة« رغم أن معظم الصحفيين الفرنسيين كانوا علي علم بها من قبل. بدأت »إلين تشيلينو« انتقاداتها، متسائلة: الصحافة مطالبة بمحاسبة الزعيم السياسي، فهل نوافق علي أن تكون له حياة خاصة سرية؟ وهل علاقته السرية مع سيدة غير زوجته موافق عليها من أسرته ومن الرأي العام.. خاصة أن العلاقة لم تكن »نزوة« عابرة، وإنما استمرت ودامت لسنوات عديدة تعامل ميتران معها ك»إمرأته الثانية«، أنجب منها فتاة اعترف بها رسميا قبيل وفاته.. فقط! وتوقفت الصحفية الامريكية أمام معلومة معروفة لكثيرين عن »العلاقة السرية« - رغم تعتيم الصحافة عليها- قائلة: »إن خزانة الدولة تحملت، ودفعت، الكثير لتوفير احتياجات، ونفقات معيشة، وسكن، المرأة الثانية، والإبنة المجهولة - للرئيس الفرنسي الراحل - الي جانب تخصيص قوة أمنية خاصة لتوفير الحراسة والأمن لهما، وبالتالي فمن حق الرأي العام - كما تقول الصحفية الامريكية - أن يعرف الي أين تصرف أموال دافعي الضرائب؟! ومن التعتيم الإعلامي علي حكاية »المرأة الثانية ، وابنتهما المجهولة« ذكرتنا الصحفية الامريكية - »إلين تشيلينو« - بتعتيم مماثل علي سر أخطر من الأول، وهو إصابة »ميتران« بالسرطان في سنوات عمره الأخيرة، ورغم ذلك تجاهل الإعلام مرض رئيسه متطوعا بالتعتيم عليه، ومحافظا في الوقت نفسه علي عدم التطفل علي الحياة الخاصة لكبار السياسيين، وعلقت »إلين تشيلينو« علي ذلك قائلة: »لو حدث أن أصيب رئيس الولاياتالمتحدة - أو غيره من كبار المسئولين السياسيين بمرض خطير لتسابق الإعلام الامريكي في إعلانه بلا تردد«! .. وللحكايات بقية.