بعد ان تحملت 35 عاما من الحياة مع زوج جردها من كل مشاعر الفرحة والسعادة.. قررت الرحيل بهدوء لكنها لم تتوقع ان يستمر عذابها 25 عاما أخري.. تذكرت الحاجة »ام كلثوم» - وهي تبلغ من العمر الآن 75 عاما - كيف انها قضت 60 عاما من العذاب قالت : حكايتي ترويها دموعي التي لم تنقطع حتي الآن.. تزوجته بناء علي رغبة اسرتي.. لم اعترض لأن ذلك لم يكن موجودا أيامنا.. تم الزفاف وكان عش الزوجية غرفة نوم تقليدية وصالة صغيرة علي سطح إحدي البنايات القديمة بمنطقة بولاق أبو العلا..كان زوجي منذ البداية عصبي المزاج يغضب لأتفه الأسباب ويتحول بين لحظة وأخري الي بركان غضب. كنت احرص دائما ان اطيعه في كل شيء حتي إنني رفضت ان يعلم أهلي بما أتعرض له من إهانة وضرب مستمر علي يد زوجي.. وضعت نفسي بالنسبة له مثالا للسمع والطاعة.. وكنت له الزوجة التي تحفظ أسرار بيتها.. كتمت في نفسي وبين ضلوعي همومي واحزاني خوفا من بطش زوجي وكلام الجيران.. وقلت في قرارة نفسي ربما تتغير أحواله وتتبدل طبائعه عندما يرزق بالولد فكانوا 6 أولاد إثنين من الصبيان وأربعا من البنات، لكن ظنوني لم تكن في محلها ولم يكن انجابي للصبيان والبنات قربانا لزوجي ليغير معاملته لي ويضع حدا للاهانة التي اصبحت مقررا يوميا صباح مساء، حتي أهلي رفضوا مساعدتي بعدما نالهم كثيرمن جبروت زوجي الذي لم يحترم كبيرا أو صغيرا. .... لم يدخل اليأس قلبي.. تحملت مزيدا من الشقاء والعذاب من أجل اولادي حتي اكتملت فرحتهم بزواجهم جميعا بعدما اقترضت أموالا كثيرة من اهل الخير لتجهيزهم بعد ان امتنع والدهم عن الإنفاق عليهم وكانت سعادتهم هي آخر فرصة للبقاء معه . بعد زواج أولادي فكرت في الخروج من حياة زوجي بهدوء في ليلة من عام 1995 قررت الرحيل دون ان احدد مصيري او طريقي .. قادتني قدماي خارج حجرتي البسيطة لم أنظر خلفي ولم تدمع عيني فقد تحملت 35 عاما من القسوة والمعاملة السيئة من زوجي.. لحظات واكتشفت أنني حرة لأول مرة في حياتي ذهبت إلي منزل والدتي التي داهمها المرض حزنا علي وفاة والدي لكن القدر لم يمهلها كثيرا فصعدت روحها إلي السماء وتركتني وحيدة اواجه المجهول ولانني أخاف من بطش زوجي بعد انقطاع أولادي عن زيارتي والسؤال عني قررت الهروب من منزل والدتي بحثت عن مكان اختبئ به بعد ان انقطعت بي السبل.. لكن اشتدت قسوة الحياة بي بعد ان رفض أولادي مساعدتي تبرأوا مني ولم أكن أتصور يوما ان تكون قسوتهم وعقوقهم لي هي صورة طبق الأصل من عنفوان والدهم الذي لم أر معه يوما سعيدا !! ياسيدي لقد ضاقت بي الدنيا واصبحت مشردة لا سقف يحميني من برد الشتاء ولا مكان أتخذه ملجأ لي ، 25 عاما وانا اتنقل من مكان إلي آخر كانت العشش وأسفل الكباري هي مسكني.. ومساعدة أهل الخير لي هي قوت يومي.. حتي استقر بي الحال حاليا داخل حجرة صغيرة تبرع لي بها فاعل خير.. وعندما قررت المضي في إقامة دعوي طلاق للضرر او خلع زوجي اخبروني بوجود عقد زواج رسمي لكنني يا سيدي أجهل كل شيء وأخبرنا زوجي بعدما ارسلت له شخصا ما ان عقد الزواج فقده منذ 50 عاما لا اعرف ان كان صادقا او يكذب علي.. بل انه توعدني بملاحقتي وطلبي في بيت الطاعة فأضحي زوجي يمارس جبروته ولم يحترم شيخوخته التي وصلت سن 85 عاما حيث فكر في حيلة ماكرة عندما حاول مقايضتي في حصولي علي الطلاق مقابل دفع 5 آلاف جنيه له وانا لا املك من حطام الدنيا شيئا لجأت إلي دار المحفوظات بالقلعة لاستخراج صورة من عقد زواجي تكون مستندا لي أمام المحكمة لحصولي علي حريتي لكن كانت المفاجأة عندما اخبروني ان جميع الملفات في تلك الفترة من القرن الماضي تعرضت للتلف!! فماذا أفعل بعد ان تقدم بي العمر واصبحت ضحية زوج لم يرحمني وانا معه ولم يتركني لحال سبيلي بعد ان هجرته وبين جبروت اولادي الذين تخلوا عني لأكثر من 25 عاما دون السؤال ؟