بعد مرور شهر واحد على زواجى، وجدت نفسى أعمل خادمة لحماتى التى كانت تقطن بالشقة المقابلة لشقتى، فقد أجبرتنى على القيام بكافة أعمال منزلها من تنظيف وغسيل وطهى للطعام الذى لا يعجبها وتجعلنى أطهو طعاماً غيره، وشراء متطلبات البيت واحتياجاته من السوق، فكانت تملى علىّ طلباتها عن طريق الهاتف المحمول، ظننت فى بداية الأمر أنها لا تقصد ذلك فأنا لا أعلم طباعها بحكم الفترة القصيرة التى قضيتها فى بيتها، كما اعتقدت أنها تفعل كل ذلك لأنها تظن أننى أخذت ابنها منها، ما جعلنى ألتمس لها العذر ولا أبالى لتصرفاتها، ولكنها تمادت فى تحكمها الزائد فىّ وفى زوجى وحولت حياتى إلى جحيم. تقول «منى»: فى الأيام الأولى لزواجى بدأت المشاكل بينى وبين حماتى، بعد أن أجبرتنى على التواجد المستمر فى بيتها، فكانت تأتى لشقتى وتطرق الباب بطريقة غريبة، أو تتصل هاتفياً كى أذهب إليها للقيام بأعمال المنزل، حتى شعرت بأنها تعاملنى كخادمة ولست زوجة ابنها، فحاولت كثيراً أن أكسب حبها لكن دون جدوى ما دفعنى لإخبار زوجى بما تفعله والدته ولكن رده كان بمثابة صدمة بالنسبة لى بعد أن أخبرنى بأنه لا يستطيع مواجهة والدته خوفاً عليها من أن يصيبها مكروه، حاولت أن أقنعه بأن لبيتى علىّ حقاً وأننى لست جارية عند والدته التى تجبرنى دائماً على التواجد المستمر فى شقتها ولا تجعلنى أذهب إلى شقتى إلا وقت النوم فقط، فتعدى علىّ بالضرب وقال لى: «انتِ هنا خدامة لأمى وإخواتى ولو مش عاجبك سيبى البيت وامشى»، حينها أيقنت أننى سأقضى بقية حياتى فى هذا العذاب لو قبلت بقرارات زوجى، فقررت أن أتحمل تصرفات حماتى المشينة خوفاً من بطش أسرتى وكلام الناس وتساؤلاتهم إذا طلبت الطلاق بعد أشهر من زواجى، وبعد كل ما تحملته من ذل وإهانة ظلت حماتى تزعم أننى أسىء معاملتها أمام زوجى والجميع. زاد تحكم حماتى وجبروتها وقسوتها معى إلى أن وصل الحال بها وبأهل زوجى لمنعى من الذهاب إلى منزل أسرتى، فالتزمت الصمت ووقفت مكتوفة الأيدى. عقب معرفتى أن أسرتى ترفض تماماً تركى منزل زوجى، وترفض ذهابى إليهم، لا يهم عذابى، ما يهم هو ألا أحد يقول كلاماً يسىء لسمعتى.. وألا أحمل لقب مطلقة.. مرت شهور وأيام تجرعت فيها كل أنواع العذاب على يد حماتى وأبنائها، فقد كانت تختلق المشاكل بينى وبين زوجى، حتى تجعله يكرهنى ويتركنى، فكانت دائماً ما تقول له أمامى «أنا لازم أشوفلك عروسة تانية تلبى لك طلباتك بدلاً من حظك السيئ فى زواجك المرة الأولى». وعلى الرغم من أننى لم أسئ لها ولا لزوجى منذ دخولى منزلهم، ومنذ علمي بما تريد فعله وأنا لم أذق طعم النوم، خوفاً من تنفيذ تهديدها وتزويج زوجى بأخرى، كلما كنت أجدها تجلس برفقة زوجى بمفردهما كنت أشعر وكأن الموت يقترب منى ويبدأ الشيطان يوسوس فى أذنى بأن حماتى تخبر زوجى بأنها قد اختارت له العروس المناسبة التى سيتزوجها علىّ، فظننت أنها تقول ذلك فقط كى أنفذ لها كل ما تطلبه منى، إلى أن حدثت الفاجعة، فى أحد الأيام أخبرنى زوجى بأنه سئم الحياة معى بسبب كثرة المشاكل التى تحدث يومياً بينى وبين أسرته وأنه قرر الزواج من أخرى، وقع الخبر على مسامعى كالصاعقة فلم أصدق نفسى من هول الصدمة، فقد حدث ما كنت أخشاه، حينها مر شريط ذكرياتى مع زوجى وأسرته أمام عينى وكأنه فيلم سينمائى فكيف بعد أن تحملت الضرب والذل والإهانة من أجل الحفاظ على بيتى، وتحملت قسوة حماتى علىّ وجبروت أشقاء زوجى، تكون مكافأة نهاية خدمتى مأساوية هكذا، وأن يتزوج الشخص الذى أحببته كثيراً من أخرى، تذكرت كيف مرت أيام زواجى الأولى فى حب وسعادة.. قبل أن تتحول حياتى من حلم جميل إلى كابوس كاد يفتك بى ويقتلنى.. كيف يكون ذلك جزائى؟! ولكن سرعان ما لملمت شتات أمرى وتماسكت وطلبت منه الطلاق إلا أنه رفض وقال لى «طول ما أنا عايش هتفضلى على ذمتى ومش هطلقك، وستبقى خدامة لأمى»، حينها لم أجد أمامى سوى أن أسلك طريق الخلع فجئت إلى محكمة الأسرة وأقمت دعوى خلع، وفى انتظار الفصل فيها، وضربت برضا أهلى وأسرتى عرض الحائط فهم ما زالوا يصرون على استكمال حياتى مع زوجى حتى لو تزوج بأخرى.. هل تصدق سيدى القاضى.. هُنت على أبى ويقبل أن أبقى جارية لحماتى على أن أعود إلى بيته، ولكن لن يحدث هذا.. سأخلعه وفى الحقيقة أننى سأخلع حماتى سيدى.