من هو الثائر الحق؟.. سؤال بحثت كثيرا عن إجابته.. وأخيرا وجدت ضالتي.. وأنا استرجع تسجيلات الشيخ متولي الشعراوي رحمه الله. وجدت لديه إجابة شافية، أشبعت رغبتي في معرفة الثائر الحق.. يقول شيخنا »انه قد يثور المدنيون لإنهاء الفساد الملحوظ في الأرض.. إلا أن آفة الثائر من البشر، أنه يظل ثائرا.. عايز كل يوم يعمل دوشة.. والكلام للشيخ الجليل ولكن الثائر الحق هو الذي يثور ليهدم الفساد ويهدأ ليبني الأمجاد«. وعلي الثائر أن يهدأ وألا يكون سيفا سلطا علي الكل.. فالثائر هو الذي يأتي ليجبر أهل الفساد الذين طفوا علي رد مظالم الناس.. وعلي الثائر ألا يضع القوم الذين وقع عليهم الطغيان علي رجله، ويرفس الآخرين برجله.. بل عليه أن يضع الاثنين علي رجله حتي تستقيم الأمور وتذهب الأحقاد.. ويعلم الناس أن الثائر ما جاء ضد طائفة.. وإنما جاء ضد ظلم طائفة. فإذا أخذ الثائر من الظالم وأعطي المظلوم.. فعليه أن يجعل الاثنين سواء أمام عينيه.. ومن هنا يأتي الهدوء. ومن نهاية حديث شيخنا أبدأ كلامي.. فنحن في أحوج ما نكون للهدوء لنبني الأمجاد.. وهذا يتطلب التفكير بتروي وبصيرة.. وألا نتصارع وراء رغبات شخصية زائلة.. علينا أن نحدد الأولويات.. والتي تفرض أن نبدأ بحزمة من الإجراءات تضمن ألا يعم الفساد مرة أخري.. وألا نعود لعصر الظلمات.. تحمينا كشعب من كل حاكم جائر.. وتضمن القصاص والردع من كل فاسد.