يحضرني تصريح ضحكنا منه وعليه كثيراً.. قاله قذافي ليبيا عن مصر منذ سنوات: »لا أدرك كيف تعيش مصر في هذا الثراء رغم أنها منهوبة في ثرواتها منذ عهود الفراعنة«.. ولعله كان يدرك وقتها أن مصر تعرضت طوال عصورها وأثناء تعاقب الحكومات المختلفة لحملات منظمة من سرقة ونهب تراثها الإنساني وثرواتها المالية وحتي البشرية وخاصة من الآثار الفرعونية والتي أصبحت تملأ متاحف الدنيا كلها بعد سرقتها من مصر وتهريبها تحت سمع وبصر حكامها.. وجاءت ثورة 25 يناير والتي كشفت للعالم كله هذا الفساد الذي كانت تتمتع به حكومة الرئيس المخلوع بكل نظمه واستيقظ الشعب المصري علي حقائق مريرة تؤكد سرقة المليارات من أمواله وأراضيه ومشروعاته الاستثمارية وحتي المساعدات التي كانت تحصل عليها مصر من الخارج كانت كلها تذهب إلي جيوب هؤلاء المفسدين من رموز النظام السابق وكانت توضع كلها في البنوك الأجنبية.. والمؤسف أن الشعب عندما كان يطلب منحة أو زيادة في الأجور لبناء المساكن أو تحسين المرافق أو التعليم كان الرد دائماً من حكامه أن الخزائن المصرية خاوية.. ولكن نستطيع اليوم أن نقول إن مصر تستطيع بأبنائها ومواردها المتاحة أن تحقق مستقبلها الاقتصادي بالانتاج والعمل من أجل عيون شعبها.