ذات صباح أمسك عبدالمطلب بن هاشم القرشي جد النبي محمد صلي الله عليه وسلم وسيد قريش وعظيمهم وأمير مكة المطاع وحارس الكعبة وحاميها، والمشرف علي سقاية الحجاج الذين يفدون علي مكة من مختلف الافاق في مواسم الحج.. أمسك عبدالمطلب بفأسه وأخذ يحفر بها الأرض بجوار الكعبة، ويمر به بعض شيوخ قريش وسادتها ويصيحون به ماذا تفعل يا عبدالمطلب؟ - أبحث عن بئر زمزم. وتملأهم الدهشة ويصيحون: بئر زمزم؟ انها مطمورة في التراب منذ مئات السنين ولا يعلم احد مكانها. ويؤكد عبدالمطلب انه يعلم مكانها وقد أمر بالحفر لكشفها. ويتساءل القوم عمن أمر عبدالمطلب بالحفر ومن هداه الي مكانها؟ ويحكي جد النبي صلي الله عليه وسلم انه كان نائما ذات يوم بجوار الكعبة فسمع هاتفا يقول له: قم واحفر »زمزم« ويفزع مذهولا ويتلفت حوله فلا يجد احدا ويتمتم: اضغاث احلام.. وهم من الأوهام.. وفي اليوم التالي يحدث له نفس ما حدث بالأمس فيصحو خائفا مذعورا وقد تملكه الذعر والفزع يسأل نفسه: وأين مكان زمزم حتي أحفرها؟ وفي اليوم الثالث وهو نائم في نفس المكان يسمع هاتفا يقول له: سيأتي غراب كبير اسود ينقر بمنقاره في مكان من الأرض قريب من الكعبة وهذا هو مكان بئر زمزم مطمورة تحت التراب. ويستمر عبدالمطلب في الحفر وتحاول شيوخ قريش منعه من الحفر: لن تحفر هذه البئر وحدك انها بئر اسماعيل وسوف نساعدك في الحفر ليكون لنا نصيب فيها. ويرد عبدالمطلب في اصرار: هذه البئر لي وحدي فأنا الذي أمرت بحفرها. ويرد شيوخ قريش: يا عبدالمطلب انت أمير مكة وسيدنا وزعيمنا ولا نستطيع ان نخالفك.. وتمضي أيام ويكشف عبدالمطلب عن البئر وجاء شيوخ قريش وشاهدوا الماء يتدفق من البئر، فأضافوا لقبا جديدا لعبد المطلب بأنه صاحب السقاية.