لن أكون مبالغا إن توقعت أنه في غضون شهور قليلة سوف ينصلح حال التربية والتعليم في مصر علي يد الوزير الدكتور أحمد زكي بدر الذي يقدم صورة رائعة للقائد القدوة في الالتزام والإدارة الحازمة، هل يعيد لنا- بهذا- صورة الوزارة وقت الوزير السيد يوسف »في فترة الخمسينيات والستينيات« أو صورة الوزارة وقت الوزير الدكتور محمد حلمي مراد »في فترة الستينيات«. اعتقد أن المدرسين الملتزمين والمخلصين يقفون مصفقين بحرارة لما يقوم به الوزير من إجراءات تعيد للوزارة هيبتها، وللتعليم قداسته، وللمدرسة مكانتها، وللمدرس كرامته، وللتلميذ حقوقه، وللأسرة استقرارها. لقد كنا في أشد الاحتياج- منذ فترة لمثل هذا الاسلوب المثالي في إدارة وزارة التربية والتعليم بعد أن انفرط الزمام منذ فترة، وكانت السياسات المختلفة تقوم علي مسكنات وشعارات وأوهام وأحلام بدون عمل جاد وحازم، مما أدي إلي اننا في الجامعة أصبحنا نعاني تماما من طلاب ما قبل التعليم الجامعي من ناحيتي العلم والتربية. تجلت براعته في الزيارات الفجائية للمدارس المختلفة دون سابق إعلان عنها، أو اصطحاب المحافظ معه، أو تحيط به جماعة المستشارين والمنتفعين، بل أراد أن يقف بنفسه علي مستوي التعليم، والالتزام، والنظافة، والسلوكيات دون الاعتماد علي التقارير الوردية التي ترده من جماعة المنتفعين، فوجد نفسه أمام صورة هزيلة جدا لا تفرز طالبا متعلما. ولأنه استاذ جامعي حقيقي مارس مهنة التدريس الجامعي سنوات من عمره، ولأنه إنسان خرج من بيت ملتزم ومنضبط إذ كان والده المرحوم اللواء زكي بدر من أشد وزراء داخلية مصر حزما وحكمة، فقد وقف الوزير أمام سبورة الفصل يتناقش مع التلاميذ في المقررات الدراسية ابتداء من اللغة العربية حتي الهندسة مرورا بالمواد العلمية الأخري. لقد بدأنا ندرك كفاءته الإدارية منذ أن كان رئيسا لاكاديمية أخبار اليوم، فكل الذين تعاملوا معه أشادوا بحزمه وانضباطه بالاضافة إلي الكفاءة العلمية، ثم بعد ذلك نائبا لرئيس جامعة عين شمس فرئيسا لجامعة عين شمس التي شهدت في عصره إدارة حازمة. إنني أحييه بشدة واقول له ما تردد قديما: »الرجل الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصالحات، والرجل الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشرور« ولانك إنسان صالح، فكل ما تفعله يكون خيرا، فعلي بركة الله استمر في سياستك الحازمة لعلنا نبلغ إلي ما نتطلع إليه من تقدم حقيقي غير مزيف.