قناتان فقط نسي وزير التعليم أن «يعزمهما» في زيارته لإحدي المدارس.. الأولي هي قناة موجة كوميديقناتان فقط نسي أحمد زكي بدر - وزير التربية والتعليم - أن (يعزمهما) في زيارته المفاجئة لإحدي المدارس.. الأولي هي قناة موجة كوميدي التي كانت ستنقل الزيارة بوصفها حلقة في مسلسل سيت كوم يلقي الوزير فيه إفيهاته مع تركيب صوت ضحك علي كل كلمة نطق بها (مع أن الحكاية ما تضحكش)، لنشاهد حلقة رائعة مليئة بالضحك، ويمكنك أن تراجع زيارة الوزير علي موقع اليوتيوب الشهير لتتأكد من الأمر، لا سيما أن معاليه يقول «السيد مدير المضرسة» (صوت ضحك). «إيه اللي جايبك هنا يا إبراهيم يا زغلول» (صوت ضحك). «المدرسين اللي هنا تعبانين وعايزين يروحوا الفيوم» (صوت ضحك). «ارفدلي إبراهيم زغلول 15 يوم» (صوت ضحك). وإبراهيم زغلول هذا يا سادة (عيل) في تانية إعدادي ترك فصله 2/1 في حصة الألعاب وقبض عليه الوزير متلبساً مع سبق الإصرار والترصد في 2/1 ليردد الوزير جملته السحرية المبهرة دون توقف (إيه اللي جايبك هنا يا إبراهيم يا زغلول).. (إيه اللي جايبك هنا يا إبراهيم يا زغلول).. (إيه اللي جايبك هنا يا إبراهيم يا زغلول).. رددها ثلاث مرات وكأن التعويذة لن تتم إلا بهذه الطريقة قبل أن ينادي ل (حضناظر) «ليرفده» لتصبح أول حالة «رفد» من وزير كبير بالغ راشد عاقل وتجوز عليه زكاة الفطر ودكتور سابق في كلية الهندسة لطالب في تانية إعدادي.. تانية إعدادي.. تانية إعدادي (ثلاث مرات مثل الوزير). القناة الثانية التي يجب أن يحاسب الوزير مرؤوسيه بنقلهم إلي بعثة مصر التعليمية في جزر القمر لأنهم لم يعزموها علي (الشو) الذي كان الوزير بطله هي قناة (سبيس ستون) للأطفال والتي كانت ستكتشف مواهب عديدة في المدرسة التي نقل الوزير مدرسيها بالكامل (عاطل في باطل) وعاقب مديرها (قائد الصرح التعليمي العظيم)، لأن اقتطاع أي جزء يظهر فيه الأطفال في معمل الكمبيوتر في حصة الكمبيوتر بعيداً عن الكمبيوتر الذي كان الوزير يريد مسحه بفوطة صفراء يصلح فوراً لإذاعته علي أنه (فيلم كارتون) خاصة أن الوزير يذكرني بالأخ (دنجل) في قصص ميكي ماوس مع ملاحظة أن دنجل لا يرتدي نظارة ولا يتعامل بمنتهي الغطرسة مع كل من حوله. إذا أشرت بإصبع الاتهام إلي شخص ما يا سيادة الوزير فإن باقي الأصابع ستشير إليك أنت متهمة إياك.. هذه هي الحكمة التي لم تفهمها حتي الآن، ولم يلتفت لها أحد من عباقرة التوك شو في بلدنا والذين راحوا يهللون لما حدث معجبون به أيما إعجاب وكأن الوزير جاب الديب من ديله، ولم يتحدث أحد عن عبث ما حدث، أو عن الرأس التي إن صلحت صلح باقي الجسم، فليس مطلوباً من وزير التربية والتعليم أن يقوم بمثل هذه الزيارات لو أحكم إدارة وزارته، ليصبح المدير رقيباً علي مدرسته ومدير الإدارة رقيباً علي المدير ومدير المنطقة رقيباً بحق علي مدير الإدارة ووكيل الوزارة رقيباً علي مدير المنطقة ومساعدي الوزير رقباء علي هؤلاء والوزير رقيباً عليهم جميعاً يكتفي بإدارة الأمر بحنكة واقتدار، لا بالإفيهات ومحاربة رجاله في الوزارة والتخلص من الحرس القديم علي مرة واحدة، لاسيما أن وزير التربية والتعليم الهمام لم يقدم لنا رؤية ما حول التعليم في مصر ومستقبله ولم يقل لنا ما الذي سيفعله غير «رفد» عيل في تانية إعدادي، ولم يستعن - مثل البلاد المحترمة - بمركز غاية في الأهمية اسمه المركز القومي للبحوث التربوية مليء بالكفاءات والخبرات اللازمة لإصلاح تعليم ثلاث دول وجزيرتين فرط. التجربة - حتي الآن - تقول إن وزير التربية والتعليم لم يتعامل بتربوية حتي لحظة كتابة هذه السطور مع الوزارة التي تولاها، ولو كان الأمر بيده لطبق علي المدارس قانون الطوارئ، ولأصدر بدلاً من قرارات النقل قرارات اعتقال ولاصطحب بدلاً من كاميرات الفضائيات عربيتي بوكس وعدداً من جنود الأمن المركزي، وكل تجربة أحمد زكي بدر في الإدارة تقول إنه صوت عال وإنجاز يساوي صفراً، ولا نستبعد حدوث العديد من المهازل في الفترة القادمة بسبب أسلوب الوزير الذي أراد أن يبدو أمام الجميع في صورة الكناس الأمين الذي كنس الوزارة ونظف التربية والتعليم ولم يستخدم سوي عصا المقشة، ولم يكنس سوي تراب أهاله في أعيننا لتبدو الصورة ضبابية أمامنا ويرتبك الجميع تحت دعوي أن تلك الزيارة المفاجئة مبادرة جريئة من الوزير الذي نقل المدرسين إلي الفيوم وعاقب مدير المدرسة - أو ظن أنه فعل - بنقله للمنيا، وكأن المنيا هي (قعر القفة) أو مكان لعقاب المدرسين المهملين مثله مثل أي (أوضة فيران) وهي الأوضة التي أعتقد أن الوزير قد يصدر قراراً رسمياً بعودتها مع استبدال الفيران بكلاب بوليسية لنهش كل من تسول له نفسه الإهمال في حق التربية والتعليف..أقصد التعليم. أحمد زكي بدر يا سادة لديه فرصة ذهبية بغطرسته وعنجهيته وقسوته مع الفساد ليصبح بطلاً لكن من قال إن البطولة هي أن «ترفد عيل» في تانية إعدادي وتنقل أكثر من سبعين مدرساً وتقوم بتهزيقهم مع مديرهم ومرمطة كرامتهم علي مرأي ومسمع من الناس الذين يتابعون الفضائيات التي اصطحبها الوزير معه. طيب كيف سيقوم المدير الذي وبخه الوزير أمام الكاميرات بدوره كمدرس فيما بعد؟ كيف سيتجرأ علي طالب ما لمعاقبته دون أن يقول له هذا الطالب «ياللا يا اللي الوزير بهدلك في التليفزيون»؟ من حقنا إذن أن نخاف من الفترة القادمة لأن الوزير فيما يبدو سيتعامل خلالها بنظرية روتانا سينما ليصبح شعار الوزارة.. أحمد زكي بدر..مش هتقدر تغمض عينيك.